بقلم جيفري سميث
Investing.com – تراجعت أسعار النفط الخام في تعاملات التعاملات الأوروبية لليوم الاثنين، حيث لم تعطي البيانات الاقتصادية الصينية الجيدة سبباً صحية لتغيير نغمة التشاؤم التي سيطرت على السوق مؤخراً.
وعند الساعة 4:45 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (9:45 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، العقد الرئيسي بين أنواع النفط الأمريكية، بنسبة 0.1٪، لتتداول عند 52.38 دولار للبرميل. وبالمثل، انخفضت العقود الآجلة لنفط برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 0.1٪ لتتداول عند 55.02 دولار للبرميل. وكان كلا النوعين من العقود قد سقط بأكثر من نقطتين مئويتين كاملتين في تداولات الجمعة.
كما انخفضت أسعار عقود البنزين الآجلة بنسبة 0.5٪، لتتداول عند 1.5213 دولار للغالون، بعد ان كانت قد سجلت أعلى سعر لها في 11 شهراً في وقت سابق من يناير الحالي عند 1.5766.
في وقت سابق اليوم، أصدرت الصين بيانات اقتصادية أظهرت أن الإنتاج الصناعي قد نما بنسبة 7.3٪ على أساس سنوي خلال ديسمبر، وهو ما جاء أفضل من الـ 6.9٪ الذي توقعها المحللون الذين قام موقع Investing.com باستفتائهم، وأيضاً أفضل من رقم شهر نوفمبر البالغ 7٪.
وأظهر تقرير منفصل أن الناتج المحلي الإجمالي السنوي ارتفع بنسبة 2.3٪ خلال في الربع الرابع، وهو ما جاء أعلى من التوقعات التي كانت 2.0٪، وذلك بفضل الصعود الكبير في نسبة النمو السنوية للربع المذكور، والتي وصلت إلى 6.5٪، مقارنة بذات الربع من العام الذي سبقه.
وبذلك، يكون الاقتصاد الصيني هو الاقتصاد الوحيد بين الاقتصادات الكبرى الذي يحقق النمو في مجمل عام 2020.
وكانت أرقام النمو الفصلية مدعومة بدورها بالطلب على السلع الصينية، والذي ظهر بالفعل في الفائض التجاري القياسي الذي كشفت عنه بيانات الأسبوع الماضي. فلقد تسارع الإنتاج الصناعي إلى 7.3٪ من 7.0٪ في نوفمبر، ولكن مبيعات التجزئة خيبت الآمال مرة أخرى، حيث تباطأت إلى 4.6٪ من 5.0٪.
تسلط الأرقام الضوء على التحول السريع للصين بعد أن تراجع اقتصادها، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في أوائل عام 2020 للمرة الأولى منذ أكثر من أربعة عقود.
كما أظهرت التفاصيل القطاعية للبيانات أن مستويات انتاج مصافي التكرير الصينية لشهر ديسمبر تتطابق تقريباً مع معدلات الإنتاج القياسية لشهر نوفمبر، حيث بقيت فوق 14.1 مليون برميل يومياً.
ومع ذلك، فإن هذه البيانات، على الرغم من كونها إيجابية، إلا أنها تقدم نظرة على الماضي. وتتزايد المخاوف بشأن الطلب المستقبلي نظراً لأن السلطات الصينية قد فرضت الإغلاق على ما يقرب من 30 مليون شخص الأسبوع الماضي من أجل احتواء تفشي جديد لفايروس كورونا في إقليم (هايباي) القريب من بكين. واستناداً إلى الطبيعة شديدة القابلية للعدوى للسلالات الجديدة من الفايروس التي تشق طريقها حالياً عبر أوروبا، يمكن لهذا التفشي أن يشق طريقه بسهولة إلى بكين نفسها، مع ما لذلك من تأثير على الطلب الصيني على الوقود.
وفي أوروبا، يتزايد الإحباط بسبب بطء طرح اللقاحات، فضلاً عن تقييد الحركة من أجل مكافحة انتشار الفايروس. ونظم آلاف الأشخاص مظاهرة غير مصرح بها للاعتراض على قيود الأغلاق في العاصمة الهولندية أمستردام يوم أمس الأحد قبل أن تفرقهم شرطة مكافحة الشغب. كما مددت فرنسا حظر التجول لمدة 12 ساعة في جميع أنحاء البلاد، في حين مددت النمسا إجراءات الإغلاق حتى 7 فبراير.
وقد تكون نطاقات التداول محدودة اليوم الاثنين بسبب إغلاق الأسواق الأمريكية في عطلة وطنية، لكن بقية الأسبوع قد تكون أكثر تقلباً حيث يشهد يوم الأربعاء تنصيب جو بايدن كرئيس جديد للولايات المتحدة بينما يمكن أن تبدأ محاكمة عزل الرئيس دونالد ترامب، وكلا الحدثين يهدد بالمزيد من العنف والغوغاء.
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن بايدن يخطط لأن يكون أحد أول قراراته بعد أستلام السلطة هو الغاء تصريح مشروع خط أنابيب (كيستون إكس إل) وهو مشروع ضخم تبلغ قيمته 9 مليار، وهو أمر من شأنه أن يلحق الضرر بإمدادات النفط الأمريكية على المدى المتوسط.
وكان من المقرر أن ينقل المشروع النفط من مقاطعة ألبرتا الكندية إلى ولاية نبراسكا الأمريكية، ولكن تنفيذه تباطأ بسبب القضايا القانونية التي رفعها دعاة حماية البيئة في الولايات المتحدة.