من لوك بيكر
القدس (رويترز) - أصبح بنيامين نتنياهو الذي شغل منصب رئيس وزراء إسرائيل لما يقرب من تسع سنوات ممتدة على ثلاث فترات متشددا فيما يتعلق بالأمن ووعد بعمل كل ما يلزم لمحاربة التهديد الذي يشكله النشطاء الفلسطينيون أو حصول إيران على أسلحة نووية.
لكن نتنياهو الذي استهل حملته للفوز بفترة ولاية رابعة في الانتخابات المقرر أن تجرى في 17 مارس آذار القادم ابتعد عن قاعدته الأمنية ليتواصل مع العدد الكبير من الإسرائيليين الذين أصبحوا أكثر انزعاجا من ارتفاع تكاليف المعيشة.
ووعد في مؤتمر اقتصادي عقد في تل أبيب يوم الاثنين بخفض ضريبة القيمة المضافة التي فرضت على الأغذية الأساسية وعلى الحليب والخبز والجبن والبيض إلى الصفر من 18 بالمئة.
وكانت هذه خطوة جريئة لدرء تهديد المرشحين المنتمين إلى تيار الوسط مثل النجم التلفزيوني ووزير المالية يائير لابيد الذي أقاله نتنياهو الأسبوع الماضي. ومن المتوقع أن يجعل لابيد من قضية تكاليف المعيشة ركيزة أساسية في حملته الانتخابية.
وقال نتنياهو إن ملايين المواطنين سيستفيدون من هذه الخطوة سنويا قائلا إنها ستتكلف ملياري شيقل (500 مليون دولار) وهو أقل بمقدار مليار شيقل من خطة اقترحها لابيد لخفض الضريبة المضافة على شراء المنازل للمرة الأولى.
وأضاف "كلما كانت العائلة أضعف وأكثر عددا كانت استفادتها مما سيوفره خفض الضريبة المضافة أكبر" لجعل هذا الوعد أكثر جاذبية للمتشددين الذين لديهم عادة أسر كبيرة الحجم والمرجح أن يكون تأييدهم حاسما في الانتخابات هذه المرة.
وبينما لم تكن القضايا الأمنية بعيدة عن أذهان الإسرائيليين خصوصا بعد الحرب في غزة إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن تكاليف المعيشة قضية مهيمنة قبل الانتخابات القادمة.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي هذا الأسبوع أن نصف من شملهم الاستطلاع تقريبا (48 بالمئة) أشاروا إلى أن ارتفاع الأسعار والسياسات الاجتماعية سيكون لهما التأثير الأكبر على تصويتهم في الانتخابات.
وهذه النسبة أعلى من النسبة التي جاءت في استطلاع أجري قبل الانتخابات الأخيرة التي أجريت في يناير كانون الأول عام 2013 عندما أشار 43 بالمئة إلى أن القضايا الاقتصادية وتكاليف المعيشة أكبر شاغل لديهم.
وفي هذه الانتخابات حصل لابيد وهو مذيع تلفزيوني سابق على 19 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا. ليصبح حزبه أكبر حزب منفرد.
ويعرف نتنياهو أن عليه أن يعطي أملا للذين يكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم كي يحتفظ بالسلطة بعد أن ظل لسنوات يلح على التهديد الموجه لبقاء إسرائيل.
قال جدعون رهط وهو أستاذ في الجامعة العبرية "الأحزاب الأخرى تركز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية ولديهم أسباب سياسية وجيهة لذلك."
ومضى يقول "كثير من الناس في إسرائيل حصلوا على ما يكفي من الأمن والسياسة الخارجية. يريدون تقدما في السياسة الاجتماعية."
وبينما خفت نجم لابيد وتتوقع استطلاعات الرأي أن يحصل على تسعة مقاعد فقط في الانتخابات القادمة فإن التهديد الجديد لنتنياهو يأتي من موشي كاحلون وزير الاتصالات والرفاه وعضو سابق في حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو.
ونال كاحلون الإعجاب لأنه قلص أسعار خدمات الهواتف المحمولة بنسبة كبيرة في العامين الماضيين. وتتوقع بعض استطلاعات الرأي أن يحصل حزبه على 12 مقعدا في الانتخابات القادمة. ويبقى السؤال عما إذا كان سيستطيع نقل قدراته على خفض الأسعار لمجالات أخرى.
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)