Investing.com - شهد العام الماضي أقل تقلبات في تاريخ سوق الأوراق المالية منذ عقود، وأعطى التجار، الذين استفادوا من تقلبات الأسعار، وظائفهم لخوارزميات تداول عالية التردد تدريها أجهزة الكمبيوتر، وفي وول ستريت تم استبدال البشر بالآلات، ومع ذلك تم تغطية 4 سنوات من تقلبات سوق الأسهم في شهر واحد من حركات الأسعار في سوق العملات الافتراضية.
وهناك عدة أسباب لكون سوق العملات الافتراضية أكثر تقلبا من أي أصول سائلة أخرى في السوق، أولا عدم وجود قيمة جوهرية، على الرغم من تقييم حجم الشركات، إلا أن العملات الافتراضية لا تبيع منتج أو تكسب إيرادات أو تقوم بتوظيف الآلاف من الناس، ولا يذهب سوى مبلغ ضئيل من القيمة الإجمالة للعملة إلى تطورها.
لهذا من الصعب تحديد قيمة العملة، وصعب معرفة وقت ذروة الشراء أو البيع، والوقت الذي تكون قيمتها فيها جيدة أو مبالغ فيها، ودون أي أسياسيات لمعرفة هذه المعلومات، لا يمكن الاعتماد إلى على معنويات السوق التي غالبا ما تمليها وسائل الإعلام.
ثانيا الافتقار إلى الرقابة التنظيمية، وتعد العملات الافتراضية ظاهرة في جميع أنحاء العالم، بينما تحاول الحكومة تقييدها، يسمح افتقار التنظيم إلى التلاعب في السوق، ما يؤدي بدوره إلى حدوث تقلبات في الأسعار، ويثبط الاستثمار المؤسسي، لعدم وجود تأكيدات بأن رأس المال آمن أو محمي من الجهات سيئة النية.
ثالثا الافتقار إلى رأس المال المؤسسي، في حين أنه لا يمكن إنكار تواجد شركات صاحبة رأس مال استثماري ، والصناديق المالية والأفراد ذو الثروات الضخمة كمشجعين ومستثمرين في هذا السوق، إلا أن معظم رأس المال المؤسسي لا يزال على الهامش، ويأتي رأس المال المؤسسي بأشكال مختلفة، مثل مكتب تجاري كبير لديه القدرة على إدخال الكفاءة وتخفيف تقلبات السوق، أو شراء صناديق مشتركة نيابة عن مستثمريها على المدى الطويل.
رابعا عدم وجود دفتر مصرفي، يتم توعية المستثمرين بعدم الحفاظ على قطع نقدية في التبادل الذي يمكن اختراقه، ونتيجة لذلك معظم الإمدادات القابلة للتدوال غير موجودة في دفتر مصرفي ولكن في محافظ خارج البورصة.
وعلى النقيض من ذلك، يتم التعامل مع جميع الأسهم القابلة للتداول لشركة مدرجة في البورصة في تبادل واحد، لذا يستطيع التجار الكبار التحكم في تحریك سوق العملات الافتراضية في أي من الاتجاهین، وتوظیف التکتیکات لتشجیع ذلك،و بالتالي يرتفع التقلب.
خامسا طول الأجل مقابل قصر الأجل، إذا كنت تستثمر في شيء لا تتوقع أن تحصل على ربح منه إلا في سن ال60، فأنت على الأرجح أقل قلقا حول تحركات الأسعار اليومية أو حتى السنوية، وبالتالي أنت أقل عرضة للتداول به.
أما العملات الافتراضية فلا يمكن شراءها في حسابات التقاعد، ولا يمكن الوصول إليها بواسطة سماسرة التجزئة أو المستشارين الماليين، لذا من يقوم بالاستثمار فيها ليس لديه الانضباط الخاص بالشراء على المدى الطويل، وبالتالي يساهم في نشر الذعر.
سادسا عقلية القطيع، تعد العملات الافتراضية ظاهرة في جيل الألفية، الذي لا يثق في الحكوم،ة وجيد في استخدام التكنولوجيا، ولم يكن لديه تجربة الاستثمار على المدى الطويل مقارنة بنظرائه من الأجيال الأخرى، هذا المزيج من العوامل يؤدي إلي شهية أعلى للمخاطر علی أمل ربح كم كبير من الأموال والاستفادة من حصة أکبر من رأس المال.
وكمجموعة، يبدو أن هذا يتم تنسيقه بشكل جماعي، ولكنها مجرد دوافع لكثير من الكيانات الفردية التي تنتشر في عقلية القطيع، وإذا تم ربط هذا السلوك مع التقلبات الناجمة عن الحيتان الكبيرة في السوق يتكون تأثير التآزر.
ومع مرور الوقت، يمكن توقع المزيد من التنظيم، وتنوع أكبر في المستثمرين، ونظرة أكثر نضجا في سوق العملات الافتراضية، كما يمكن توقع قيمة أعلى للفائدة عندما يجد التجار طرق أكثر سهولة لقبول العملات الافتراضية، بالإضافة لتحسن التكنولوجيا الخاصة بالمعاملات.