Investing.com - صدرت منذ قليل بيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي والخدمي لمنطقة اليورو، والتي سجلت تراجعًا ملحوظًا ومفاجئًا، فبعد أن كان مقدرًا لها أن تظل فوق الـ 50 نقطة، هوت إلى ما دون الـ 50، وذلك على وقع الاضطرابات الأخيرة التي تشهدها أوروبا على وجه العموم وألمانيا على وجه الخصوص بعد أزمة الغاز.
تراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي لمنطقة اليورو ليسجل 49.6 نقطة، بعد أن كان مقدرًا له أن يسجل 51 نقطة. فيما سجل مؤشر مديري مؤشر المشتريات الخدمي 50.6، بعد أن كان مقدرًا له أن يسجل 52 نقطة.
عاجل: اليورو يخسر ما جنى ولاجارد تنفي الركود وتؤكد استمرار أزمة التضخم والطاقة
الأزمة في ألمانيا
شهدت ألمانيا عددًا من الاضطرابات أهمها إعلان شركة غازبروم الروسية حالة قوة قاهرة على إمدادات الغاز لأوروبا. وقال الخطاب إن شركة غازبروم التي تحتكر صادرات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، لا يمكنها الوفاء بالتزاماتها بسبب ظروف استثنائية خارجة عن سيطرتها.
واتهمت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، روسيا باستخدام الغاز سلاحًا ضد الاتحاد الأوروبي بخفضها الإمدادات بشكل جذري، داعية الدول السبع والعشرين الأعضاء إلى الاستعداد لتوقف كامل. فيما صرح وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك: "روسيا أصبحت سببًا لانعدام الأمن في قطاع الطاقة، وذلك نتيجة استخدام روسيا القوة التي أعطيناها إياها لابتزاز أوروبا وألمانيا".
انعكست الازمة على الاقتصاد الألماني، ليسجل مؤشر المشتريات الصناعي والخدمي هو الآخر ترجعًا ملحوظًا، الأمر الذي أثر على اقتصاد اليورو ككل باعتبارها أكبر اقتصاد في المنطقة.
تراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي الألماني ليسجل 49.2 نقطة، بعد أن كان مقدرًا له أن يسجل 50.6 نقطة. فيما سجل مؤشر مديري مؤشر المشتريات الخدمي 49.2 نقطة، بعد أن كان مقدرًا له أن يسجل 51.2 نقطة.
كما انخفض مؤشر مديري المشتريات المركب الألماني، والذي يستخدم لقياس صحة النشاط التجاري في البلاد، ليسجل 48.0 نقطة بعد أن كان مقدرًا له أن يسجل 50.1. حيث وصل لأدنى مستوى له في 25 شهرًا، وأقل بكثير من التوقعات. حيث أفادت الشركات أن ارتفاع التضخم أكل ميزانياتها. كما تضرر الأداء من الاضطرابات المستمرة في سلسلة التوريد وعدم اليقين الناجم عن الحرب في أوكرانيا.
عاجل: المركزي الأوروبي يفاجئ الجميع..اليورو يؤكد صعوده وإيطاليا في خطر!
اليورو يسقط
تصدر اليورو قائمة العملات الخاسرة اليوم بنسبة خسائر تصل لحوالي 0.77% ليسجل في هذه اللحظة 1.0131 مقابل الدولار، وذلك في ظل وجود العديد من العوامل التي عززت خسائر العملة الأوروبية، وعلى رأسها البيانات السلبية لمنطقة اليورو التي صدرت منذ قليل.
وتضرر اليورو اليوم خاصة بعد إصدار البيانات، وتزايد التوقعات بأن اقتصاد منطقة اليورو يقترب من الانكماش تحت ضغط الحرب الروسية في أوكرانيا، وتزايد التهديدات الروسية بقطع الغاز عن أوروبا وخاصة ألمانيا أكبر اقتصادات المنطقة.
عاجل: الغاز يسقط فجأة بعد قرار روسي.. أوروبا تتنفس الصعداء
هل بدأ الانكماش؟
تشير البيانات الصادرة اليوم على دخول منطقة اليورو مرحلة الانكماش، حيث يعبر مؤشر مديري المشتريات الصناعي والخدمي عن مدى تنامي أو انكماش القطاع الصناعي والخدمي للمنطقة. فإذا خالف هبط وخالف التقديرات والتوقعات يعد ذلك انكماشًا، بجانب أن المؤشر في حد ذاته يشير إلى حدوث انكماش إذا ما سجل دون الـ 50 نقطة.
قال جو هايز، كبير الاقتصاديين في ستاندرد آند بورز جلوبال: "ازداد اتجاه النمو في قطاع الخدمات سوءًا، ومن الواضح أن الزخم يتجه نحو الاتجاه الهبوطي".
فيما قال بول سميث، مدير الاقتصاد في S&P Global Market Intelligence: "إن الانخفاضات في الأعمال التجارية الجديدة ملحوظة بشكل كبير، بجانب أن النشاط إلى حد ما كان من الممكن أن يشهد انخفاضًا أكثر حدة، ومع ذلك فإن توقعات الإنتاج تتحول بشكل متزايد إلى صورة أكثر سلبية، وتتزايد فرص الانكماش الاقتصادي لأوروبا".
تعززت فكرة الانكماش أمس أيضًا وتزايد التوقعات بدخول أوروبا نفق الركود بعدما أصدر البنك المركزي الأوروبي قرار الفائدة، حيث قام برفع أسعار الفائدة بـ 50 نقطة أساس عكس التوقعات، ويعد هذا الرفع هو الأول منذ 11 عامًا من قبل المركزي الأوروبي.
يأتي القرار بعد ارتفاع الأسعار بمستويات غير مسبوقة، وكذلك تواجه شبحًا أكبر وهو احتمالات وقف روسيا للغاز بشكل كامل عنها بما يهدد بقطع في تيارات الكهرباء ووقف بعض الصناعات وزيادة فاتورة الطاقة على المواطنين بشكل كبير، الأمر الذي انعكس على البيانات الصادرة اليوم، ومن المرجح أن ينعكس على البيانات التي ستصدر لاحقًا إذا استمر الوضع على ما هو عليه في أوروبا.
عاجل: الروبل يسقط فجأة.. بعد دخول حظر الذهب الروسي حيز التنفيذ