Investing.com - قطاع العقارات في الصين يمر بواحدة من أسوأ الأزمات في تاريخه، حيث تواجه شركات التطوير العقاري الكبرى صعوبات متزايدة في التعامل مع ديونها المتراكمة وانخفاض مبيعات المنازل. مع دخول أزمة ديون العقارات عامها الخامس، تتواصل التحديات دون حلول واضحة، مع استمرار المخاوف من تفاقم الأوضاع في الداخل وتأثيراتها على الشركات العاملة بالخارج.
سارع بالاشتراك الآن في خدمة InvestingPro مع خصم 55% لفترة محدودة..اشترك الآن
مشاكل العقارات تتزايد
شهدت الفترة الأخيرة تطورات تشير إلى استمرار الضغوط على القطاع. طلبت شركة التطوير العقاري "تشاينا فانكي" (China Vanke) من الجهات التنظيمية تقييم الدعم المالي الذي تحتاجه لتفادي التخلف عن السداد. تُعد "فانكي" من الشركات الكبرى التي تجنبت حتى الآن التعثر، لكن ارتفاع المخاطر يزيد من تعقيد أوضاعها المالية.
في هونغ كونغ، تواجه شركة "نيو (NYSE:NIO) وورلد ديفلوبمنت" (New World Development) مشاكل تتعلق بتأجيل استحقاق بعض قروضها نتيجة التزامات ديون ضخمة بلغت 220 مليار دولار هونغ كونغ حتى يونيو 2024. كما تسعى مجموعة "بارك فيو" (Parkview Group) لبيع مجمع تجاري مميز في بكين لتخفيف أعباء ديونها.
ضعف ثقة المستثمرين
يظهر سوق السندات والعقارات في الصين ضعفاً واضحاً، حيث انخفضت سندات "فانكي" المستحقة في مايو 2025 بنسبة كبيرة، مما يشير إلى تراجع ثقة المستثمرين. وبحسب بيانات "بلومبرغ"، فإن حجم إصدارات السندات الجديدة في 2024 كان الأدنى خلال العقد الأخير.
في نفس الوقت، أظهر مؤشر أسهم شركات البناء الصينية ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 3.7% فقط هذا العام، مقارنة بارتفاع أوسع لمؤشر الشركات المدرجة في هونغ كونغ بنسبة 24%. يعكس هذا الفارق ضعف الثقة في القطاع العقاري مقارنة بقطاعات أخرى.
ورغم الجهود الحكومية لتخفيف حدة الأزمة، مثل خفض أسعار الفائدة وتقليل القيود على المبيعات، لم تظهر هذه التدابير نتائج فعالة حتى الآن. ركزت الحكومة على استقرار أسعار العقارات وحماية حقوق مشتري الوحدات غير المكتملة، لكنها تجاهلت إنقاذ الشركات الكبرى مثل "تشاينا إيفرغراند (HK:3333)" و"كانتري غاردن".
الاستفسارات الأخيرة التي أجرتها الجهات التنظيمية بشأن انكشاف شركات التأمين على ديون "فانكي" تسلط الضوء على قلق متزايد بشأن احتمالات تعثر الشركة في سداد التزاماتها. وحثت "فانكي" المؤسسات المالية على عدم ممارسة خيارات البيع لبعض ديونها، في محاولة لتخفيف الضغوط المالية.
معاناة الشركات في هونغ كونغ
تمثل مشاكل "نيو وورلد ديفلوبمنت" نذير شؤم على انتقال الأزمة إلى الشركات العاملة خارج الصين. تكبدت الشركة أول خسارة سنوية لها منذ 20 عاماً، بينما انخفضت قيمة بعض سنداتها إلى مستويات قياسية، ما يعكس مخاوف المستثمرين من قدرتها على تجاوز الأزمة.
مجموعة "بارك فيو"، التي تمتلك مجمعاً تجارياً بارزاً في بكين، تواجه صعوبة في جذب مستأجرين جدد نظراً لارتفاع تكاليف التمويل وتراجع الطلب. تجري مفاوضات لبيع المجمع لشركة مملوكة للدولة، ما يعكس الحاجة إلى سيولة فورية لمواجهة أعباء الديون.
قال محللون في "جيفريز فايننشال غروب" إن استمرار الركود في سوق العقارات وغياب تحول كبير في المبيعات قد يؤدي إلى نقص السيولة لدى شركات كبرى مثل "فانكي" في وقت أقرب من المتوقع. وأضافوا أن احتمالية تقديم إنقاذ حكومي لا تزال أقل من 50%.
من جهته، أكد ليونارد لو من "لوكرور أناليتيكس" أن تعافي القطاع قد يستغرق سنوات، ورغم بطء وتيرة التدهور بفضل التدابير الحكومية، إلا أن احتمال حدوث المزيد من حالات التخلف عن السداد في العام المقبل يبقى قائماً.