انضمّت شركة المدفوعات العملاقة ماستركارد (NYSE:MA) (Mastercard) إلى العديد من البنوك الأمريكية الرائدة يوم أمس الأربعاء باختبار تقنية السجلّ الموزّع الجديدة لتمكين تسوية الأصول الممثلة مالياً بين كياناتها.
وكان عمالقة القطاع المالي -بما في ذلك بنوك جيه بي مورجان (JPMorgan) وسيتي بانك (Citibank) وسواهم- قد أعلنوا استخدام نموذج إثبات المفهوم (PoC) لشبكة تسويةٍ منظمةٍ (Regulated Settlement Network-RSN) لاستكشاف إمكانات تقنية السجل الموزّع المشترك لزيادة سلاسة إرسال الأموال دولياً.
تجربة البنوك لتقنية السجل الموزع
ستشمل التجربة بعض الأصول الممثلة مالياً والمتداولة في النظام، مثل أموال البنوك التجارية وأموال البنك المركزي الإجمالية والأوراق المالية -مثل سندات الخزينة الأمريكية- والديون ذات التصنيف الاستثماريّ، وهي أصولٌ يتم تداولها على أنظمةٍ منفصلةٍ داخل النظام المالي التقليديّ.
وجاء في البيان الصحفي للمجموعة المصرفية: “سيتم تنفيذ نموذج إثبات المفهوم (PoC) لشبكة التسوية المنظّمة (RSN) ضمن بيئةٍ اختباريةٍ تحاكي معاملات الدولار الأمريكي متعدّدة الأصول … ويهدف إثبات المفهوم(PoC) لتسليط الضوء على الفرص المتاحة من أجل تحسين تشغيل تسويات الأصول المتعدّدة لصالح المستخدمين المحليين للأدوات المالية المقوّمة بالدولار الأمريكي”.
وفي عام 2022، أعلنت شركة ماستركارد عن تجريب إثبات المفهوم (PoC) لمدة 12 أسبوعاً لاختبار التحويلات المصرفية التجارية المقوّمة بالدولار الأمريكي والتي تمّت تسويتها من خلال “احتياطاتٍ افتراضيةٍ للبنك المركزيّ على سجلٍّ موزّع مشتركٍ متعدّد الكيانات”. وتعتمد الخطوة الجديدة للشركة على هذا المشروع السابق لتمكين تسوية الأصول المتعدّدة على سجلٍّ موزّع رقميّ قابلٍ للبرمجة.
وستشارك في هذه التجربة أيضاً كلٌّ من فيزا (NYSE:V) (Visa) وسويفت (Swift) وبنك تورينتو-دومينيون (TD Bank N.A) والبنك الأمريكي (U.S. Bank) وويلز فارجو (Wells Fargo). وكان البنك الأمريكي قد أعلن سابقاً عن تخصيص 14 مليون دولار للاستثمار في صناديق تداول بيتكوين الفوريّ في البورصة (Bitcoin Spot ETFs).
في الوقت نفسه، سيعمل الاحتياطي الفيدراليّ في نيويورك كمشرفٍ فنيّ على المشروع لمعرفة كيف يمكن للبنية التحتية للسجلّ الموزع إجراء تحويلاتٍ ماليةٍ خاضعةٍ للقوانين التنظيمية.
ازدهار التمثيل المالي لأصول العالم الحقيقي
أصبح التمثيل الماليّ لأصول العالم الحقيقي موضع نقاشاتٍ عديدةٍ في الدوائر المالية المعروفة، فحتى كبار القادة مثل المدير التنفيذي لبنك جيه بي مورجان -جيمي دايمن (Jamie Dimon)- الذي وصَفَ العملات القائمة على تقنية البلوكتشين -مثل بيتكوين- بأنها تشابه امتلاك “حجرٍ على أنه حيوان أليف” في إشارة إلى عدم جدواها، يعترفُ -في نفس الوقت- بإمكانيات تقنية البلوكتشين ويرى أنها “ذات إمكاناتٍ حقيقية”.
فبعد أن حطّم إطلاق أول صندوق تداول بيتكوين في البورصة (bitcoin ETF) الأرقام القياسية في كانون الثاني/يناير، قدّمت شركة بلاك روك (BlackRock) صندوق أصولٍ ممثلةٍ مالياً تحت اسم BUIDL، والذي حصَد استثماراتٍ بقيمة 240 مليون دولار خلال أسبوع من إطلاقه. ويقوم هذا الصندوق بتسجيل حصّة ملكية الأصول على البلوكتشين عن طريق إصدار عملات BUIDL، ويضمّ أصولاً مستقرّةً مثل النقد وسندات الخزينة الأمريكية واتفاقيات إعادة الشراء.
وعلقت ديبوباما سين (Debopama Sen) -رئيسة قسم المدفوعات العالمية في Citi Services- على إطلاق شبكة التسوية المنظمّة (RSN) الجديدة بقولها: “من أهمّ عوامل تمثيل الأصول مالياً إمكانيةُ إنشاء المزيد من المواقع ذات الأغراض العامّة لتسوية المعاملات المالية … ويتطلع بنك Citi إلى استكشاف فرص هذا المشروع”.
