Arabictrader.com - شهدت عقود خامات النفط القياسية أرباحا واضحة خلال تعاملات يوم الجمعة، على الرغم من البيانات الأوروبية السلبية، حيث لاقى النفط دعما كبيرا من بيانات الصين وتوقعات الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو ما وضع النفط على الطريق نحو تحقيق أرباحه الأسبوعية الأولى في 8 أسابيع، منذ أكتوبر.
النفط الآن
وعلى صعيد التداولات، ارتفعت أسعار العقود الفورية لخام النفط برنت بنحو 0.52% إلى 76.96 دولار للبرميل، كما ارتفعت أسعار العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.57% إلى 72.12 دولارا للبرميل.
أبرز العوامل التي أثرت على تحركات النفط
كان ارتفاع أسعار النفط خلال هذا الأسبوع قد بدأ يوم الأربعاء الماضي، بعدما قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند 5.50%، مع تصريحات محافظ البنك، جيروم باول ، بعدها بأن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ستحتاج للبدء في خفض الفائدة قبل الوصول لهدف التضخم بفترة كافية لتقليل القيود على النشاط الاقتصادي، وهو ما دفع النفط إلى الصعود بشكل كبير مع تحسن المعنويات بشأن الطلب لدى أكبر مستهلك لخام النفط عالميا.
ومن ناحية أخرى، أظهر تقرير وكالة الطاقة الدولية الشهري أنها تتوقع ارتفاع الاستهلاك العالمي من النفط بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا في 2024، بزيادة 130 ألف برميل يوميا عن توقعاتها بالشهر السابق، وأوضحت أن هذا الارتفاع بالتوقعات يأتي مدفوعا بتحسن توقعاتها حيال الطلب بالولايات المتحدة، وانخفاض أسعار النفط بالفترة الأخيرة، وهو ما قدم بعض الدعم لأسعار النفط هذا الأسبوع.
وكانت البيانات الصادرة صباح اليوم في الصين قد أظهرت تحسنا كبيرا فاق التوقعات في الإنتاج الصناعي للجمهورية الشعبية خلال شهر نوفمبر، حيث شهد أكبر مستورد لخام النفط بالعالم بعد التحاد الأوروبي ارتفاعا بنحو 6.6% بحجم الإنتاج الصناعي، وهي أعلى وتيرة ارتفاع يشهدها القطاع منذ فبراير من العام الماضي.
وفي نفس الوقت، أظهرت البيانات انتعاشا كبيرا لمبيعات التجزئة داخل الصين، حيث ارتفعت بحوالي 10.1%، وعلى الرغم من أن هذا قد جاء أقل من توقعات الأسواق التي رجحت ارتفاعا أكبر، إلا أن تلك كانت أعلى وتيرة ارتفاع تشهدها مبيعات التجزئة بالبلاد منذ مايو الماضي، مما ساعد على تحسين المعنويات حيال تعافي الاقتصاد الصيني، وساعد النفط على اكتساب المزيد من الزخم الصعودي.
ومع ذلك، فقد ظلت بيانات الصين حيال إنتاج وواردات النفط بالضغط على حجم الأرباح، حيث أظهرت البيانات الصادرة اليوم أن معدل تشغيل مصافي التكرير بثاني أكبر مستهلك لخام النفط عالميا قد انخفض في نوفمبر إلى أدنى مستوى له منذ بداية عام 2023، حيث أدى ضغط هوامش الأرباح على مصافي التكرير غير الحكومية إلى خفض الإنتاج، في حين أثر تباطؤ استهلاك الديزل على الطلب الوطني على الوقود.
ويتجه حاليا كلا الخامين القياسيين للنفط نحو تحقيق مكاسب أسبوعية متواضعة، ولكنها ستكون الأولى منذ ثالث أسابيع شهر أكتوبر، حيث استفاد النفط المسعر بالدولار من ضعف العملة الأمريكية خلال هذا الأسبوع بعدما هبطت لأدنى مستوياتها في 4 أشهر، حيث ساعد على خفض تكلفة النفط بالنسبة للمشترين حاملي العملات الأخرى، واستطاع النفط بفعل تلك الدوافع تحقيق أرباح واضحة خلال تعاملات الأسبوع.