Investing.com - حذر خبراء قانونيين المشاهير من استخدام شهرتهم لجمع تبرعات لعملات افتراضية، لأن هذا قد يعرضهم لخطر إتخاذ إجراء قانوني ضدهم من قبل المشرعين والمستثمرين. وتأتي هذه التحذيرات في أعقاب قضية أمريكية سلطت الضوء على تورط مشاهير في الترويج لعملية طرح عملة افتراضية احتيالية.
وكانت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية اتهمت في الأسبوع الماضي رجلين باستلام مبلغ 32 مليون دولار من آلاف المستثمرين عبر عملية طرح لعملة افتراضية، وهي آلية تمويل جماعي تستخدام لجمع الأموال لمشاريع العملات الافتراضية. وزعمت اللجنة أن الرجلين قاما بجمع الأموال من أجل شركتهم الاحتيالية المسماة "سنترا"، واستعانا بمشاهير للترويج لشركتهم مثل الملاكم "فلويد مايويذر" والموسيقي" دي جي خالد".
وعلى الرغم من أن اللجنة لم تشمل المشاهير في اتهاماتها، إلا إنها رصدت وأعلنت مشاركتهم في خطوة غير عادية لأنهم ليسوا مدعى عليهم في القضية، وقال الخبراء أن المشاهير الذين روجوا لعمليات طرح العملة الاحتيالية يمكن أن يواجهوا إجراءات قانونية من قبل المشرعين والمستثمرين.
وقال المحامي السابق في اللجنة والشريك في شركة المحاماة "Paul Hastings"، نيك مورغان، إن اللجنة تركت الباب مفتوح لمقاضاة المشاهير أو غيرهم ممن خالفوا القانون وروجوا لعمليات طرح العملة.
وقد ازدادت شعبية عمليات طرح العملة في العام الماضي بسبب ارتفاع أسعار العملات الافتراضية، وخلال فترة الازدهار، ادعى الكثيرون أن قوانين الأوراق المالية لا تنطبق على الطريقة الجديد لزيادة رأس المال، وقام العديد من المشاهير باستخدام حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للعملات الافتراضية، مثل الممثل الحائز على جائزة الأوسكار جيمي فوكس الذي نشر تغريدة له على موقع تويتر للترويج لإحدى عمليات طرح العملة لأتباعه البالغين 5 مليون، في حين استخدمت باريس هيلتون حسابي توتير وانستغرام للإعلان عن مشاركتها في عملية طرح عملة.
لكن قطاع التشفير أصبح يخضع لتدقيق قانوني متزايد، إذ أوضح بعض المشرعين أن التقنية الجديدة يجب أن تخضع لقوانين الأوراق المالية، خاصة بعدما أظهر بحث نشرته شركته "Satis Group" أن 81% من عمليات طرح العملة من بداية عام 2017 حتى مارس 2018 كانت عمليات احتيال.
وحذر أستاذ في كلية كورنيل للحقوق، تشارلز وايتهيد، إن المروجين قد يواجهون إجراءات قانونية في حالة الترويج لعملية طرح لعملة غير مسجلة لدى المشرعين، ما ينتهك قواعد السوق، مشيرا إل أن القوانين الأمريكية تنظم بشكل صارم الدعاية المتعلقة ببيع الأوراق المالية الجديدة.
ومن جانبه قال رئيس اللجنة، جاي كلايتون، إن الشركات بحاجة إلى الالتزام بالقوانين المالية في حالة تأهل عمليات طرح العملة كأداة مالية، موضحا إن كل عملية طرح لعملة تعد أوراق مالية، ومطالبا المشاهير بالكشف عن المبالغ التي حصلوا عليها للترويج لعمليات طرح العملة.
ولا تواجه عمليات طرح العملة غضب المشرعين فقط، إذ هناك بالفعل عشرات الدعاوي القضائية الجماعية لمستثمرين ساخطين ضد شركات قامت بإطلاق عمليات طرح العملة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذكر أسماء بعض المشاهير في دعوة اللجنة الخاصة بشركة سنترا، يمكن أن تستهدف الدعاوي القضائية من قاموا بالتسويق لتلك الشركات الاحتيالية.