😎 تخفيضات الصيف الحصرية - خصم يصل إلى 50% على اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingProاحصل على الخصم

رجل في الأخبار-أردوغان يخوض حربا بلا هوادة من أجل البقاء السياسي

تم النشر 14/05/2023, 11:51
© Reuters. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة مع رويترز في مانهاتن بصورة من أرشيف رويترز.
USD/TRY
-
NG
-

من أورهان جوشكون وبيرسن ألتايلي

أنقرة (رويترز) - خلال العقدين اللذين قضاهما في السلطة احتفظ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصورة الزعيم القوي الذي لا يقهر، لكن مستقبله أصبح على المحك في وقت قد يتحول فيه المشهد السياسي لصالح خصمه في الانتخابات الرئاسية التي تجري يوم الأحد.

وصعد نجم أردوغان بعد بدايات متواضعة ليحكم بلاده لعشرين عاما أعاد خلالها رسم سياستها الداخلية والاقتصادية والأمنية والخارجية، وأصبح منافسا للزعيم التاريخي مصطفى كمال أتاتورك الذي أسس تركيا الحديثة قبل قرن من الزمان.

وواجه أردوغان، وهو نجل قبطان بحري، رياحا سياسية معاكسة قبل انتخابات يوم الأحد، فبينما كان يعاني بالفعل من تحميله مسؤولية أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد جاء الزلزال المدمر في فبراير شباط ليترك حكومته متهمة ببطء الاستجابة والتراخي في تطبيق لوائح بناء كان من المحتمل أن تنقذ أرواحا.

وفي الوقت الذي تُظهر فيه استطلاعات الرأي أن المنافسة قوية، قارن المنتقدون الظروف الحالية بتلك التي جاءت بحزبه (حزب العدالة والتنمية) ذي الجذور الإسلامية إلى السلطة عام 2002 في انتخابات خيَم عليها أيضا تضخم مرتفع واضطراب اقتصادي.

وقبل يومين من الانتخابات، قال أردوغان إنه وصل إلى منصبه عن طريق صناديق الاقتراع وإذا ما اضطرته الظروف فإنه لن يغادره إلا بالطريقة ذاتها.

وتابع في مقابلة تلفزيونية يوم الجمعة "سنقبل كافة النتائج التي تأتي بها بطاقات الاقتراع. ونتوقع الأمر نفسه من معارضينا".

أما خصومه فيرون أن يوم القصاص قد حان.

وفي ظل حكمه الاستبدادي، تمكن من جمع خيوط كافة السلطات في يده من خلال نظام الحكم الرئاسي التنفيذي، وقمَع المعارضة وسجن منتقديه ومعارضيه وسيطر على وسائل الإعلام والقضاء والاقتصاد. وكدس المؤسسات العامة بالموالين وأضعف أجهزة الدولة المعارضة.

وتعهد خصوم أردوغان بإلغاء كثير من التغييرات التي أدخلها الرئيس الحالي على تركيا والتي سعى إليها في إطار رؤيته لمجتمع متدين ومحافظ له كلمة على المستوى الإقليمي.

لكن المخاطر الكبيرة التي تمثلها انتخابات يوم الأحد ليست جديدة على أردوغان الذي قضى قبل ذلك عقوبة في السجن -لأنه ألقى قصيدة شعر ديني- ونجا من محاولة انقلاب عسكري في عام 2016 عندما هاجم جنود مارقون البرلمان وقتلوا 250 شخصا.

ومع وجود كثير من الأمور على المحك في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية يستهدف السياسي المخضرم، الذي فاز في أكثر من عشر انتخابات، منتقديه بحرب نموذجية.

وملأ أردوغان الفترة السابقة للانتخابات باحتفالات بإنجازات صناعية، بما في ذلك إطلاق أول سيارة كهربائية تركية وتدشين أول سفينة هجومية برمائية، والتي تم بناؤها في إسطنبول لحمل طائرات مسيرة تركية الصنع.

كما أسرع أردوغان بتسليم أول شحنة من الغاز الطبيعي لمحطة بحرية من احتياطي مكتشف في البحر الأسود ووعد بتوفير الغاز الطبيعي مجانا للمنازل، وافتتح أول محطة للطاقة النووية في تركيا في حفل شارك فيه عبر الانترنت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وشملت هجماته على تحالف المعارضة الرئيسي اتهامات بأن التحالف يتلقى دعما من حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا منذ الثمانينيات أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألفا.

ورد كليتشدار أوغلو، الذي حصل على تأييد حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، بالدفاع عن حقوق الأكراد واتهم أردوغان "بمعاملة ملايين الأكراد كإرهابيين".

وفي إطار مساعيه لاستعادة شعبيته بين الناخبين المحافظين، أدلى أردوغان أيضا بتعليقات مناهضة للمثلية الجنسية، ووصف حقوق مجتمع الميم بأنها مفهوم "منحرف" سوف يحاربه.

* سياسات اقتصادية غير تقليدية

تشير استطلاعات الرأي إلى أن الانتخابات ربما تمضي لجولة ثانية في وقت لاحق من الشهر الجاري إذا لم يفز أردوغان أو كليتشدار أوغلو بأكثر من 50 بالمئة من أصوات الناخبين. وتظهر بعض الاستطلاعات تأخر أردوغان. ويشير هذا إلى عمق أزمة تكلفة المعيشة التي أثارتها سياساته الاقتصادية غير التقليدية.

وأطلقت السلطات حملة من خفض أسعار الفائدة لمواجهة التضخم المرتفع بهدف تعزيز النمو الاقتصادي، لكنها أدت إلى انهيار العملة في أواخر عام 2021 وتفاقم التضخم.

وكان الاقتصاد أحد الركائز الأساسية لأردوغان خلال العقد الأول له في السلطة، عندما كانت تركيا تتمتع بالازدهار المستمر مع مد طرق جديدة وبناء مستشفيات ومدارس جديدة وارتفاع مستويات المعيشة لسكانها البالغ تعدادهم 85 مليون نسمة.

وقالت التركية حليمة دومان إن الأسعار المرتفعة جعلت السلع في كثير من محلات البقالة ليست في المتناول بالنسبة لها، لكنها ما زالت مقتنعة بأن أردوغان لا يزال قادرا على حل مشاكلها. وقالت في سوق بوسط إسطنبول "أقسم أن أردوغان يستطيع حلها بإشارة منه".

نشأ الرئيس التركي في حي فقير بإسطنبول والتحق بمدرسة مهنية إسلامية، ودخل السياسة كزعيم للشباب في حزب محلي. وبعد أن شغل منصب رئيس بلدية إسطنبول، صعد إلى المستوى الوطني كرئيس لحزب العدالة والتنمية، وصار رئيسا للوزراء في عام 2003.

وتمكن حزب العدالة والتنمية بزعامته من ترويض الجيش التركي الذي أطاح بأربع حكومات منذ عام 1960، وفي عام 2005 بدأ محادثات لتحقيق طموح استمر عقودا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي -وهي خطوة تعطلت لاحقا بشكل كبير.

* سيطرة أكبر

نظر الحلفاء الغربيون في البداية إلى تركيا بقيادة أردوغان على أنها مزيج حيوي من الإسلام والديمقراطية يمكن أن يكون نموذجا لدول الشرق الأوسط التي تكابد للتخلص من الاستبداد والركود.

لكن مساعيه لفرض سيطرة أكبر سببت حالة استقطاب في البلاد وأثارت قلق الشركاء الدوليين. واعتبر المؤيدون المتحمسون ذلك مجرد مكافأة لزعيم أعاد التعاليم الإسلامية إلى صميم الحياة العامة ودافع عن الطبقات العاملة المتدينة.

غير أن المعارضين رأوا أن ذلك هو إمعان في الاستبداد من جانب زعيم أدمن السلطة.

وبعد محاولة الانقلاب، أطلقت السلطات حملة إجراءات صارمة، إذ احتجزت أكثر من 77 ألفا في انتظار المحاكمة وتم فصل 150 ألف موظف حكومي أو وقفهم عن العمل. وتقول منظمات معنية بحقوق الإعلاميين إن تركيا صارت أكبر دولة تسجن الصحفيين في العالم لبعض الوقت.

© Reuters. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة مع رويترز في مانهاتن بصورة من أرشيف رويترز.

وقالت حكومة أردوغان إن الحملة كانت نتيجة للتهديدات من أنصار الانقلاب وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني.

وعلى الصعيد الداخلي، يقف مجمع القصر الرئاسي الجديد مترامي الأطراف المُقام على مشارف أنقرة كعلامة بارزة على سلطات أردوغان الجديدة، أما على الصعيد الخارجي فإن تركيا تستعرض قدراتها بشكل متزايد وتدخلت في سوريا والعراق وليبيا وغالبا ما تنشر طائرات مسيرة عسكرية تركية الصنع بقوة حاسمة.

(شارك في التغطية جوناثان سبايسر وعلي كوتشوك جوتشمن - إعداد أميرة زهران ومروة غريب للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين وسها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.