إسرائيل تركز هجماتها على جنوب غزة وسط مخاوف من اتساع رقعة الحرب

تم النشر 04/01/2024, 16:23
محدث 04/01/2024, 16:25
© Reuters. جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية بقطاع غزة يوم الخميس. صورة لرويترز من جيش الدفاع الإسرائيلي.

من محمد عزاقير ونضال المغربي وعرفات بربخ

بيروت/القاهرة/غزة (رويترز) - قال مسؤولون بوزارة الصحة في غزة إن 14 فلسطينيا قتلوا يوم الخميس في هجمات إسرائيلية في خان يونس بالمنطقة الساحلية جنوب قطاع غزة حيث يتكدس الفارون من الهجمات على مناطق أخرى بالقطاع.

وقال مسؤول لرويترز إن من بين القتلى تسعة أطفال.

ولم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي على الهجوم، إلا أنه أعلن بشكل منفصل عن قتال وضربات جوية ضد مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في خان يونس اليوم الخميس.

وقال سكان غزة أيضا إن طائرات ودبابات إسرائيلية قصفت ثلاثة مخيمات للاجئين في وسط القطاع في هجمات أعنف مقارنة بالأيام السابقة.

وجاء الهجوم الأحدث في حين تقترب الحرب الإسرائيلية على حماس من إتمام شهرها الثالث وسط مخاوف دولية من أن نطاق الصراع يمتد خارج غزة ليشمل الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وجماعة حزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وممرات الشحن في البحر الأحمر.

وتزايدت المخاوف بعد أن قتل هجوم بطائرة مسيرة يوم الثلاثاء نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت. وقال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في خطاب ألقاه في بيروت يوم الأربعاء إن قتل العاروري "جريمة كبيرة وخطيرة ولا يمكن السكوت عليها".

وحذر نصر الله من أن جماعته ستقاتل حتى النهاية إذا اختارت إسرائيل توسيع الحرب إلى لبنان، لكنه لم يوجه تهديدات محددة بأي تحرك ضد إسرائيل دعما لحماس.

وعندما سأل صحفي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاجاري عما تفعله إسرائيل استعدادا لرد محتمل من جانب حزب الله، قال "لن أرد على ما ذكرتَه للتو. إننا نركز على قتال حماس".

ويتبادل حزب الله القصف بشكل شبه يومي مع إسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ بدء حرب غزة. لكن مسؤولين أمريكيين قالوا يوم الأربعاء إنهم لم يروا دلائل تذكر على أن الجماعة على وشك تصعيد تحركاتها ضد إسرائيل.

ولم تؤكد إسرائيل أو تنف اغتيال العاروري، لكنها تعهدت بالقضاء على حماس التي تحكم غزة في أعقاب الهجوم الذي شنته الحركة عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول، والذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 240 رهينة.

وردت إسرائيل بشن هجوم بري وجوي عنيف على غزة، وأعلنت وزارة الصحة في القطاع أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء الهجوم الإسرائيلي حتى يوم الأربعاء وصل إلى 22313، أو ما يمثل واحدا بالمئة تقريبا من إجمالي سكان القطاع البالغ 2.3 مليون نسمة.

من ناحية أخرى، أسفر انفجاران عن مقتل ما يقرب من 100 شخص وإصابة العشرات في إيران خلال مراسم لإحياء ذكرى قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي قتل في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة بالعراق عام 2020، وذلك في المقابر التي دفن بها بجنوب شرق إيران. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرين.

وقال مسؤول أمريكي إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن غادر إلى الشرق الأوسط في جولة تشمل إسرائيل، لمواصلة "المشاورات الدبلوماسية" بشأن الصراع في غزة.

* سفك الدماء في غزة

قال مسؤولون بوزارة الصحة في غزة إن تسعة أطفال كانوا بين 14قتيلا سقطوا في الهجوم الذي وقع صباح يوم الخميس في منطقة المواصي بغرب خان يونس. وأضافوا أن قذائف إسرائيلية سقطت بالقرب من خيام نصبها النازحون في المنطقة.

وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام فلسطينية عدة جثث ملفوفة في بطانيات داخل مشرحة أحد المستشفيات بخان يونس.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن مقر الجمعية في خان يونس تعرض للقصف مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن وقوع عدة اشتباكات في خان يونس، حيث قال قبل ذلك إنه يحاول إخراج قادة حماس المختبئين.

وقال الجيش في مؤتمر صحفي يومي إن طائرات حربية إسرائيلية قتلت ثلاثة من مسلحي حماس حاولوا تفجير عبوة ناسفة بجوار قوات برية، كما قتل الجنود مسلحين اثنين آخرين.

وأضاف أن طائرة حربية قصفت أيضا موقع إطلاق أطلق منه مسلحون صاروخا مضادا للدبابات استهدف القوات الإسرائيلية. كما ضربت مواقع مختلفة لتخزين الأسلحة.

* الأوحال تفاقم البؤس

تسبب القصف الإسرائيلي المتواصل في تدمير مساحات كبيرة من القطاع المكتظ بالسكان وفي كارثة إنسانية تقول منظمات الإغاثة إنها مفجعة. وصار معظم سكان غزة بلا مأوى مهددين بالمجاعة بسبب نقص الغذاء.

وتدفق السكان يوم الخميس من مخيمات البريج والمغازي والنصيرات، حيث حملت بعض العائلات الفرش والأمتعة والأطفال على عربات تجرها الحمير وتمكنت عائلات أخرى من أن تستقل سيارات.

وحولت الأمطار الأرض إلى وحل، مما زاد من بؤس أولئك الذين سينصبون على الأرجح الخيام ليقيموا فيها.

وقال سلامة أحمد (49 عاما) وهو من سكان شمال غزة وأب لخمسة بينما كان يتوجه إلى رفح في الجنوب "إسرائيل بتستعرض عضلاتها على المدنيين والنساء والأطفال، جبناء".

كما قال لرويترز "القصف استهدف كل المنطقة الوسطى وكان أقوي مرة من أيام، هم بيخططوا لارتكاب مجازر وتدمير زي ما عملوا في مدينة غزة والشمال، هل هاي حربهم؟ حربهم بس على المدنيين العزل".

© Reuters. جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية بقطاع غزة يوم الخميس. صورة لرويترز من جيش الدفاع الإسرائيلي.

وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش أغلق ممرا إنسانيا يتيح الفرار ويفتح ممرا آخر. وأضاف أنه سيتم السماح فقط بالحركة من الشمال إلى الجنوب. وسيكون الممر مفتوحا لمدة خمس ساعات حتى الرابعة مساء.

وبينما تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، فإن خططها بشأن القطاع على المدى البعيد غير واضحة. وقالت حكومات أجنبية ومنظمات إن أي حل يجب أن يلبي التطلعات الفلسطينية لإقامة دولة مستقلة، لكن هذا الاحتمال يبدو بعيد المنال وسط استمرار إراقة الدماء فيما تقول إسرائيل إنها ستكون حربا طويلة.

(شاركت في التغطية معيان لوبيل على الحدود بين إسرائيل وغزة ودان وليامز وإميلي روز من القدس وجوناثان لانداي من واشنطن - إعداد دعاء محمد وأميرة زهران للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.