بقلم جيفري سميث
Investing.com – تراجعت أسعار النفط الخام في تعاملات جلسة نيويورك اليوم الخميس، بعد ان كانت قد تخلت عن جزء من المكاسب الأخيرة في ظل مجموعة ضعيفة أخرى من بيانات سوق العمل من الولايات المتحدة، والتي ألقت بعلامة استفهام حول مسار الطلب الأمريكي على المدى القريب.
وعند الساعة 11:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:00 مساءً بتوقيت جرينتش)، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، العقد الرئيسي بين أنواع النفط الأمريكية، بنسبة 0.4٪، لتتداول عند 52.69 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لنفط برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد انخفضت بنسبة 0.9٪ لتتداول عند 55.55 دولار للبرميل.
كما انخفضت أسعار عقود البنزين الآجلة بنسبة 1.2٪، لتتداول عند 1.5300 دولار للغالون، بعد ان كانت قد سجلت أعلى سعر لها في 11 شهراً في وقت سابق من هذا الأسبوع عند 1.5766.
وفي بيانات صدرت قبل افتتاح الجلسة، تبين أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد تراجع على عكس المتوقع، ليثير هذا التراجع بعض الأمل المطلوب للغاية وسط استمرار وباء كورونا في تعطيل الأعمال في البلاد.
ففي تقريره الأسبوعي المعتاد، ذكر مكتب إحصاءات العمل الامريكي أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على مطالبات البطالة الأولية للأسبوع الماضي، قد قفز بقوة إلى 965 ألف شخص، وهو ما جاء أكثر بكثير من التوقعات التي كانت تترقب ارتفاع المطالبات إلى 795 ألفاً، من رقم الأسبوع الماضي والبالغ 787 ألفاً.
وتشير هذه الأرقام إلى أن الاقتصاد الأمريكي على الأغلب سيفقد الوظائف للشهر الثاني على التوالي في يناير، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى التأثير المدمر لعمليات الإغلاق على قطاعي الضيافة والسفر.
ومن المقرر أن يعلن الرئيس المنتخب جو بايدن في وقت لاحق اليوم، تفاصيل خطة التحفيز التي قال في وقت سابق إن قيمتها ستصل إلى "تريليونات الدولارات". وأثار احتمال زيادة الاقتراض الفيدرالي هذا العام تساؤلات حول ما إذا كان التحفيز النقدي للاحتياطي الفيدرالي سيكون كافياً لاستيعاب كل تلك الإصدارات الإضافية. وقد يتطرق رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى العلاقة بين السياسة المالية والسياسة النقدية في خطاب سيلقيه عند الساعة 12:30 ظهراً بالتوقيت الأمريكي الشرقي.
وفي الوقت نفسه، ذكرت بلومبرج أن استخدام الطرق في أكبر 4 اقتصادات في أوروبا، حيث كانت إجراءات الإغلاق أكثر صرامة وأوسع نطاقاً، انخفض بنسبة 37٪ على أساس سنوي في الأسبوع الأول من عام 2021، مما يؤكد حقيقة أن النقص في الطلب على المنتجات المكررة لا يزال موجوداً، ولا يقتصر على وقود الطائرات.
وفي تعليقات أرسلها عبر البريد الإلكتروني، قال بيورنار تونهاوغن، رئيس أبحاث سوق النفط في ريستاد إينرجي إن المتداولين لا يمكنهم تجاهل إشارات الهبوط المرتبطة بالوباء إلى الأبد، مضيفاً أن السوق كان على وشك التصحيح. وكتب المحلل: "قد تكون حملات التطعيم جارية ولكن حتى تتحول الكلمات إلى أفعال ويتم تحصين أجزاء كبيرة من سكان العالم، فإن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت، وبالتالي بعض الوقت حتى يستفيد الطلب ... الحقيقة هي أن السوق متفائل، لكن هذا التفاؤل يؤدي به إلى التمسك بإشارات صعودية إلى حد أكبر مما يجب".
وقال تونهاوغن أن الأسعار ستبقى مدعومة جيداً عند حاجز الـ 50 دولار في المستقبل المنظور، لكنه قال إن أي مكاسب تتجاوز ذلك ستعتمد على "مستويات الإصابات وإشارات الطلب".
ومع ذلك، تشير الدلائل في الوقت الحالي إلى أن هنالك حالة من انضباط الإنتاج من قبل دول مجموعة أوبك+، ما زالت تساعد في إعادة التوازن إلى السوق. وأشار تقرير أوبك الشهري الذي نُشر في وقت سابق من اليوم الخميس إلى أن مخزونات النفط العالمية تجاوزت الآن متوسطها لخمس سنوات بـ 163 مليون برميل، وهو المستوى الذي تستخدمه الكتلة كمعيار لها. وفي الوقت الحالي، تنتج أوبك حوالي 1.8 مليون برميل يومياً أقل مما ترى أنه المستوى المناسب للحفاظ على توازن السوق، مما يؤدي إلى تقليص تدريجي للمخزونات، كما يتضح من تقريري المخزون في الولايات المتحدة الذين صدرا هذا الأسبوع.
وفي تقرير اليوم، تركت أوبك توقعاتها للطلب العالمي لعام 2021 دون تغيير، عند 95.9 مليون برميل يومياً.