Investing.com - يبدو أن البيتكوين وغيرها من العملات الافتراضية المنافسة لها غير مستعدين لوقت الذروة، ولا تضاهي منافعهم منافع شركات الخدمات المالية الحالية والمصارف وشركات الدفع التي تسهل تدفق الأموال في عشرات الملايين من المواقع التجارية.
ومع ذلك فإن الجيل القادم قد لا يحتاج لحسابات مصرفية بفضل معاملات الأقران الآمنة، وفتحت تقنية البلوكتشين وعالم التشفير الباب لأربع سيناريوهات محتملة يمكن أن تغير النظام المالي الحالي وتخلق نظام جديد.
وهذه السيناريوهات هي: إصدار البنك الاحتياطي الفيدرالي عملة رقمية خاصة به، قيام شركات كبيرة مثل أمازون وولمارت وستاربكس بإصدار عملات رقمية تحظى بقبول واسع، قبول عمالقة التجزئة الدفع بالعملات الافتراضية مثل البيتكوين أو الإثيريوم أو أي عملة أخرى، وأخيرا ابتعاد العملات الافتراضية عن الحكومات في حالة فقدان الثقة في العملات المدعومة من الحكومة ما يمكن أن يشكل خطر ليس فقط في فنزويلا ولكن في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب تزايد حالات العجز الفيدرالي.
وتوقعت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، أن المواطنون قد يفضلون في يوما ما العملات الافتراضية نظرا لأن تلك العملات قد توفر تفس التكلفة والراحة بدون مخاطر تسوية، ولاتأخير في الدفع، ولا تسجيل مركزي، ولاوسيط لفحص الحسابات والهوية.
وتساعد هذه الاحتمالية في تفسير سبب قيام العديد من رواد الأعمال والمستثمرين في التوجه نحو العملات الافتراضية، بالرغم من وصف جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة جي بي مورجان تشيس، لعملة بيتكوين إنها مجرد تزوير.
ويؤكد ديمون وغيره من عمالقة القطاع المالي بإن البنوك التجارية ستبقى لا غنى عنها، وستظل العملات الافتراضية على الهامش وسترغب الحكومات في إبقائها على هذا النحو.
وقد شجعت إمكانيات البلوكتشين في إحداث ثورة في النظام المالي بعض البنوك المركزية على دراسة إصدار عملات رقمية خاصة بهم، واقترح علماء في جامعة ييل الأمريكية إصدار عملة فيدكوين، التي تسمح بسياسة نقدية أكثر مرونة وقوة وتسمح بأسعار فائدة نسبية.
ومع ذلك فإن عملة فيدكوين تبدو بعيدة المنال في الوقت الحاضر بسبب الاضطراب الهائل الذي يمكن أن تسببه، وحذر المحللون من شركة جيه بي مورجان قائلين: "يمكن لهذه العملة أن تهدد وظيفة الوساطة المالية الاقتصادية والاجتماعية الهامة للبنوك التجارية".
وفي حال تواجد عملة افتراضية كمخزن موثوق به ومقبول على نطاق واسع، يمكن للناس الاستغناء عن البنوك، والاحتفاظ بالعملة الافتراضية في محفظة رقمية مع أصول أخرى في الصناديق المشتركة والأسهم والسندات الحكومية.
وخلصت دراسة أجراها بنك انجلترا إلى أن إصدار البنك المركزي لعملة افتراضية يعزز من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3%، وتحقيق المكاسب بسبب انخفاض تكاليف المعاملات النقدية الشبيهة بمعدلات الضرائب.
ومن الممكن أن يظهر لاعبين آخرين بجانب الحكومات، إذ قال رئيس مجلس إدارة ستاربكس، هوارد شولتز، إنه يجب إضفاء الشرعية على العملات الافتراضية من خلال حصولها على الدعم من علامة تجارية كبيرة تحظى بثقة المستهلكين، وأكد أن ستاربكس تريد أن تلعب دورا في هذا القطاع دون القيام باستثمار كبير في العملات الافتراضية في الوقت الحالي.
كما توقع مستثمري العملات الافتراضية بقبول أمازون لعملة البيتكوين أو أحد منافسيها كمخزن موثوق به من حيث القيمة وولسية تبادل مفيدة، وقج سجلت أمازون بالفعل عناوين مواقع مثل "AmazonEthereum.com"،و "AmazonCryptocurrency.com".
ويمكن أيضا أن تقوم أمازون وولمارت بإصدار عملات افتراضية خاصة بهم، ما يوفر تكاليف المعاملات ويسمح للشركتين بالعمل كسلاح تنافسي. وفي نفس الوقت يجب على الجهة المصدرة للعملة الافتراضية أن تعمل كبنك مركزي من أجل إدارة العملة.