Investing.com - يبدو أن أزمة عملاق العقارات الصينية تجاوزت الحدود بعد خسائر حادة منيت بها سوق الأسهم الأمريكية والأوروبية، الجميع يراقب بحذر ويخشى أن تتحول إلى كرة ثلج تجتاح الأخضر واليابس.
وأغلقت مؤشرات وول ستريت تداولات أمس الإثنين على تراجعات عنيفة مع تفاقم الخسائر بشأن تزايد المخاوف المرتبطة من إفلاس إيفرجراند التي تتجاوز ديونها ما يربو عن 300 مليار دولار وتنكشف على ما يقرب من 240 بنك ومؤسسة مالية.
لكن هل تؤثر تلك الازمة على الفيدرالي الأمريكي بشأن قرار خفض شراء الأصول...هل تتغير سياسة الفيدرالي، وماذا عن الخطر الأكبر الذي يواجه الولايات المتحدة؟
قال بيير فيريت، المحلل الفني في ActivTrades:"هناك العديد من المؤثرات التي ضغطت على معنويات الأسواق، حيث أزمة الديون في أكبر اقتصادين في العالم مجموعة إيفرجراند الصينية (HK:3333) وسقف ديون الولايات المتحدة.
شبح إفلاس إيفرجراند يعمق خسائر العملات الرقمية
لن تؤخر
قال ويليام دودلي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق في نيويورك، إن المخاوف بشأن قطاع العقارات في الصين التي تزعج الأسهم العالمية لن تمنع مجلس الاحتياطي الفيدرالي من الإشارة إلى أنه في طريقه لتقليص مشتريات الأصول.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق في نيويورك :" لن يتفاعلوا مع تحركات السوق الصغيرة ويؤجلون التناقص على هذا الأساس".
وأضاف دودلي خلال مقابلة على تلفزيون بلومبيرج مع ليزا أبراموفيتش وتوم كين وجوناثان فيرو "عليهم تغيير توقعاتهم الاقتصادية، في هذه المرحلة، من السابق لأوانه حقًا الوصول إلى هذا الاستنتاج".
واتبعت الأسهم الأمريكية المؤشرات الأخرى أوروبا لتنخفض جميعها يوم الإثنين حيث انزعج المستثمرون من خطر العدوى من أزمة الديون في مجموعة إيفرجراند المطورة.
الذهب يضيّع فرصة إيفرجراند وفي انتظار بيانات هامة اليوم
نوفمبر المقبل
وقال دودلي إن ما يحدث في الصين مهم للاقتصاد العالمي والأمريكي، ويتوقع أن المسؤولين الفيدراليين الذين يجتمعون هذا الأسبوع سيظلون يشيرون إلى أنهم في طريقهم للتراجع التدريجي في اجتماعهم في نوفمبر.
وقال دودلي:" إن بنك الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يكون أكثر مرونة قليلاً بشأن موعد رفع أسعار الفائدة من أجل طمأنة الأمريكيين أنه يعتزم إبقاء التضخم تحت السيطرة".
وأضاف دودلي: "إذا أصبحت توقعات التضخم حقًا غير مثبتة، فهذه مشكلة بالنسبة للتضخم الفعلي وأعتقد أنه سيتعين عليهم الرد".
وقال دودلي:" من ناحية أخرى، إذا توقع المزيد من المسؤولين زيادة سعر الفائدة في العام المقبل "فقد يقلل ذلك من المخاوف بشأن تأخر الاحتياطي الفيدرالي".
وسيصدر صانعو السياسة أحدث توقعاتهم ربع السنوية جنبًا إلى جنب مع بيان السياسة في الساعة 2 ظهرًا، في واشنطن يوم الأربعاء، بما في ذلك مخطط نقطة جديدة لتوقعات أسعار الفائدة حتى عام 2024.
حكيم وول ستريت: إيفرجراند أكبر من أن تفشل
لن تتحول إلى ليمان جديدة
وقال محمد العريان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة PIMCO وكبير المستشارين الاقتصاديين في Allianz، يوم الإثنين إن المخاوف بشأن التخلف عن السداد في شركة العقارات التي تتخذ من الصين مقراً لها إيفرجراند لم تصل إلى "لحظة ليمان" .
ومع ذلك، قال العريان لشبكة CNBC إن أزمة في إيفرجراند "تهز المبادئ الرئيسية لموضوع الاستثمار العالمي هذا".
وعلى وجه التحديد، جادل الرئيس التنفيذي السابق لشركة PIMCO بأن حالة عدم اليقين المحيطة بـ إيفرجراند تقوض الافتراض القائل بأن الحكومات ستتدخل دائمًا لإنقاذ القطاع المالي عندما يصل لاعب كبير إلى لحظة أزمة.
ويرى بعض المحللين أن إيفرجراند ستنجو من الأزمة بلا شك بناء على أساس Too big to fail، أو "أكبر من أن يفشل"، حيث أن الحكومة لن تترك الأزمة تتفاقم ولابد أن تتدخل.
يرى استراتيجيو "سيتي جروب (NYSE:C)" و"باركليز (LON:BARC)" و"يو بي إس جروب" أن أزمة ديون شركة التطوير العقاري الأكثر مديونية في العالم "تشاينا إيفرجراند جروب" من غير المرجح أن تصبح لحظة "ليمان" بالنسبة للصين.
يرى "باركليز" أن بيئة السوق ليست مشابهة لما حدث خلال انهيار "ليمان براذارز"، وأشار "يو بي إس" إلى أن مستويات التعثر قليلة للغاية بالنسبة لحجم الاقتصاد الصيني، بينما توقع "سيتي" أن صانعي السياسة سوف يتدخلون.
في حين ترى "جيفريز فاينانشال جروب" Jefferies Financial أيضًا احتمالية ضئيلة للمخاطر النظامية من "إيفرجراند"، وتنصح المستثمرين بشراء أسهم البنوك عند انخفاضها.
بلاك روك تصدم الذهب والبتكوين، بينما يتعافيان
الصين لن تتدخل
وقال ستاندرد أند بورز جلوبال ريتينجز أنه من غير المرجح أن تتدخل الحكومة الصينية لتقديم الدعم المباشر لشركة التطوير العقاري المثقلة بالديون.
وأضاف محللو وكالة التصنيف الائتماني لا نتوقع أن تقدم الحكومة أي دعم مباشر إلى "إيفرجراند"، نحن نرى أن بكين ستكون مضطرة للتدخل فقط في حال كانت هناك عدوى بعيدة المدى تسبب فشل العديد من المطورين الرئيسيين وتشكل مخاطر نظامية على الاقتصاد.
وتبلغ التزامات "إيفرجراند" حوالي 300 مليار دولار، ومن المقرر أن تسدد مدفوعات فائدة على سندات بدءًا من الخميس المقبل، ولكن أشارت "إس أند بي" أنه من المحتمل أن تتخلف الشركة عن سداد تلك المدفوعات.
يذكر أن "هوي كا يوان" رئيس مجلس إدارة "إيفرجراند" حاول طمأنة الأسواق الثلاثاء في رسالة إلى الموظفين، وقال إن الشركة سوف تفي بمسؤولياتها تجاه مشتري العقارات والمستثمرين والشركاء والمؤسسات المالية.
ويرى بعض المحللين أن إيفرجراند ستنجو من الأزمة بلا شك بناء على أساس Too big to fail، أو "أكبر من أن يفشل"، حيث أن الحكومة لن تترك الأزمة تتفاقم ولابد أن تتدخل.
وتنكشف "إيفرجراند" على حوالي 128 بنكاً و121 مؤسسة مالية غير مصرفية، وهو الأمر الذي دفع بنك الشعب للتحذير من أن إيفرجراند قد تشكل مصدر خطر على كل النظام المصرفي والمالي الصيني.
وقالت إيفرجراند التي تدين بأكثر من 300 مليار دولار يوم الأحد إنها بدأت في سداد منتجات إدارة الثروات للمستثمرين من خلال العقارات.
شبح أزمة عالمية جديدة يطيح بالعملات الرقمية والأسهم
توقعات
وترى وكالة ستاندرد أند بورز جلوبال أن تعثر شركة التطوير العقاري الصينية المثقلة بالديون تشاينا إيفرجراند يمكن أن يختبر قدرة الحكومة على دعم الإخفاقات الكبيرة المحتملة.
وقال "ماثيو تشاو" المحلل الائتماني لدى الوكالة: يمكن للأحداث أن تزعزع ثقة المستثمرين على نطاق واسع في قطاع العقارات الصيني.
وتأتي الصعوبات التي تواجهها إيفرجراند في الوقت الذي تعد فيه تشاينا هورانج آست مانجمنت، في خضم عملية إعادة رسملة.
وقال تشاو:" هذا يعني أن اثنين من أكبر مصدري السندات في الصين للديون الخارجية يختبرون قدرة الحكومة على دعم الإخفاقات الكبيرة المحتملة".
خطر أكبر
قالت جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية:" في أكتوبر المقبل، سينخفض الرصيد النقدي لوزارة الخزانة إلى مستوى غير كاف للوفاء بالالتزامات ولن تتمكن الحكومة من دفع فواتيرها".
وأضافت يلين:"لطالما دفعت الولايات المتحدة فواتيرها في الوقت المحدد، لكن الإجماع الساحق بين الاقتصاديين ومسؤولي الخزانة من كلا الجانبين على أن الفشل في رفع سقف الديون سيؤدي إلى كارثة اقتصادية واسعة النطاق".
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية:" في غضون أيام، يمكن أن يعاني ملايين الأمريكيين من مشاكل مالية، ويمكن أن نرى تأخيرات غير محدودة في المدفوعات الهامة".
وتابعت يلين:"قد يتوقف تسليم شيكات الضمان الإجتماعي لما يقرب من 50 مليون من كبار السن لبعض الوقت"
وقالت يلين:" قد تواجه ملايين العائلات التي تعتمد على الائتمان الضريبي الشهري لرعاية الأطفال تأخيرات في الاعتمادات. باختصار ستتخلف الولايات المتحدة عن الوفاء بالتزاماتها."
هكذا كتبت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، في مقال للرأي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال. حذرت يلين من أن عدم الوفاء بالالتزامات المالية "من المرجح أن يعجل بأزمة مالية تاريخية من شأنها أن تزيد الضرر الناجم عن حالة الطوارئ الصحية العامة المستمرة".
وهو ما سيؤدي إلى تعليق مدفوعات الضمان الاجتماعي، والتأخر في منح دفعات الائتمان الضريبي الشهري للعائلات ويحتمل أن نضطر إلى رفع الفائدة وسيؤدي ذلك إلى انخفاض الأسهم.