Investing.com - تعد صناعة النفط من الصناعات الأكثر انتعاشًا في الفترات الأخيرة، ليس في دول الخليج فقط بل في العالم كله، خاصة بعد ثورة النفط الصخري الأمريكي، حيث تشير البيانات إلى أن عشرات من ناقلات النفط بعضها يصل حجمه إلى خمسة ملاعب كرة قدم تبحر يوميًا من وإلى الموانئ في كل أنحاء العالم، محملة بملايين من براميل النفط الخام، وحزمة من الأوراق بصحبة طاقم عمل السفينة.
بوليصة الشحن هي عبارة عن وثيقة تمكن كل الأطراف من التأكد من ملكية السلعة المشحونة، والتي قد تصل قيمتها بحسب ما جاء في "بلومبرج" إلى أكثر من 122 مليون دولار للسفينة الواحدة، وبدون هذه الوثيقة لا يتمكن البائعين والمشترين الذين يتداولون 2.7 مليار دولار من النفط الخام بشكل يومي من القيام بأعمالهم في سوق حاملات النفط التي تجوب المحيطات، والتي تعد وسيلة لتوفير حوالي نصف النفط المستهلك في العالم.
في الفترة الأخيرة، أعلن كبار التجار والمنتجين والبنوك عن رغبتهم في التخلص من نظام بوليصة الشحن الورقي وغيرها من الأشكال الأخرى كالسجلات الكثيرة المطلوبة عند كل معاملة، حيث إنهم يرون أنها تجعلهم معرضين لخطر النصب والاحتيال، لذا يريدون التحول إلى بديل أكثر أمنًا.
ولتقليل التكاليق والتعامل مع هوامش الربح المحدودة، بدأ رواد قطاع النفط يتجهون إلى الأساليب المستخدمة للتحقق من تعاملات العملات الرقمية، وعلى الأخص تكنولوجيا "بلوك شين" أو دفاتر الأستاذ المشتركة.
وصرح "أليستير كروس" الرئيس العالمي للعمليات لدى "ميركوريا إنرجي" إن الطريقة التي تُتبع في الوقت الحالي لتنفيذ العمليات التجارية مُتعبة ومرهقة جدًا بسبب الأعمال الورقية التي لم تتطور على مدى الـ 200 عام الماضية.
ومن جانبها قالت شركة "بي تي إل جروب" المختصة بتكنولوجيا "بلوك شين" والتي تقدم خدماتها للاعبين رئيسيين في سوق النفط مثل "إيني" و"ميركوريا"، إن الشركات تتجه لاستخدام دفاتر الأستاذ المشتركة في أجل تقليل النفقات.
ومنذ فترة قصيرة، تم تشكيل تحالف يضم أغلب منتجي النفط ، على رأسهم "بي بي (LON:BP)" و"رويال داتش شل" و"شتات أويل" وبعض المصارف مثل "سوسيتيه جنرال" و"إيه بي إن أمرو بنك" وبعض التجار مثل "جونفور جروب" و"ميركوريا آند كوش سوبلي آند ترادينغ"، ويعمل التحالف على تطوير منصة لتجارة النفط تعتمد على تكنولوجيا "بلوك شين".