Investing.com - يعتبر مصطلح "الدخل الأساسي العالمي" من أهم المفاهيم المنتشرة في العالم، هو عبارة عن حصول كل شخص في العالم على أجر سواء كان يعمل أو لا يعمل، الأمر الذي يجعل هناك توازن بين كافة الأشخاص في العالم.
ومن جانبه فقد قامت دولة فنلندا بإجراء تجربة عملية استمرت لمدة عامين تقريباً، حيث منحت بعض من مواطنيها دخلاً شهرياً أساسياً بقيمة 630 دولار لمعرفة مدى تأثير سلوكياتهم الاقتصادية، وتأثير هذا على نسبة البطالة ومعدلات الاستهلاك والادخار وغيرها من الأمور الأخرى.
حيث أوضحت الدراسة أن المواطنين الذين حصلوا على هذا الدخل الأساسي تمكن بعضهم من تأسيس بعض مشاريع خاصة بهم وأصبحوا منظمين بنسبة 301%، وبينت أن من ضمن الأسباب التي ساعدت هؤلاء الأشخاص هي معرفتهم بوجود حد أدنى من الدخل في حالة فشل عملهم الخاص.
وتمكنت هذه التجربة من ارتفاع نسبة العمل بنحو 17% في فنلندا، بالإضافة إلى ارتفاع دخل هؤلاء الأشخاص بنسبة 12%، أما الأجور فلم ترتفع خلال العامين إلا بنحو 5% فقط.
وعلى الرغم من نجاح هذه التجربة في فنلندا، ولكن لم توافق الحكومة الأمريكية على تطبيقها، حيث أنه في حالة منح بعض المواطنين دخلاً شهرياً يتعدى 500 دولار شهرياً فسيكلف الدولة الكثير من الأموال، كما أن البنك الفيدرالي في هذه الحالة سيقوم بمضاعفة الميزانية إلى 9 تريليون دولار تقريباً.
وفي نفس السياق قالت أستاذة السياسات العامة في جامعة "كاليفورنيا" "هيلاري هوينيس" أن تطبيق تجربة فنلندا في أمريكا سيكون لها الكثير من الآثار الإيجابية، على الأقل ستوفر للكثير من المواطنين بعض احتياجاتهم الأساسية، ولكن سيكون لها أيضاً آثار سلبية كثيرة للغاية.
حيث أنه مع منح المواطنين دخل مفاجئ سترتفع وبشكل تلقائي أسعار السلع بنسبة قد تتراوح ما بين 40 و 50%، وخاصة في الدول التي ينفق مواطنوها الكثير من الأموال على الغذاء، وبالتالي سيكون لهذا الأمر تأثيراً سلبياً وخاصة على الطبقات الأكثر فقراً واحتياجاً على عكس الطبقات الأخرى.
وأشارت "هوينيس" أن الأجر الأساسي في أمريكا المقدر بنحو 1200 دولار يكفي فقط الاحتياجات الأساسية وربما ليست كاملة بعيداً عن أي شكل من أشكال الرفاهية في الحياة، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات وخدمات النقل العامة، على عكس 80 دولار تقريباً في دولة الهند فقد تكفي احتياجات المواطن الأساسية التي تكلف 1200 دولار في أمريكا.