ان الذهب انهى تداولات الاسبوع الماضى على صعود حاد متجاوزا الحاجز النفسى 1300 دولار و محققا اعلى صعود له منذ منتصف ابريل الماضى ليلامس مستوى 1319 دولار بنسبة صعود تجاوزت 3.3% ونتوقع ان تستمر ارتفاعات الذهب نحو قمم جديدة فى حالة استمرار الوضع السياسي والاقتصادى الحالى حيث كانت ارتفاعات الذهب مدفوعة بتوترات الوضع السياسى في الشرق الاوسط وتازيم الموقف في العراق مع احتمالات التدخل العسكرى الامريكى وهذا ما دفع مخاوف المستثمرين للارتفاع والبحث عن الملاذ الامن كما ساهمت قرارات الفيدرالى الامريكى الصادرة الاربعاء الماضى في دعم ارتفاعات اسعار الذهب وباقي المعادن الثمينة نتيجة انتكاسة الدولار وارتياحية منطقة اليورو حيث اصابت هذه القرارات الكثير من المستثمرين بالاحباط والعزوف عن شهية المخاطرة ولم تجد "جانيت يللين " معها المزيد من المحفزات للاسواق سوى اظهار عجزها عن تحديد موعد ارتفاع اسعار الفائدة واصدار قرارات عامة بعيدة عن التفاصيل واصرارها على استمرار التخفيض في التيسير الكمى ليصبح 35 مليار دولار شهريا وبلا شك ان هذه القرارات قد تكون مفيدة على المدى البعيد لكن تقل فوائدها على المدى القصير الذى تحتاج فيه الاسواق لمعرفة خريطة سياسات مالية واضحة يحدد فيها موعد رفع اسعار الفائدة وتحديد مؤشرات السوق التي يعتمد عليها قياس نمو الاقتصاد الامريكى وسوف يكون الوضع اكثر تازيما الفترة القادمة في حالة التدخل العسكرى الامريكى بالعراق ومع صعود اسعار النفط الى مستويات ابعد من المستويات القياسية الحالية حيث تعد اسعار النفط الحالية هي الاعلى منذ تسعة شهور.
والرابح الوحيد فى ظل هذه الاجواء السياسية والاقتصادية هو الذهب ومعه باقي المعادن الثمينة حيث عكس منحنى الذهب اتجاه بالصعود بعد ان كان يعني من حالة هبوط حادة بلغت 1240 دولار للاونصة يوم 2 يونيو الماضى ليبلغ 1319 دولار يوم الجمعة الماضية ونتوقع ان يستمر الذهب فى الصعود باتجاه مستوى 1400 دولار بتاثير العوامل السابقة بجانب تاثير العامل النفسى حيث ان الكثير لجاء الى الذهب ليس خوفا من توترات الاوضاع السياسية والاقتصادية وانما عزوفا عن معطيات السوق الحالية التى تغيب عنها الشفافية وعدم وضوح سياسات مالية واضحة وتتناقل الاضواء بين المركزى الاوربى والفيدرالى الامريكى بدون ايجابيات واضحة كما ان اسواق شرق اسيا لم تاتى بجديد يشفع للمستثمرين بآمال جديدة ويمكن ان نرى تصحيحات للذهب خلال الايام القادمة وقد تكون محدودة اذا استقرت الاونصة فوق 1300 دولار واحتمالات الصعود والهبوط متساوية بعيدا عن الوضع السياسي وان كانت عمليات البيع وجني الارباح لن تكون بسهولة الاسابيع الماضية نتيجة تمسك المستثمرين بالملاذ الامن.
باقى المعادن الثمينة سلكت مسلك الذهب والفضة واتجهت للصعود بدعم المعطيات السياسة والاقتصادية واغلقت اونصة البلاتينيوم عند 1457 دولار والبلاديوم عند 822 دولار وبالمثل توقعات الصعود هى الاقرب نتيجة احتمالات نقص المعروض من البلاتنيوم والبلاديوم في الشهور القادمة مما يدفع قوة الطلب الى رفع الاسعار و ليس ببعيد ان نرى البلاتنيوم فوق 1500 دولار والبلاديوم فوق 900 دولار للاونصة.