Investing.com - تراجع دولار السوق السوداء في مصر خلال الساعات القليلة الماضية بشكل ملحوظ، حيث يأتي ذلك بعدما شهد السوق ارتباكًا ملحوظًا بعد وصول سعر العملة الأمريكية إلى مستوى قياسي جديد عند 55 دولار للجنيه الواحد يوم الأربعاء.
فيما واصل سعر الذهب أيضًا في السوق المحلية في مصر تراجعاته الملحوظة خلال تعاملات اليوم. حيث إن هذه التراجعات، سواء بالنسبة لدولار السوق السوداء أو الذهب، يبدو أنها جاءت نتيجة عمليات جني الأرباح بعد الارتفاعات القياسية التي شهدها السوقين خلال الأيام القليلة الماضية.
اقرأ أيضًا: ملياردير مصري يرجح عدم اختفاء السوق السوداء للدولار على المدى القريب
جاءت هذه الارتفاعات القوية لدولار السوق الموازية والذهب في مصر متأثرة بزيادة الطلب عليهما، حيث ترجع هذه الزيادة في الطلب إلى عدة عوامل، أهمها التحوط من ارتفاع التضخم ومن التخفيض المحتمل لقيمة الجنيه.
تواجه مصر ضغوطًا بسبب نقص العملات الأجنبية خلال الفترة الأخيرة، حيث تخارجت استثمارات أجنبية غير المباشرة من البلاد بقيمة 22 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الماضي، نتيجة للتأثيرات السلبية للتوترات العالمية الناجمة عن الصراع الروسي الأوكراني.
سجل سعر الدولار ارتفاعًا بنسبة 96% رسميًا في البنوك المصرية خلال الـ 21 شهرًا الماضية عبر ثلاث تخفيضات متتالية لقيمة الجنيه خلال العامين الحالي والماضي.
وفي غضون ذلك، كشفت وكالة "موديز"، للتصنيف الائتماني العالمي، أن البنك المركزي من المتوقع أن يقوم بتخفيض كبير في سعر صرف الجنيه خلال الربع الأول من العام القادم، متوقعة استمرار هذا التراجع بشكل تدريجي حتى منتصف العام.
وتوقعت الوكالة بأن يتراوح سعر صرف الجنيه مقابل الدولار بين 45-50 جنيهًا خلال عام 2024، في حال تبنت الحكومة نظام صرف مرن.
وأفادت موديز بأن هذا التخفيض الجديد سوف يؤدي إلى استمرار ارتفاع معدلات التضخم، حيث من المتوقع أن تصل معدلات التضخم في 2024 إلى متوسط نسبته حوالي 24%، مما يعني عدم قدرة البنك المركزي على تحقيق هدف التضخم المستهدف البالغ 7%، وتتوقع الوكالة استمرار توقف معدلات الفائدة البنكية عند مستوياتها المرتفعة لفترة طويلة.
اقرأ أيضًا: المحلل الذي توقع حركة الذهب بشكل صحيح في 2023 لديه هدف جديد لـ 2024!
استمرار السوق السوداء
يرى رئيس شركة القلعة للاستثمارات المالية القابضة، أحمد هيكل، أن استمرار السوق الموازية للدولار في مصر يُمكن أن يُؤثر سلبًا على جذب الاستثمارات، حيث أشار إلى أن مشكلة وجود سعرين للصرف سوف تستمر.
أفاد هيكل خلال مقابلته مع قناة "العربية" بأن الأزمة الحالية في الاقتصاد المصري بدأت بتحول البلاد من مُصدر للطاقة إلى مُستورد لها في عام 2001، ومع مرور الوقت، انخفض الإنتاج وارتفع الاستهلاك، مما أدى إلى توسع الفجوة الحالية التي نشهدها الآن.
أكد الملياردير المصري أن هذا السيناريو حدث في قطاعات الطاقة والمنتجات الزراعية، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار الدولار أدى إلى تراجع حاد في بعض عمليات الاستيراد لبعض المنتجات، وجزء منها بالفعل غير ضروري وهو أمر جيد، لكن بعض المنتجات الأخرى مثلت صعوبة للعملية الإنتاجية وتحاول الدولة تقليص ذلك.
وأوضح أنه نتيجة لذلك سيتراجع عجز الميزان التجاري وعجز المعاملات الجارية، وبالتالي سيقلل الضغط على الدولار. ورغم ذلك، أشار إلى أن الوضع العالمي ما زال مضطربًا، وأنه قد يحدث في أي وقت مشكلات تؤثر على الاقتصاد، كما حدث في بعض المناطق مثل روسيا وأوكرانيا وغزة.
وفقاً لمؤسس شركة القلعة للاستثمارات، تشكل أزمة وجود سعرين لصرف العملة المحلية عقبة أمام بعض المستثمرين في الدخول للاستثمار في مصر.
وحول إمكانية إقرار سعر صرف موحد، أوضح أحمد هيكل أنه لا يرى احتمالية اختفاء السعرين المتوازيين للدولار في المستقبل القريب.
اقرأ أيضًا: أكبر مقترض من صندوق النقد يحرر أسعار الوقود.. ومظاهرات كبرى تجوب البلاد
الذهب والسوق السوداء للدولار
ظل سعر الصرف الرسمي ثابتا عند حوالي 30.90 جنيهًا للدولار، بينما تراجع سعر الدولار بالسوق السوداء خلال الساعات الماضية بعدما وصل مستويات قياسية جديدة بتعاملات أمس، حيث يتم تداوله اليوم بالقرب بين مستويات 51 إلى 52 جنيهًا للدولار الواحد.
وكان أعلى سعر وصل إليه الدولار بالسوق الموازية في مصر هو 55 جنيهًا، وهو المستوى الذي سجله بتعاملات يوم الأربعاء.
وبشكل عام، يتراجع الدولار، والعملات الأجنبية، في السوق السوداء كلما كانت هناك أنباء مطمئنة حول وضع الاقتصاد المصري، أو صدور توقعات من مؤسسات وبنوك دولية إيجابية بشأن مستقبل الجنيه، حيث يرتفع العرض ويقل الطلب في هذه الحالة. والعكس صحيح، يرتفع سعر الدولار والعملات الأجنبية ويزداد الطلب كلما كانت الأنباء سلبية وغير مطمئنة بشأن الاقتصاد ومستقبل الجنيه.
على الجانب الآخر، سجل سعر عيار ذهب 21 اليوم نحو 3095 جنيهًا للجرام الواحد، وهو العيار الأكثر مبيعًا في مصر. حيث يأتي ذلك بعدما تجاوز مستوى 3300 جنيهًا للجرام خلال الأيام القليلة الماضية.
فيما تراجع عيار ذهب 24 إلى 3500 جنيهًا للجرام، وذلك بعدما وصل إلى مستوى 3800 جنيهًا للجرام.