من ليلى بسام وسيلفيا وستول
بيروت (رويترز) - قال مسؤولو أمن لبنانيون يوم الثلاثاء إن الجيش اللبناني احتجز إحدى زوجات زعيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي وإحدى بناته اثناء عبورهما من سوريا قبل تسعة أيام في خطوة ينظر إليها على أنها تمثل ضغطا محتملا على البغدادي.
وقال مسؤول أمن لبناني ومصدر سياسي كبير إن الزوجة تدعى سجى الدليمي وانها عراقية.
وذكرت صحيفة السفير اللبنانية ان الجيش احتجزها "بالتنسيق مع أجهزة استخباراتية أجنبية".
وقال مصدر أمني لبناني إن اعتقال الدليمي يمثل ورقة مساومة مهمة لممارسة ضغوط في مفاوضات لتحقيق الافراج عن 27 من أفراد قوات الأمن اللبنانية الذين أسرهم مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية في أغسطس آب الماضي قرب الحدود السورية وهو رأي يشاركه فيه مسؤولون لبنانيون آخرون ممن أكدوا احتجاز الدليمي.
لكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رفض أي تلميح إلى أن واشنطن قد تحاول أيضا استخدام أساليب مشابهة لتحرير سجناء. وقال في مؤتمر صحفي في بروكسل "لا نشارك في هذا النوع من المفاوضات."
وقال مسؤول أمن لبناني كبير إن زوجة البغدادي كانت تسافر برفقة إحدى بناتهما في تناقض مع تقارير سابقة قالت إنها كانت تتنقل برفقة أحد أبنائها. وذكر المسؤول ان اختبارات الحمض النووي (دي.ان.ايه) أجريت للتأكد من انها ابنة البغدادي.
واحتجزت زوجة البغدادي وابنته في شمال لبنان بعدما تبين أن الزوجة تحمل جواز سفر مزورا. وذكر مسؤولو الأمن إنه يجري استجواب زوجة البغدادي في مقر وزارة الدفاع اللبنانية.
ولم يصدر على الفور رد فعل على مواقع الدولة الإسلامية على الإنترنت على الرغم من أن بعض مؤيدي الدولة الإسلامية رفضوا التقارير.
وقال فواز جرجس خبير شؤون الشرق الأوسط في كلية الاقتصاد بجامعة لندن إن عملية الاعتقال توضح انه يبدو ان لدى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة جهاز مخابرات كفء في سوريا والعراق.
وقال لرويترز "تحدثت الى عدد قليل من الناس أبلغوني بانها عملية اعتقال منسقة بين أجهزة المخابرات الامريكية والجيش اللبناني".
وأضاف "لو كنت ابو بكر البغدادي لانتابني القلق البالغ من انهم يقتربون جدا. إنه تطور... مخيف للغاية بالنسبة الى الدولة الاسلامية لا سيما قياداتها".
وقال مصدر في الحكومة الأمريكية إن واشنطن غير متأكدة بشأن متى كانت هذه المرأة مع أبو بكر البغدادي آخر مرة وكم لديها من معلومات مفيدة في حالة وجود معلومات مفيدة معها أصلا.
وقالت السفارة الامريكية في لبنان "إنها عملية قامت بها حكومة لبنان". ولم تذكر مزيدا من التفاصيل.
وكانت الدليمي بين 150 امرأة أفرج عنهن من سجن تابع للحكومة السورية في مارس آذار في اطار مبادلة للسجناء تم بموجبها الافراج عن 13 راهبة أسرهن مقاتلون مرتبطون بالقاعدة في سوريا طبقا لما ذكرته وسائل الاعلام وقتئذ.
وقال مصدر على صلة بالمخابرات العراقية إن المرأة المعتقلة هي زوجة عراقية للبغدادي لكنه لم يستطع تأكيد اسمها. واشار المصدر الى وجود تعاون بين السلطات العراقية واللبنانية مما أدى الى اعتقالها.
وذكرت مصادر عشائرية في العراق أن لزعيم الدولة الاسلامية ثلاث زوجات اثنتان من العراق والثالثة سورية.
وسيطرت الدولة الاسلامية على مناطق واسعة في العراق وسوريا الى الشرق من لبنان وأعلنت "الخلافة" في المناطق التي تسيطر عليها.
وشنت قوات الامن اللبنانية حملة على المتعاطفين مع الدولة الاسلامية في لبنان وأصبحت أجهزة المخابرات أشد يقظة عند المعابر الحدودية.
واعتقلت السلطات خلال الاشهر القليلة الماضية عشرات ممن يشتبه انهم من مقاتلي الدولة الاسلامية الذين يشنون هجمات لتعزيز نفوذ التنظيم المتشدد في لبنان.
وقتل ستة جنود لبنانيون على الأقل في هجوم على دورية شنه مسلحون يوم الثلاثاء من سوريا بالقرب من الحدود بين البلدين.
ويسعى تحالف تقوده الولايات المتحدة إلى التصدي للدولة الاسلامية وتقليص رقعة الأراضي التي تسيطر عليها في العراق وسوريا.
ونفى مقاتل بتنظيم الدولة الاسلامية نبأ اعتقال زوجة البغدادي وقال من داخل سوريا "تحريت عن مدى صحة النبأ مع قادتي وقالوا إنها اخبار زائفة. اللبنانيون يكذبون."
وزلزلت تبعات الصراع السوري لبنان مرارا. ويطالب متشددون لهم صلة بجبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا وبالدولة الاسلامية بالافراج عن إسلاميين تحتجزهم السلطات اللبنانية في مقابل الافراج عن أفراد من قوات الامن اللبنانية أسروا في أغسطس اب.
ورصدت الولايات المتحدة جائزة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات ترشد الى معرفة مكان البغدادي أو اعتقاله او ادانته. والاسم الحقيقي للبغدادي العراقي الجنسية هو ابراهيم عواد ابراهيم علي البدري السامرائي.
ودعا البغدادي الى مهاجمة حكام السعودية في خطبة نسبت اليه الشهر الماضي.
وأشارت نبذة شخصية عن البغدادي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي متعاطفون مع الدولة الاسلامية الى انه متزوج لكنها لم تقدم المزيد من التفاصيل.
وأفادت سيرة ذاتية نشرتها منتديات إسلامية أنه ولد عام 1971 وأنه من أسرة عراقية من الدعاة ومعلمي اللغة العربية وأنه درس في الجامعة الإسلامية في بغداد.
وذكرت تقارير إعلامية أمريكية أن البغدادي احتجز سنوات عدة في سجن تديره الولايات المتحدة في جنوب العراق قبل أن يصبح في عام 2010 زعيما لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق الذي سبق تنظيم الدولة الاسلامية الحالي والذي امتد الى سوريا عام 2013.
وفي يونيو حزيران أعلنه التنظيم "خليفة للمسلمين" وطالب كل المسلمين بمبايعته. ورغم ندرة التقاط صور للبغدادي إلا انه ظهر في مقاطع فيديو نشرت في يوليو تموز الماضي وهو يلقي خطبة في مسجد بالموصل.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)