خيمت موجة من القلق على الأسواق العالمية اليوم بعد أن رسمت بيانات نشاط المصانع الأمريكية الصادرة يوم الثلاثاء صورة قاتمة، مما أثار الشكوك حول قدرة الاقتصاد الأمريكي على تحقيق "هبوط ناعم". وأدى هذا القلق إلى تراجع كبير في الأسهم وأسعار النفط وعوائد السندات.
وصادف يوم الثلاثاء عودة الأسواق الأمريكية من عطلة عيد العمال، واعتُبر التراجع نذير شؤم على وجه الخصوص بالنسبة لشهر سبتمبر، وهو شهر معروف تاريخيًا بضعف أداء الأسهم وتجنب المخاطرة. وقد لوحظ أن التحركات في الأسواق هي الأكثر أهمية منذ 5 أغسطس، وهو يوم يُذكر بالتقلبات الشديدة التي شهدتها الأسواق، حيث واجهت وول ستريت والأسهم العالمية وعوائد سندات الخزانة أكبر انخفاضات لها منذ ذلك الحين. كما شهدت تقلبات الأسهم الأمريكية أكبر زيادة لها منذ ذلك اليوم المتقلب في أغسطس.
وانخفضت أسعار النفط بنسبة 5%، مسجلة أكبر انخفاض هذا العام، مما يعكس مخاوف المستثمرين بشأن آفاق النمو في الولايات المتحدة والصين. ويُنظر إلى هذا الانخفاض في النفط باعتباره مؤشرًا على المشكلات المحتملة في أكبر اقتصادين في العالم.
وفي قطاع التكنولوجيا، تراجعت أسهم إنفيديا بشكل كبير بنسبة 10%، مما أدى إلى محو حوالي 265 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة. تُعد هذه الخسارة واحدة من أكبر التخفيضات في القيمة السوقية ليوم واحد على الإطلاق. وبالنظر إلى دور Nvidia في ارتفاع الأسهم المدفوع بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على مدار الـ 18 شهرًا الماضية، فإن مثل هذا الانخفاض الكبير يشير إلى مخاوف السوق الأوسع نطاقًا.
وقد ساهمت بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) الضعيفة من الصين والولايات المتحدة في تعزيز المعنويات السلبية. من المتوقع صدور المزيد من تقارير مؤشر مديري المشتريات من آسيا والمحيط الهادئ يوم الأربعاء، بما في ذلك مؤشر مديري المشتريات "غير الرسمي" لقطاع الخدمات من الصين.
أشارت أرقام مؤشر مديري المشتريات "الرسمي" في الصين التي صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى انخفاض نشاط قطاع التصنيع في أغسطس/آب إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر، مع انخفاض أسعار بوابات المصانع وصعوبة الطلبات. وبالتالي، من المقرر أن تفتح أسهم شنغهاي يوم الأربعاء عند أدنى مستوى لها في سبعة أشهر.
كما تترقب أستراليا أيضًا صدور أرقام الناتج المحلي الإجمالي يوم الأربعاء. وقد توقع الاقتصاديون زيادة متواضعة في النمو إلى 0.3% على أساس ربع سنوي من 0.1%، مع ثبات معدل النمو على أساس سنوي عند 1.0%.
من المرجح أن يلقي التراجع في السوق الأمريكية بظلاله على الأسواق الآسيوية، والتي من المتوقع أن تفتح على انخفاض يوم الأربعاء، مما يؤكد القول المأثور بأن المشاكل الاقتصادية في الولايات المتحدة غالبًا ما تنتقل إلى الخارج على الصعيد العالمي.
انكمش نشاط التصنيع في الولايات المتحدة باستمرار منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، وكان شهر مارس/آذار هو الاستثناء الوحيد، مما يشير إلى ركود في قطاع التصنيع استمر قرابة عامين. وفي حين شهد قطاع الخدمات توسعًا، يُراهن المتداولون الآن على وجود فرصة تقترب من 40% أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر بخفضها بمقدار 50 نقطة أساس.
ومن بين التطورات الرئيسية التي قد تؤثر على الأسواق الآسيوية يوم الأربعاء صدور مؤشر مديري المشتريات الخدمي "غير الرسمي" الصيني Caixin لشهر أغسطس/آب وبيانات الناتج المحلي الإجمالي الأسترالي للربع الثاني. بالإضافة إلى ذلك، تتصدر زيارة رئيس جنوب أفريقيا رامافوزا إلى الصين جدول الأعمال.
رؤى InvestingPro
في الوقت الذي يستوعب فيه المشاركون في السوق البيانات الاقتصادية الأخيرة وانعكاساتها على الأسواق العالمية، يوفر أداء مؤشر S&P 500 (US500) لمحة عن معنويات المستثمرين واتجاهات السوق الأوسع نطاقًا. فوفقًا لموقع InvestingPro، شهد مؤشر S&P 500 عائدًا إجماليًا للسعر لمدة أسبوع واحد بنسبة -1.13%، مما يشير إلى الحذر على المدى القصير بين المستثمرين. من ناحية أخرى، يُظهر المنظور طويل الأجل مزيدًا من المرونة، حيث بلغ إجمالي العائد السعري لمدة شهر واحد 3.41%، وعائد لمدة 3 أشهر بنسبة 4.49%، وعائد مثير للإعجاب لمدة 6 أشهر بنسبة 7.76%. تشير هذه الأرقام إلى أنه على الرغم من الانتكاسات الأخيرة، أظهر السوق بعض القدرة على التعافي من الانخفاضات خلال نصف العام الماضي.
علاوة على ذلك، يبلغ إجمالي العائد السعري منذ بداية العام وحتى تاريخه لمؤشر S&P 500 15.91%، مما يشير إلى أداء قوي منذ بداية العام، في حين أن إجمالي العائد السعري للسنة الواحدة أكثر قوة بنسبة 22.44%. تعكس هذه البيانات أن السوق، على الرغم من التقلبات قصيرة الأجل والشكوك الاقتصادية، قد حقق مكاسب كبيرة خلال العام الماضي. كان سعر الإغلاق السابق للمؤشر عند 5528.93 دولارًا أمريكيًا، وهو ما يعد بمثابة نقطة مرجعية لتحركات السوق في المستقبل.
تشير نصائح InvestingPro إلى أن الانكماش الأخير يمكن أن يمثل فرصة شراء للمستثمرين على المدى الطويل، نظرًا لمرونة مؤشر S&P 500 على مدى الأطر الزمنية الأطول. بالإضافة إلى ذلك، ومع وجود أكثر من 20 نصيحة إضافية متاحة على موقع InvestingPro، يمكن للمستثمرين اكتساب رؤى أعمق حول كيفية التعامل مع بيئة السوق الحالية.
ساهمت رويترز في هذه المقالة.
تم ترجمة هذه المقالة بمساعدة برنامج ذكاء اصطناعي بعد مراجعة أحد المحررين.. لمزيد من التفاصيل يُرجى الرجوع للشروط والأحكام الخاصة بنها