investing.com - لم يعد بإمكان مؤسسي شركات العملات الافتراضية الناشئة استخدام الإنترنت في الترويج لشركاتهم، إذ أعلن فيسبوك عن حظره لإعلانات العملات الافتراضية في يناير الماضي، وقامت عدة منصات أخرى بالسير على نفس الاتجاه.
في مارس الماضي أعلنت جوجل عن حملة ضد العملات الافتراضية والتي ستدخل حيز التنفيذ في يونيو المقبل عبر جميع منصاتها، ولحق بجوجل شركات تويتر، سناب، وميلشميب، أما ريديت فقد سبقهم بحظر الإعلانات منذ عام 2016.
ولدى شركات التكنولوجيا الكبرى أسباب وجيهة لحظر إعلانات العملات الافتراضية تتمثل في عدم تقنين العملات أو عمليات الطرح الخاصة بها، وتكرار عمليات الاحتيال على المستثمرين، ولكن في الوقت نفسه تحاول العديد من الشركات الناشئة الصغيرة بناء مشروع تجاري باستخدام التكنولوجيا الجديدة.
وبالنسبة للموقف القانوني لسوق العملات الافتراضية، أشارت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية إلي أن العديد من مبيعات الرموز المميزة مماثلة للأوراق المالية ويجب تسجيلها لدى اللجنة، ومن خلال حظر إعلانات العملات الافتراضية تحمي شركات التكنولوجيا نفسها من التعرض لمخاطر ترويج لفرص استثمارية غير قانونية.
وعلى سبيل المثال، قدمت اللجنة شكوى ضد شركة سنترا الناشئة ومؤسسيها بدعوى تنظيم عملية طرح احتيالية، وقبضت السلطات الجنائية على مؤسسي الشركة.
وقال المدير التنفيذي لمركز كوين الخاص بقضايا السياسة المحطية بالعملات الافتراضية، جيري بريتو، إن منصات مثل فيسبوك وتويتر تريد أن ينظر إليها كشركات آمنة للمستخدمين، ولهذا شعروا بضرورة حماية المستهلك وحظر الإعلانات.
وللاسف لا يفرق الحظر بين الشركات الناشئة الواعدة وعمليات الاحتيال، حتى إن عمليات طرح العملة الحقيقية لا يمكنها استخدام فيسبوك أو جوجل، اللذان يسيطران على أكثر من نصف سوق الإعلانات الأمريكية. وفي الوقت نفسه سمح الفيسبوك بالصناعات التي قد تحتوي على عمليات احتيالية بالاستفادة من منصاتها الإعلانية مثل شركات حبوب الحمية.
وقال الخبير الاقتصادي الإيطالي والمدير التنفيذي لمركز تكنولوجيا الكومبيوتر في جامعة كوليدج لندن، باولو تاسكا، إن هناك احتيال في كل صناعة وعلى عكس الصناعات الأخرى تنشر الشركات الناشئة معلومات مفصلة عن العملة وعملية طرحها وتخضع لملاحظات وتدقيقات من المستثمرين.
وأضاف تاسكا أن عمليات طرح العملات أصبحت تتضمن أدوات أمان جديدة مثل أداة تعقب لمعرفة ما إذا كان حساب المستثمر مرتبط بأعمال غير مشروعة، أي أن حظر الإعلانات تم بعد أن حدثت بالفعل أكبر عمليات الاحتيال في قطاع التشفير.
وعلى الرغم من كون حظر الإعلانات غير عادل بالنسبة لصناعة التشفير، إلا أن بعض الشركات قد رحبت به لأنه يتخلص من المجرمين والمسيئين للقطاع، وقال أران ستيوارت الشريك في منصة التوظيف "Job.com"، إن الأشخاص القلقين من هذا الحظر ليست لديهم نوايا حسنة، وسماح هذا النوع من الأعمال من التواجد في المجال يؤدي إلى فقدان ثقة المستهلك، وأوضح ستيورات أنه يستخدم شبكاته الخاصة ودعاية الفم في الترويج لشركته.
وكثيرا ما تقوم عمليات طرح العملة الشريعة بجمع الأموال من خلال مستثمرين معتمدين بدلا من مستثمرين مبتدئين، كما تسمح بعض المنصات مثل تويتر بإعلانات الشركات التي تعتمد على تقنية البلوكتشين بعيدا عن طرح العملة.