التفائل يغيم على عقود النفط , مع استقرار اسعار النفط حول حاجز ال50$ للبرميل , مع استمرار اخبار ايجابية لدعم الاسعار وشق طريق ال 60$ للبرميل بنهاية العام مع مطلع العام الجديد , ما لم تحدث اي مفاجأت تخل بمعادلة العرض والطلب .
استقرار اسعار النفط مرتفعة مدعومة بشكل مباشر من هبوط سعر صرف الدولار مع اختفاء فورة الأسواق برفع أسعار الفائدة الأميركية هذا الشهر إثر أرقام شهرية أشارت إلى مخاوف من عدم قوة نمو الاقتصاد الأميركي.
أي تصريحات تأتي من الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي حول إمكانية رفع الفائدة تدفع سعر الدولار بالارتفاع , والذي بطبيعة الحال يتناسب عكسيا مع سعر النفط والذهب وغيرهما من السلع المقومة بالدولار.
إلا أن هناك عوامل أخرى، غير آنية، ساهمت في استقرار سعر النفط وقد تؤدي إلى استمرار ارتفاعه بحلول الشتاء مع نهاية العام الحالي.
تلك العوامل تتعلق بمعادلة العرض والطلب.
فهناك استهلاك من المخزونات التجارية في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى المستهلكة للطاقة، يتزامن مع توقف الإنتاج في بعض المواقع مثل نيجيريا نتيجة إضرابات وهجمات على منشآت نفطية.
يمتص ذلك أكثر من مليون برميل يوميا من فائض العرض عن الطلب الموجود في السوق، والذي يسهم فيه بشكل كبير زيادة إنتاج العراق وإلى حد ما إيران.
وفي حال تم تمديد فترة التجميد من الانتاج مع الدول المنتجة الكبرى من أوبك وخارجها، مثل السعودية وروسيا، سيساعد ويدعم اسعار النفط وتوازن العرض والطلب على استمرار منحنى الارتفاع.
وستعود العوامل الموسمية، كزيادة الطلب العالمي نتيجة مواسم استخدام السيارات للسفر الطويل ثم بعد ذلك استخدام زيت التدفئة في نصف الكرة الشمالي، لتؤثر في السوق بشكل طبيعي ما قد يعني احتمال ارتفاع الأسعار إلى 60 دولارا للبرميل بحلول الشتاء .
سيظل العامل الأهم هنا هو عودة إنتاج النفط الصخري تدريجيا إلى السوق، ما قد يجعل استقرار أساسيات السوق هشا، بل يمكن أن يضغط على الأسعار هبوطا.
فائض المخزون الامريكي حسب المعطى الصادر بالامس ادى الى انخفاض بعض الشئ من اسعار النفط , مع زيادة في انتاج ليبيا للنفط بوضعها الاقتصادي الراهن وهو صعب نسبا للوضع الامني , ولكن اهداف النفط والارتفاع مزال قائم بحسب المعطيات الصادرة من عدة جهات.
كما وان جميع العوامل والمؤشرات التي بموجبها كمحللين ومستثمرين تلزم باستغلال الفرص على النفط من سعر ال 52$-55$ , المتوقع ان تصل اسعار النفط الى ال60$ للبرميل كحد ادنى في صفقات تعد متوسطة المدى .
سوق النفط دايما ما يكون هادئ وتحركاته من 1$-3$ , ولكن بما انه تم الاتفاق على تجميد الانتاج للخفض من المعروض وزيادة الطلب , نرى بهذا كم هائل من المستثمرين ينتظرون تحرك النفط على الاقل 5$ للبرميل الواحد , مع تزايد الامل بتمديد الحد من الانتاج لنصف عام جديد.