ذكرى عاشوراء تتحول إلى مواجهات عنيفة بين المعارضة والشرطة الإيرانية

طهران، 27 ديسمبر/كانون أول (إفي): شهدت العاصمة الإيرانية طهران اليوم مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين ضد الحكومة أثناء الاحتفال بيوم "عاشوراء" بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين في موقعة كربلاء.



وأفادت العديد من المواقع الالكترونية الموالية للمعارضة اليوم بمقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص في مواجهات بين القوات الامنية وجماعات إصلاحية معارضة.



وأشار موقع "Nasimfarda" إلى أن ثلاثة أشخاص توفوا في صدامات عنيفة بشارع "انجويلاب"، فيما لقي رابعهم حتفه في تقاطع نفس الطريق مع شارع "كاليج" في قلب طهران.



ومن جانبها، أكدت الشرطة الإيرانية مقتل أربعة أشخاص في طهران خلال مواجهات بين القوات الامنية وجماعات إصلاحية معارضة واعتقال العديد من الاشخاص، بعد أن نفت ذلك في وقت سابق اليوم.



وأفاد نائب رئيس الشرطة في العاصمة الإيرانية طهران احمد رضا ردان في تصريحات لوكالة (إيرنا) الرسمية للانباء باعتقال نحو 300 شخص، وإصابة العشرات من أفراد القوات الامنية.



وصرح ردان "لقي أحد الضحايا مصرعه عقب سقوطه من جسر واثنان في حادث مروري وآخر في حادث إطلاق نار".



وكانت أجهزة الأمن قد نشرت آلاف العناصر في شوارع مختلف المدن الإيرانية منذ فجر الأحد بالتزامن مع ذكرى عاشوراء، وتحسبا لمسيرات المعارضة التي تواصل احتجاجها على نتائج الانتخابات الرئاسية التي منحت محمود أحمدي نجاد ولاية ثانية.



وأشار موقع (برلمان نيوز) الإخباري ان من بين القتلى سيد علي موسوي (35 عاما)، نجل شقيق الاصلاحي المعارض مير حسين موسوي، الذي تعرض لاطلاق النار أثناء المظاهرات حيث نقل إلى مستشفى إبن سينا قبل أن يتوفى هناك.



ومن ناحية أخرى، أدانت الحكومة الفرنسة اليوم "الاعتقالات التعسفية" واعمال العنف ضد معارضي النظام الإيراني في شوارع طهران.



وأفاد بيان للخارجية الفرنسية أن "المتظاهرون دافعوا عن حقهم في حرية التعبير وتطلعهم للديمقراطية".



يذكر ان السلطات الإيرانية تعتقل مواطنة فرنسية تدعى كلوتيلد ريس تحاكم في طهران بتهمة الاشتراك في المظاهرات التي تلت إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران الماضي.



وكانت كلوتيلد ريس قد مثلت في 17 نوفمبر/تشرين ثان الماضي أمام المحكمة الثورية الإيرانية، وبعد استجوابها عادت إلى السفارة الفرنسية في طهران، حيث تنفذ حكم الإقامة الجبرية منذ أغسطس/آب الماضي.



يذكر أن ريس وهي محاضرة للغة الفرنسية في جامعة أصفهان قد اتهمت بالحض على إقامة مظاهرات والاشتراك فيها عقب فوز أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي تقول المعارضة أنها"مزورة".



وتتهمها السلطات الإيرانية أيضا بالتجسس لقيامها بإرسال أنباء حول المظاهرات لأحد الأشخاص في السفارة الفرنسية بطهران، وأفراد أسرتها.



ومن ناحية أخرى، نددت الولايات المتحدة اليوم بما وصفته بـ"القمع العنيف والجائر" للمدنيين في إيران خلال الاحتجاجات.



وأفاد المتحدث الرسمي لمجلس الامن القومي بالبيت الابيض مايكل هامر "ندين بشدة القمع الجائر والعنيف ضد المدنيين الذين يسعون لممارسة حقوقهم الدولية في إيران".



يذكر أنه في العاشر من شهر محرم، أول شهور العام الهجري، يعتاد الكثير من الإيرانيين ارتداء السواد والمشاركة في مواكب يبكون خلالها على استشهاد الإمام الحسين، ابن الإمام علي وحفيد الرسول صلى الله عليه وسلم.



وعلى الرغم من ذلك تحولت مواكب الحداد الديني إلى مسرح لمظاهرات واحتجاجات سياسية تنظمها المعارضة التي تتهم نظام طهران بأنه تلاعب في نتائج الانتخابات الرئاسية ليفرض على الشعب مرشحه، الرئيس محمود أحمدي نجاد، على حد وصفهم.



يذكر أن إيران تعاني من أزمة سياسية واجتماعية منذ الاعلان عن فوز أحمدي نجاد بولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية، وهو ما أدى إلى خروج آلاف المعارضين للتنديد بنتائج تلك الانتخابات. (إفي)