في ظل أنه لم يتبق سوى يوم واحد من التداول في هذا العام، عكست السوق مسارها يوم الثلاثاء لتبيع ما تم شراؤه في معظم أوقات السنة وتشتري ما تم بيعه من أجل موازنة مراكزهم في العام.
وواصلت أسعار الفائدة انخفاضها في كلا من أوروبا والولايات المتحدة مدفوعة بقراءة مؤشر أسعار المستهلكين في أسبانيا والتي جاءت منخفضة على نحو يدعو للدهشة وسجلت -1.1% على أساس سنوي في شهر ديسمبر، وهو ما ينذر بسقوط منطقة اليورو ككل في الانكماش الأسبوع المقبل (التوقعات: -0.2٪ على أساس سنوي بانخفاض عن القراءة السابقة التي سجلت + 0.3٪).
وكان زوج اليورو دولار امريكي قد سجل مستوى منخفض آخر في عام 2014 ولكنه تعافى بعد ذلك. ومع ذلك، كان الين الياباني هو العملة التي حظيت بأكبر قدر من الاهتمام يوم أمس حيث أدى ضعف الأسهم اليابانية إلى دفع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني للانخفاض كالعادة.
ارتفع الدولار الأسترالي في ظل ارتفاع أسعار خام الحديد لليوم الرابع على التوالي وسط توقعات بأن الحكومة الصينية ستتخذ إجراءات لتعزيز النمو ودعم سوق العقارات، مثل التوقف عن فرض قيود على شراء المنازل.
وعلى الرغم من أن السلطات قد تقوم بالفعل بذلك إلا إنني أعتقد أنها ستتخذ أيضا خطوات لإغلاق شركات إنتاج الصلب التي تحقق خسائر. ومن وجهة نظري فإن هذا يمكن أن يكون له تأثيرا كبيرا وأتوقع أن يواصل إنتاج الصلب الصيني انخفاضه. وعلاوة على ذلك فإن خام الحديد يعتبر مربحا وفقا للأسعار السارية حاليا، وبناء على ذلك فإنني أتوقع أن يستمر العرض في الزيادة مما يضع ضغوطا هبوطية على أسعار خام الحديد والدولار الأسترالي خلال العام المقبل.
بمناسبة الصين، صدرت خلال فترة الصباح في آسيا القراءة النهائية لمؤشر اتش.إس.بي.سي لمديري المشتريات بالصين لشهر ديسمبر والتي تم تعديلها بالزيادة بشكل طفيف إلى 49.6 من القراءة الأولى التي سجلت 49.5، وهذه هي أول قراءة أدنى من 50 منذ شهر أبريل. وقاد الطلب المحلي التباطؤ حيث تراجعت الطلبيات الجديدة وانخفض المؤشر الفرعي للتوظيف للشهر الرابع عشر على التوالي.
وجاء رد فعل السوق كما هو معتاد الآن وهو ارتفاع على أساس (الخبر السيء هو خبر سار" بافتراض أن الانخفاض سيحفز الحكومة على اتخاذ خطوات لتعزيز الاقتصاد. وأتوقع أن السلطات تسعى لتقليل الانخفاض أكثر من سعيها لدفع الاقتصاد للتسارع وهو ما من شأنه أن يصب المستثمرين بخيبة أمل في نهاية المطاف.
أدى الانخفاض في أسعار الفائدة والدولار الأمريكي إلى دعم الذهب الذي أغلق أمس عند 1203.53 وفقا لبلومبرغ. ويذكر أنالذهب قد أغلق يوم 30 ديسمبر 2013 عند 1205.05. وصحيح أن أداء الذهب ليس رائعا ولكن بالنظر إلى أن عائدات السندات الألمانية واليابانية قد أصبحت سلبية بالنسبة للسندات لأجل 4 سنوات فإن أداء المعدن الأصفر النفيس ليس سيئا جدا.
ويذكر أن كلا من الذهب والسندات الآن من الأصول التي لا تحمل فائدة - والسؤال الوحيد الذي يطرح نفسه هو أيهما يمكن أن يخسر المرء فيه قدرا أكبر من أمواله. وربما تكون السندات أقل هبوطا ولكنها أيضا لم تسجل سوى تحركات صعودية لا تذكر ما لم يتمكن المرء من زيادة المبلغ المستثمر بشكل كبير من أجل الاستفادة من عائد لا يزيد عن بضع نقاط أساس.
وإنني لا أتوقع أن يؤدي الذهب هذا الأداء الجيد في عام 2015 كما إنني أعتقد أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيقوم برفع أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي من المفترض أن يؤدي لتغيير الصورة بالنسبة للمعدن النفيس.
مؤشر جديد ينبغي متابعته: وهو مؤشر حساب عدد منصات النفط والغاز والصادر عن شركة بيكر هيوز. ويوضح هذا هو المؤشر الأسبوعي عدد منصات النفط والغاز المستخدمة للتنقيب عن وتطوير وإنتاج النفط أو الغاز الطبيعي. ويعتبر هذا المؤشر وسيلة لقياس النشاط في حقول النفط، وبالتالي يمكن أن يتم استخدامه بمثابة مؤشر رئيسي لإنتاج النفط والغاز، على الرغم من أن الارتباط من المفترض أن يكون ضعيفا جدا – فالمؤشر لا يذكر شيئا عن مدى ضخامة الإنتاج من البئر أو ما إذا كان قد تم العثور على النفط أو أيا كان. وعلى أي حال، بلغ المؤشر ذروته للولايات المتحدة مسجلا 1،929 يوم 21 نوفمبر، وينخفض العدد الآن بمقدار 89 منصة أي 4.6٪. ويقول بعض المحللين أن هذا الأمر موسمي فحسب ولكنني لم اشهد هذا الانخفاض الكبير في العام الماضي.
ففي الربع الثالث من عام 2013 بلغ المؤشر ذروته يوم 13 ديسمبر وانخفض بنسبة 1.4٪ فقط في نهاية العام، ولكنه عاد إلى الارتفاع إلى المستوى السابق قبل نهاية يناير 2014. وبناء على ذلك فإنه يبدو أن انخفاض أسعار النفط قد أدى إلى خفض عمليات التنقيب على الأقل. ومن المرجح أن يظهر التأثير على أسعار النفط في وقت ما في المستقبل لأنه الأمر بطبيعة الحال يستغرق وقتا طويلا حتى يتم حفر الآبار وبدء إنتاج النفط. ومع ذلك فإن عقود النفط الآجلة لتسليم النفط في المستقبل البعيد قد بدأت في الارتفاع.
السوق اليوم: لا توجد مؤشرات أوروبية كبرى صادرة اليوم. ومن المتوقع أن تسجل طلبات إعانة البطالة المقدمة لأول مرة في الولايات المتحدة الارتفاع إلى 290 ألف من 280 ألف في الأسبوع السابق. ومع ذلك فإن هذه القراءة ستدفع المتوسط المتحرك لمدة 4 أسابيع للانخفاض مما يؤكد فكرة استمرار التحسن في سوق العمل في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يسجل مؤشر شيكاغو لمديري المشتريات انخفاضا طفيفا في ديسمبر، في حين من المتوقع ارتفاع قراءة شهر نوفمبر للمنازل التي لم تسجل عقودها عن قراءة الشهر السابق