Investing.com - تصدرت عملة البتكوين العناوين في وسائل الإعلام لمدة 6 أشهر، إذ وصل معدل ارتفاعها لعشرين، وكانت السبب في الثروة اللحظية للعديد من المستثمرين. ولا تعتبر العملات الافتراضية مجرد عملات رقمية، بل تقوم على تكنولوجيا ثورية جديدة، ومن الممكن أن تحدث ثورة في شبكة الإنترنت.
وتعد العملات الافتراضية مختلفة تماما عن العملات التقليدية التي يتم إنشاءها ورصدها وتنظيمها وطباعتها والسيطرة عليها من قبل سلطة مركزية، فمثلا في الولايات المتحدة الأمريكية تقوم الحكومة والمصارف والاتحادات الائتمانية بكل الأمور المرتبطة بعملة الدولار.
وبالنسبة لأنظمة العملات، يجب أن تكون هناك معاملات، ترسل وتستقبل، وبالتالي يجب أن يكون هناك دفتر الأستاذ لتتبع هذه المعاملات، وعادة ما يتم الاحتفاظ بهذا الدفتر رقميا على خادم مركزي تملكه البنوك والمؤسسات الأخرى.
أما العملات الافتراضية، فلا تملك الخادم المركزي أو المؤسسات، وهي تقوم على تكنولوجيا البلوكتشين التي تعمل على شبكة نظير إلى نظير، وكلما حدثت معاملة يتم وضعها في الشبكة على الفور في إنتظار التأكيد، وتكون المعاملة مرنة قبل تأكيدها، وصلبة بعد تأكيدها ولايمكن تغييرها ولا حتى من مطوري الشبكة.
ومن هنا ظهر مفهوم البلوكشتين، فكل معاملة يتم إدخالها في كتلة، وكل كتلة تشمل نفس الكم من المعلومات، وعلى سبيل المثال، في حالة قيام معاملة بعملة البتكوين يتم إنشاء كتلة بسعة 1 ميجابايت من البيانات، وبعد تأكيد المعاملة تصبح كل الكتل في السلسة صلبة ولا يمكن تعديلها.
والتميز الكبير هو إنه بدلا من معالجة هذه المعلومات في الخادم النركزي للبنك، يتم معالجتها داخل شبكة من أجهزة الكمبيوتر، وبالنسبة لمعظم العملات الافتراضية، كل نظم الحوسبة يتم حصرها على أجهزة الكمبيوتر التي يستخدمها الناس بشكل يومي, وهذا ما يدعى بالتعدين.
ويعني التعدين ببساطة، دفع العملات الافتراضية لشخص في مقابل استخدام معالجات جهاز الكمبيوتر الخاص به لمعالجة سلاسل الكتل. وهذا يخلق عملات جديدة، كما إنه السبب في كون العملات الافتراضية لامركزية، لأن السلطة ليست في أيدي مؤسسة مركزية بل في يد شبكة غير محفزة من الحواسيب التي يملكها أشخاص عشوائيين.
ويؤكد العديد أن تكنولوجيا البلوكتشين يمكن تطبيقها على أي معلومات رقمية، وهناك اعتقاد شائع بأن هذا المفهوم الجديد من سلسلة الكتل سيثير ثورة في عالم الإنترنت المعروف باسم انترنت 3.0.
وحاليا هناك الآلاف من العملات الافتراضية، وتقوم العديد من المشاريع التقنية المبنية على تكنولوجيا البلوكتشين بإصدار عملات افتراضية للمساعدة في تمويل المشاريع مثل مشروع "غولوم"، الذي يهدف إلى أخذ فكرة قوة المعالجة المشتركة في التعدين وتطبيقها على الإنترنت بأكمله.
وعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص يمتلك جهاز كمبيوتر ضعيف الإمكانيات، يمكنه ببساطة أن يستأجر قوة معالجة من خدمة سحابية.
وواحد من أكثر المشاريع تحفظا هو العمل مع الاتحادات الائتمانية لإصدار بطاقة عملة افتراضية مرتبطة بالدولار يمكن استخدامها في أي مكان، ما سيجعل العملات الافتراضية أكثر فائدة في العالم العملي.
وقد أصبح تداول العملات الافتراضية كبورصة لامركزية، ومثلما هو الحال في البورصة التقليدية، يستطيع الناس الاستثمار وربح الملايين من الدولارات، حتى التجار يقومون بتطبيق نفس أنواع التحليل التي يستخدمها المضاربين في البورصة.
ومهناك عدم مميزات لسوق التشفير أهمها انعدام التنظيم، وعلى الرغم من إقرار عدد صغير من مشاريع القوانين بشأن العملات الافتراضية إلا إن هذه الصناعة جديدة نسبيا ولم تنظم بعد بشكل كامل. كما تعد العملات الافتراضية في متناول الجميع، فكل ما يحتاج الشخص للقيام به هو الاشتراك في منصة تبادل وشراء العملة التي يفضلها.
ومن ضمن المميزات، لامركزية الأسواق المحتكرة، ولكن يجب دائما الحذر عند التعامل مع العملات الافتراضية، إذ يمكن خسارة الأموال بسهولة بسبب الطبيعة المتقلبة للسوق، أو إذ كان المستثمر عديم الخبرة.