بروكسل، 13 ديسمبر/كانون أول (إفي): طوى الاتحاد الأوروبي والمغرب اليوم الصفحة المتعلقة بالأحداث التي وقعت في الصحراء الغربية في الشهر الماضي خلال مجلس شراكة عزز فيه الجانبان تعاونهما.
وصرحت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث لدى وصولها إلى مقر اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أن قضية الأحداث الأخيرة في الصحراء الغربية "أغلقت".
وأبرزت خيمينيث "الأهمية الاستثنائية" لعلاقات الاتحاد الأوروبي مع المغرب، لذا فانه "لن تغير أية أحداث علاقة الاتحاد الأوروبي مع المغرب".
وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري بعد ذلك: "إنني متفق مع خيمينيث عند قولها إن القضية أغلقت على مستوى الاتحاد الأوروبي".
وطالب الاتحاد الأوروبي المغرب بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، مبديا "أسفه" لأحداث العنف وفقد الأرواح في مدينة العيون، العاصمة الإدارية لإقليم الصحراء الغربية.
وطالب الاتحاد الأوروبي المغرب أيضا بتطبيق الحق في التجمهر والاجتماع "دون قيود قانونية"، مبديا ارتياحه من استئناف الحوار بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء الغربية تحت رعاية الأمم المتحدة.
ودافع وزير الخارجية البلجيكي ستيفن فاناكير الذي ترأس الاجتماع، ممثلا الجانب الأوروبي، عن أهمية توافر "أقصى حد من الشفافية" حول عملية تفكيك مخيم "جديم إزيك" الاحتجاجي الصحراوي بضواحي العيون في الثامن من الشهر الماضي.
ودافعت المغرب اليوم أمام الاتحاد الأوروبي عن موقفها في أحداث الصحراء الغربية، مطالبة الأوروبيين بحضور عملية التفاوض في الأمم المتحدة.
وأكد وزير الخارجية المغربي اليوم: "انتهزنا فرصة الاجتماع لإظهار الحقيقة وتوضيح الأحداث كما وقعت في العيون".
ومن المقرر أن تعقد المغرب وجبهة البوليساريو الخميس والجمعة المقبلين جولة جديدة من الاجتماعات غير الرسمية برعاية الأمم المتحدة بهدف استئناف عملية الحوار المتوقفة حول الصحراء الغربية.
وطالب الوزير المغربي الاتحاد الأوروبي بحضور هذه العملية التفاوضية نظرا لـ"الدور التاريخي" لبعض أعضاء الاتحاد الأوروبي في المنطقة.
من جانبه، أكد فاناكير أن الاتحاد الأوروبي لم يبتعد عن النزاع، لكنه "اختار سبيل التفاوض عبر الأمم المتحدة".
وكان 20 ألف صحراوي قد عسكروا في العاشر من أكتوبر/تشرين أول الماضي في (جديم إزيك)، على بعد 30 كلم من مدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية، للمطالبة بحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، إلى أن قامت القوات المغربية بإجلائهم في الثامن من الشهر الماضي، مما أسفر عن اندلاع مواجهات عنيفة بين الجانبين.
وتقول الرباط إن المواجهات أسفرت عن مصرع مدنيين صحراويين اثنين و11 من أفراد قوات الأمن المغربية، بينما تؤكد جبهة البوليساريو أن تفكيك المخيم أودى بحياة 19 شخصا على الأقل.
ويعود النزاع في الصحراء الغربية إلى عام 1975 عندما انسحبت القوات الإسبانية منها، وقام المغرب بضم أراضيها على الرغم من معارضة جبهة البوليساريو التي تطالب بحق تقرير المصير عن طريق إجراء استفتاء شعبي، في الوقت الذي تتمسك فيه الرباط بخطة للحكم الذاتي في إطار سيادتها.(إفي)