بقلم جيفري سميث
Investing.com – افتتحت أسواق الأسهم الأمريكية جلسة الثلاثاء على ارتفاع معتدل، في محاولة انتعاش حذرة بعد أن تعرضت لعمليات بيع كثيفة يوم أمس الاثنين، في جلسة شهدت انخفاض مؤشر داو جونز بأكثر من 4٪ في وقت من الأوقات.
وبقيت أحجام التداول ضعيفة نسبياً مع ترقب الأسواق لشهادة كل من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ووزير الخزينة ستيفن منوتشين أمام الكونجرس. وستستمر الشهادة لمدة يومين، وتتمحور حول حالة الاقتصاد في ظل الظروف الراهنة. وفي تصريحاته الافتتاحية التي ألقاها اليوم، والتي تم نشرها يوم أمس لوسائل الإعلام، قال باول إن المؤشرات الاقتصادية الأمريكية مثل التوظيف والإسكان والاستثمارات الرأسمالية للأعمال التجارية تحسنت بشكل ملحوظ منذ تفشي وباء كورونا في مارس. لكنه قال أيضاً أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لإعادة الأمة إلى مستويات ما قبل الوباء، وأضاف: "نحن لا نزال ملتزمين باستخدام أدواتنا لفعل كل ما في وسعنا، ولأطول فترة ممكنة، لضمان أن يكون التعافي قوياً قدر الإمكان، وللحد من الضرر الدائم للاقتصاد."
كما يبدو أن التوترات الحزبية سترتفع خلال الفترة الحالية، حيث يجمع المحللين في وول ستريت على تفسير وفاة قاضية المحكمة العليا روث بادر جينسبيرغ يوم الجمعة على أنها انتكاسة خطيرة، لأن إجراءات شغل منصبها ستؤجج التوترات بين الحزبين الرئيسيين وستجعل الاتفاق على قضايا أخرى، مثل حزمة التحفيز، مستحيلاً.
وبالعودة إلى المؤشرات، وعند الساعة 10:10 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:10 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، ارتفع مؤشر داو جونز بـ 7 نقاط، أو ما يعادل أقل من 0.1٪، بينما تقدم مؤشر إس إن بي 500 بنسبة 0.3٪، ومؤشر نازداك 100 بنسبة 0.5٪.
وعند منتصف الجلسة، سجل المؤشر ارتفاع بـ 25 نقطة.
وكان مؤشر نازداك قد تفوق على أقرانه يوم أمس الاثنين حيث سعى المستثمرون إلى شراء أسهم التكنولوجيا كآلية دفاعية لهم ضد تراجع النشاط الاقتصادي المدفوع بإغلاقات الكورونا. ومع ذلك، فقد المؤشر زخمه المبكر في سوق العقود الآجلة، حيث سقط سهم تسلا (NASDAQ:TSLA) بنسبة 4.8٪ رداً على تعليقات الرئيس التنفيذي إيلون مسك على تويتر، قبل حدث (يوم البطاريات) الذي طال انتظاره، والذي يتزامن أيضاُ مع اجتماع المساهمين السنوي للشركة.
وحذر مسك عبر تويتر من أن الشركة لا تزال أمام "نقص كبير" في خلايا البطاريات يبدأ في عام 2022 "حتى مع قيام الموردين بالعمل بأقصى سرعة". لكنه أضاف أن عملية توسيع نطاق التصنيع تتضمن بعض المعوقات، مما يعني أن ما ستعلن عنه الشركة في الحدث الكبير المنتظر، قد لا يدخل خطوط الإنتاج قبل عام 2022.
وأضاف مسك في تغريداته: "إن الصعوبة الشديدة في توسيع نطاق إنتاج التكنولوجيا الجديدة هي نقطة غير مفهومة بشكل جيد. إنها أصعب بنسبة 1,000٪ إلى 10,000٪ من مهمة صنع نماذج أولية قليلة العدد. الآلة التي تصنع الآلة أصعب بكثير من الآلة نفسها."
وسقط سهم شركة التصوير نانو إكس (NASDAQ:NNOX) بنسبة 16.4٪ ليقود الأسهم الخاسرة، بعد أن نشرت شركة الاستثمار في البيع على المكشوف مادي واترز (NYSE:WAT) تقريراً ذكرت فيه أن الشركة "ليس لديها منتج حقيقي تبيعه بخلاف أسهمها". وهذا ليس أول تقرير بنفس المعنى يُنشر ضد (نانو إكس)، التي فقدت الآن ما يقرب من ثلثي قيمتها في الأيام الـ 11 الأخيرة.
كما انخفض سهم بيلوتون (NASDAQ:PTON) بنسبة 7.7٪ بينما انخفض سهم إلومينا (NASDAQ:ILMN) بنسبة 1.1٪ بسبب المخاوف حول تكلفة استحواذها على غرايل، في الصفقة التي تم الإعلان عنها أمس الإثنين.
ومع ذلك ، استمرت الأسهم الأخرى التي استفادت من تراجع النشاط الاقتصادي بسبب وباء كورونا في تحقيق المكاسب، وسط توقعات بارتفاع درجة التقييد والإغلاقات مع اقتراب فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي. فلقد ارتفع سهم زووم (NASDAQ:ZM) بنسبة 1.7٪ ليصل من جديد إلى أعلى مستوى له في تاريخه، بينما ارتفع سهم أمازون (NASDAQ:AMZN) بنسبة 2.5٪.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، كان هناك نوع ما من التفاؤل بعد صدور استطلاع بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند لشهر سبتمبر، والذي أظهر تحسناً طفيفاً في نشاط كل من قطاع التصنيع وقطاع الخدمات، بينما حافظت مبيعات المنازل القائمة على قوتها، حيث ارتفعت إلى أعلى مستوى لها في 11 عاماً عند 6.00 مليون وحدة سكنية في أغسطس.