Investing.com - قضى السيد "غاليليو غاليلي" العالم الفيزيائي الشهير زمنا طويلا من عمره في محاولة إثبات صدق نظريته التي تدور حول وصول الجسم الساقط بسرعة نحو الأرض ليس أساسها الأول الاعتماد على الوزن، بينما ترتبط بقدرة هذا الجسم على مقاومة الهواء، حيث افترض في ذلك على أن جاذبية الأرض للأجسام متعادلة ولا تتعلق بالحجم أو الوزن.
وواجه العالم الإيطالي الكثير من الصعوبات التقنية عند قيامه بإثبات صدق اعتقاده ومدى صحته، ومن أهم هذه الصعوبات الآلية التي تجعله يستطيع إسقاط جسمين مختلفين في مكان لا يوجد به هواء، حيث كان على العالم أن ينتظر إلى مئات السنوات لكي يقوم بإجراء تجربة مماثلة، بينما المحاولة التي قام بإجرائها كانت فوق سطح القمر بواحدة من بعثات "أبولو" التي قامت وكالة ناسا الفضائية بإرسالها.
ومنذ فترة تمكن العلماء من إنهاء الجدل على نظرية السقوط الحر للعالم الشهير "غاليليو"، حينما لجأ "بريان كوكس" مقدم إحدى البرامج العلمية وعالم الفيزياء الإنجليزي إلى منشأة نووية بالولايات المتحدة لإجراء تجربة قام فيها باستخدام حزمة من الريش وكرة بولينج.
وتستخدم وكالة الفضاء الأمريكية هذه المنشأة في إجراء تجارب واختبارات تتعلق بالفضاء الخارجي، حيث أن شبكة "بي بي (LON:BP) سي" قد حرصت على توثيق هذه التجربة أكدت أن المناخ الملائم بعيدا عن أي مؤثرات خارجية يعطي للأجسام عند السقوط الحق في المنافسة العادلة، كما يضمن تحقيق الهدف بشكل صحيح وبنفس السرعة بعيدا عن أي تأثير صادر عن هذه الأجسام عند تحقيق هدفها، إذ يتوقف ذلك على القوة التي تمتلكها الأجسام.
والقواعد التي تحكم العلاقة بين اللاعبين بإحدى جوانب الاقتصاد والأعمال وبين ما يؤثر عليهم من عوامل وينعكس على مسار عملهم تشبه كثيرا القواعد التي تتحكم في الطبيعة، وهذا يمثل ضمان حقيقي للنشاط التجاري وحدوث الاستقرار، الأمر الذي يعود بالفائدة على الاقتصاد بشكل كامل.
والمنافسة العادلة عبارة عن سوق يعمل بداخله كافة اللاعبين على أرض مستوية، والتنافسية تتمركز بالسعر والجودة والخدمة الجيدة للعملاء، وليس عمليات التسعير العالية التي ينظر إليها ويطمح بها كافة المؤسسات لتحقيق أموال كثيرة لا ترتبط بالتنافسية.
ولهذا فإن الوصول السهل نحو التنافسية الحقيقية يحتاج إلى مزيد من الجهد وتطوير للمنتجات وإنتاج سلع ذات جودة وكفاءة عالية، مع ضمان التسعير الذي يجذب العملاء، وفي ذات الوقت لابد من ضمان خضوع الأسعار لقانون العرض والطلب بعيدا عن الاحتكار، وبهذا يتحقق سوق عادل يمنح الفرصة لكافة الشركات بمنافسة عادلة.
وقد أشار موقع "سيمبلي" الخاص بالمعلومات الاقتصادية والتكنولوجية إلى عدة عوامل لابد من أن تتوفر من قبل الدول عن طريق جهاتها التنفيذية والتنظيمية، وذلك من أجل تحقيق منافسة عادلة بين الشركات، الأمر الذي يتيح للجميع دخول سوق عادل، كما أنها تضمن حصول المستهلكين على حقوقهم من خدمات وسلع وسط أسعار عادلة، وهذه العوامل تتلخص في تشجع المؤسسات على وضع الأسعار بشكل منفرد وعدم الاحتكار لضمان عدم رفع الأسعار بالإضافة إلى لجوء الحكومات نحو العطاءات العلنية.
وذلك بالإضافة إلى دور السوق الحرة التي تتيح للجميع العمل والمنافسة دون تدخل الحكومة، بجانب حث الشركات على خلق منتجات وخدمات مرنة.