في الأسبوعين الأخيرين، شهدت السوق سلسلة من الأحداث الرئيسية المحفوفة بالمخاطر، ما ترك للمستثمرين الكثير لكي يستوعبوه. سيحظى المستثمرون بفرصة مماثلة في الأسبوع القادم وسط الإفتقار الى تدفقات الأنباء، لتبرز موجة من التفكير. من الممكن أن يمهّد ذلك الطريق أمام انتعاش الين الياباني عقب هبوط العملة الى قاع ستة أعوام مقابل الدولار الأميركي.
هشاشة شهية المخاطر هي من الإعتبارات الرئيسية. فقد بدأ سبتمبر مع مساعي تيسير مخيّبة للآمال من قبل البنك المركزي الأوروبي. كان التّجار يترقّبون إطلاق التيسير الكمّي "الكلاسيكي"- شراء السندات الحكومية بواسطة أموال حديثة الإصدار- ولم يحصلوا على ذلك. كما تشكّل الثقة عنصرًا آخرًا في حزمة حوافز البنك المركزي الأوروبي، إذ بلغت الطلبات على عملية إعادة التمويل البعيدة الأجل 82 مليار يورو فقط، دون توقعات وصولها الى 150 مليار يورو.
في غضون ذلك، يبدو أنّ بنك الاحتياطي الفدرالي يقترب أكثر من الطرف المتفائل للسياسة. إنّ السلّة المحدّثة لتقديرات معدّلات الفائدة أشارت الى أنّ جانيت يلين وأعضاء مجلس إدارتها يتوقعون أن تكون تكاليف الإقتراض أعلى بمقدار 25 نقطة أساسية في العام 2015 ممّا كانوا يرجّحون في يونيو. أخذت السوق علمًا بذلك: التجار يتوقعون تشديد السياسة في الولايات المتحدة بمقدار 60 نقطة أساسية خلال الأشهر الإثني عشر القادمة.
يبدو أنّ ذلك يلقي بثقله على الإتّجاه الذي نجح في الحفاظ على مناعته بفضل السياسة الملائمة للغاية للإحتياطي الفدرالي خلال الأعوام الأخيرة. ومع اقتراب المصرف المركزي الأميركي أكثر من أي وقت من سحب دعمه، يتنامى خطر تجدّد نفور المخاطر.
تشكّل الصين عنصرًا مخففًا. تنامت شهية المخاطر بعد أن كشف بنك الشعب الصيني النقاب عن برنامج جديد ضخّ من خلاله 500 مليار يوان الى قطاعه المصرفي. مع ذلك، قد يتبدّد التفاؤل بما أنّ مدّة توفير السيولة هذه تصل الى الثلاثة أشهر. يعني ذلك أنّ المستثمرين لن يجدوا ارتياحًا مستدامًا في مساعي بكين.
نظرًا الى الوقت لدراسة مثل هذه القوى الواسعة النطاق، من المحتمل أن تستنتج الأسواق أنّ إجمالي الدعم الموفر من قبل المصارف المركزية خارج الولايات المتّحدة لن يكون قادرًا على استبدال بنك الاحتياطي الفدرالي على صعيد بناء اتّجاهات. يشير ذلك الى احتمال اختبار صفوف الأصول المحفوفة بالمخاطر بعض التصفيات، ما يتيح المجال أمام الخروج من التجارات المبنية على فروقات الفوائد والمموّلة بالين، ما يدفع العملة اليابانية الى الإرتفاع.