Investing.com - بعد أسبوع حافل شهدت خلاله الليرة التركية أسوأ بيانات للتضخم في بلاد الأناضول خلال أكثر من 20 عامًا.. ترتفع الليرة الآن على استحياء تزامنا وارتفاع طفيف لمؤشر الدولار الرئيسي.
ورغم تراجع الليرة التركية على مدار جلسات الأسبوع الماضي حيث انخفضت في 5 جلسات متتالية إلا أن السوق لم يشهد الانهيارات السعرية السابقة والتي كبدت الليرة خسائر قياسية خلال العام الماضي. ويرى محللون أن التماسك الحالي لليرة يأتي على النقيض من البيانات السلبية في إشارة إلى تدخلات البنك المركزي والتي تم الإعلان عنها ديسمبر الماضي حينما انهارت الليرة لأدنى مستوى على الإطلاق بعد تجاوز مستويات الـ 18 ليرة / دولار.
الليرة الآن
وترتفع الليرة خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين في حدود 0.1% وصولا إلى مستويات 13.55 ليرة / دولار، بينما تتأرجح في نطاق ضيق للغاية بين مستويات 13.54 ليرة/ دولار ومستويات 13.58 ليرة / دولار.
وعن أداء الليرة منذ بداية فبراير الجاري فقد انخفضت من مستويات 13.3 ليرة / دولار نهاية يناير الماضي، إلى المستويات الحالية قرب 13.55 ليرة / دولار.
وفي المقابل يرتفع مؤشر الدولار الرئيسي مقابل سلة العملات الرئيسية خلال هذه اللحظات في حدود 0.1% وصولا إلى مستويات 95.6 نقطة حيث يتراجع اليورو والين بينما يرتفع الاسترليني والدولار الأسترالي.
وعن تداولات الذهب في السوق التركية.. يرتفع جرام الذهب خلال هذه اللحظات قرب مستويات الـ 790 ليرة / جرام بزيادة طفيفة تبلغ نحو 0.15%.
وسجل الذهب خلال الأسبوع الماضي 5 ارتفاعات متتالية على مدار الأسبوع، بينما ارتفع منذ بداية فبراير الجاري بأكثر من 21 ليرة صعودا من مستويات 769 ليرة/ جرام إلى المستويات الحالية.
بفعل فاعل
قال إيبيك أوزكاردسكايا، كبير المحللين في Swissquote: "لدينا معدل فائدة يبلغ 14٪ وتضخم عند 48٪ وحكومة تغطي فجوة العملات الأجنبية، إنه مزيج سيئ على المدى الطويل".
وأضاف أوزكاردسكايا: "الليرة يمكن أن تسقط فقط لأن هناك انحرافًا خطيرًا بين ما يجب فعله وما يجري، لكن في الوقت الحالي، أنا مندهش لرؤية الليرة على أنها لا تستجيب للأخبار".
ولفت كبير المحللين في Swissquote أن الليرة تراجعت بنسبة 44٪ العام الماضي حيث خفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس منذ سبتمبر إلى 14٪، في إطار حملة أردوغان لإعطاء الأولوية للائتمان والصادرات.
وقال أوزكاردسكايا لقد استقرت الليرة بعد تقلبات شديدة - من 18.4 إلى 10.25 - في ديسمبر بسبب تدخلات الدولة في السوق ونظام حماية الودائع.
ارتفاعات قادمة
قال جولدمان ساكس (NYSE:GS) إن التضخم يجب أن يتجاوز 50٪ هذا الشهر وأن يستقر عند حوالي 55٪ لمعظم 2022 قبل أن ينهي العام عند 33٪.
وتوقع بنك جولدمان ساكس، الذي أجرى تقييماً بعد إعلان معهد الإحصاء التركي بيانات التضخم لشهر يناير، أن يتجاوز التضخم 50 % في فبراير. وقال مراد أونور المحلل في بنك جولدمان ساكس : "نتوقع أن يتجاوز التضخم 50 % في فبراير وأن يظل أعلى من هذا المعدل حتى يظهر التأثير الأساسي الحاد في نهاية العام".
توقع وزير المالية نور الدين النبطي في وقت سابق أن يظل التضخم أقل من 50٪ ويبلغ ذروته في أبريل. أظهرت بيانات يوم الخميس الماضي أن التضخم السنوي في تركيا قفز إلى أعلى مستوى في 20 عاما عند 48.69 % في يناير مدفوعًا بمسعى الرئيس رجب طيب أردوغان لخفض غير تقليدي لأسعار الفائدة وانهيار العملة.