صفقة اثنين الإنترنت:خصم يصل إلى 60% InvestingProاحصل على الخصم

كيف أثرت التحولات التي طرأت على الاقتصاد الصيني على أمريكا والأسواق الناشئة؟

تم النشر 09/01/2019, 12:10
محدث 09/01/2019, 12:18
© Reuters.  الاقتصاد الصيني

Investing.com - ما زال الاقتصاد الصيني يواصل تباطؤه بشكل واضح، حتى صار يؤثر سلبًا على نتائج أعمال شركة "آبل" الأمريكية، التي أعلنت الأسبوع الماضي خفض توقعاتها للمبيعات الفصلية، نتيجة تراجع مبيعات "آيفون" بالسوق الصيني، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات التجارية بين البلدين هدنة تجارية مدتها 90 يومًا فقط.

خلال الفترة الأخيرة، طرأت بعض التغييرات والتحولات على الاقتصاد الصيني، فقد اتجهت الصين التي كانت تميل دائمًا إلى الادخار، وكانت واحدة من كبار مشتري الأصول الأجنبية إلى الإنفاق ببذخ، ومن الواضح أنها ستمضي طويلًا في هذا الاتجاه، رغم تباطؤ النمو.

في مطلع عام 2018، حازت الصين مجددًا على لقب "ملكة الإنفاق الاستهلاكي"، وشكل الاستهلاك دفعة أقوى للنمو في الصين مقارنة بالولايات المتحدة، وفي حين أنفق الصينيون الكثير من الأموال في الداخل والخارج، فإن فائض التجارة الإجمالي للبلاد مقارنة ببقية دول العالم قد تراجع حجمه.

وكان لهذا التحول تأثير قوي على أسواق رأس المال العالمية، بداية من المتقاعدين الذين يستثمرون في سندات الخزانة الأمريكية وحتى مديري الأصول الذين يستثمرون في الأسواق الناشئة مثل الهند وإندونسيا، ومن الممكن أن يكون له دور فعال في تهدئة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.

حتى وقتنا الراهن، مازالت الصين تصدر كميات هائلة من السلع والمنتجات، ولكن مع زيادة ثروات الصينيين ارتفع حجم الاستهلاك، ففي عام 2015 وصل متوسط فائضها التجاري السلعي لكل فصل من فصول السنة إلى 150 مليار دولار، إلا أن هذا الرقم تراجع إلى 100 مليار دولار خلال الربع الثالث من العام الماضي.

في نفس الوقت، ارتفع صافي الإنفاق الصيني على الخدمات الأجنبية، من 50 مليار دولار إلى 80 مليار دولار خلال الفترة ذاتها، ويشمل ذلك بعض المسافرين الذين يحاولون إبقاء أموالهم في الخارج، للتهرب من القيود الصينية المفروضة على حركة رأس المال.

يشكل ارتفاع إنفاق السياح الصينيين مكاسب مفاجئة لتجار مستلزمات السفر ومشغلي شركات السياحة، إلا أن هذا الإنفاق يُشير إلى أن الصين سيبقى لديها أموال أقل لشراء الأصول الأخرى مثل سندات الخزانة الأمريكية.

بلغت حيازة الصين من سندات الخزانة الأمريكية حوالي 1.3 تريليون دولار خلال عام 2013، وتراجعت حاليًا إلى 1.1 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يتسارع هذا الاتجاه خلال العام الجاري، إذا تسببت التوترات التجارية في الحد من الصادرات الصينية.

قد يرى البعض أن تراجع تدفقات رؤوس الأموال الصينية إلى سندات الخزانة الأمريكية أمر ذو تأثير حاليًا، خاصة مع تراجع العائدات وابتعاد المستثمرين من أسواق الأسهم التي شهدت تقلبات قوية خلال الفترة الماضية، إلا أنها ستؤثر بشكل قوي على أسعار سندات الخزانة على المدى البعيد.

ظل إجمالي الحيازات الأجنبية لسندات الخزانة الأمريكية ثابتًا منذ عام 2014، لكن إجمالي دين الخزانة ارتفع بنسبة قدرها 20%، ويكمن الخطر الحقيقي في تراجع الطلب على سندات الحكومة الأمريكية، لأن هذا يعني أن عليها دفع المزيد من العائدات حتى تقترض ما تحتاجه من أموال.

كما أن هذا سيؤدي أيضًا إلى دفع معدلات الفائدة على قروض الشركات والمستهلكين إلى الارتفاع، إلا أن التأثير الأقوى لهذه التغيرات يتمثل في الهزات القوية التي ضربت الأسواق الناشئة، حيث إن زيادة الاستهلاك يعني ادخار أقل، وبالتالي فإن الأموال المتاحة للاستثمار ستكون أقل، ولهذا تسعى الصين لجذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية، لسد هذه الفجوة أو تقليصها على الأقل.

خلال الربع الثاني من العام الماضي حققت الصين 61 مليار دولار من صافي تدفقات الاستثمار، أي حوالي ثلاثة أضعاف المتوسط الفصلي الذي حققته في عام 2014، وذلك بالتزامن مع التقلبات والاضطرابات القوية التي عانت منها الأسواق الناشئة الأخرى، والتي سجلت جميعها صافي تدفقات يبلغ 45 مليار دولار خلال العام كله.

هيمنت الصين على 75% من استثمارات المحافظ الاستثمارية الأجنبية في الأسواق الناشئة خلال العام الماضي، ومن المتوقع أن تسجل مستوى مماثلًا تقريبًا خلال العام الجاري، مقابل 28% خلال عام 2017، بحسب تقديرات معهد التمويل الدولي.

وهذا يعني استمرار هبوط الأسواق الناشئة خلال هذا العام أيضًا، حتى لو تراجعت قيمة الدولار الأمريكي، لأن هذه الأسواق أصبحت في منافسة مباشرة مع الصين، على جذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.