Investing.com - بينما يتعافي الذهب والبتكوين من خسائر حادة خلال الساعات القليلة الماضية، يبدو أن أكبر صندوق لإدارة الأصول في العالم لا يريد الذهب ولا تستهويه العملات الرقمية وتحديدا البتكوين، بل يفضل الدولار على كلاهما.
ويرى فيليب هيلد براند، نائب رئيس مجلس إدارة شركة بلاك روك التي تدير أصولا بأكثر من 9 تريليونات دولار، أنه لا يمكن للذهب والبيتكوين أن يتفوقا على النقود.
السوق الآن
وبعد خسائر قياسية تكبدها الملاذ الآمن خلال الأسبوع الماضي بلغت ما يقرب من الـ50 دولار، يبجو أن الذهب بدا يتماسك خلال الساعات القليلة الماضية.
وزاد سعر التسليم الفوري لأوقية الذهب خلال تلك اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين بحوالي 15 دولار ليرتفع إلى مستويات 1766 دولار بارتفاع بلغت نسبته نحو 0.9%.
وفي المقابل قلصت البتكوين جانبا قليلا من خسائرها حيث استردت مستويات الـ 43 ألف دولار بعدما شوهدت عند مستويات 42.6 ألف دولار.
وتتداول البتكوين خلال تلك اللحظات عند مستويات 43.8 ألف دولار بتراجع بلغت تسبته 8% خلال 24 ساعة.
النقد أفضل
ويعتقد رئيس البنك المركزي السويسري السابق أن أي زيادة في معدلات لافائدة سيتخذها الاحتياطي الفيدرالي لن تكون قبل 2023 على أقرب تقدير.
وعندما سئل نائب رئيس مجلس إدارة شركة بلاك روك في جلسة افتراضية لجمعية سوق السبائك في لندن عما إذا كان يفضل الحصول على 10000 دولار نقدًا أو سبائك أو بيتكوين، اختار محافظ البنك الوطني السويسري السابق العملة الأمريكية.
وقال هيلد براند وفقا للبنوك المركزية التي تتسامح مع تجاوزات الأسعار وارتفاع التضخم، يمكن أن يستقر التضخم عند حوالي 3٪ أو أعلى قليلاً "لبعض الوقت" بعد الارتفاع الحالي الناجم عن تعثر سلاسل التوريد.
وأضاف هيلد براند:" لن يكون لدينا تضخم بنسبة 5٪ أو 6٪ أو 7٪ ، لكنني مقتنع بأن التضخم سيتجه نحو الأعلى، نحن في نظام تضخم أعلى مما كنا عليه في العقد الماضي."
وقال هيلد براند:"أن جهود العالم للتصدي لتغير المناخ ستسهم في ارتفاع التضخم بسبب تكاليف الإنتاج الأخضر، ومع ذلم لا أتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة حتى عام 2023 على أقرب تقدير ، مع تشديد البنك المركزي الأوروبي لسياسته بعد ذلك".
صفر ذهب
ومنذ أيام قليلة قرر روس كويستريتش مدير صندوق للاستثمار في بلاك روك بيع كامل حيازته تقريبًا من الذهب، مع توقعات بأن معدلات الفائدة الحقيقية ستعود إلى طبيعتها مع تعافي الاقتصاد العالمي.
وقال كويستريتش قبل 14 شهرًا كان لدينا مركز استثماري كبير في الذهب، أما اليوم فقد خفضناه إلى الصفر تقريبًا.
وانخفضت أسعار الذهب بنحو 15٪ عن أعلى مستوى سجلته العام الماضي بفعل احتمالات تشديد السياسة النقدية.
وأضاف:" إذا كان جزء من وجهة نظرنا هو أن معدلات الفائدة الحقيقية تتجه للتطبيع قليلًا، فإن الذهب من غير المرجح أن يؤدي بنفس الشكل الذي كان عليه في منتصف عام 2020".
وتراجعت أسعار الذهب بأكثر من 8% منذ بداية العام الجاري، بعد أن وصلت لمستوى قياسي مرتفع في العام الماضي بدعم تداعيات وباء كورونا والسياسة النقدية التيسيرية.
وقال كويستريتش:" بدلًا من امتلاك أصل لا ينتج أي تدفق نقدي، فإنا نفضل التحوط من احتمالية تسارع التضخم على المدى القصير من خلال الأسهم التي تتمتع بقوة تسعير، مثل قطاعات التصنيع والمواد الأولية والاستهلاك".
الذهب: في انتظار الفيدرالي..هل من انهيار جديد؟