بقلم ياسين إبراهيم
Investing.com – بقي مؤشر داو جونز مثقلاً بالخسائر في النصف الثاني من جلسة اليوم الأربعاء، حيث اجتاح البحر الأحمر وول ستريت في ظل تقارير فصلية جاءت أضعف من التوقعات في الغالب، ووسط ترقب لما ستسفر عنه مجموعة أخرى من التقارير الفصلية المقرر صدورها بعد جرس الأغلاق، بالإضافة إلى قرارات السياسة النقدية من طرف بنك الاحتياطي.
وعند كتابة هذا التقرير، انخفض مؤشر داو جونز بـ 630 نقطة، أو ما يعادل 1.28٪، ليشير إلى 30,353 نقطة. أما مؤشر إس إن بي فلقد سقط بنسبة 1.56٪ او ما يعادل 60 نقطة، بينما بلغت خسائر مؤشر نازداك 1.15٪ أو ما يعادل 157 نقطة.
وانخفض سهم بوينغ (NYSE:BA) الذي يعتبر عنصراً رئيسياً في مؤشر داو جونز، بأكثر من 4٪ بعد تسجيل خسارة فصلية أكبر من المتوقع، بلغت 15.25 دولار للسهم. وكان السبب الرئيسي وراء هذه الخسارة، هو منع طيران طراز 737 ماكس الذي كلف الشركة نحو 8.3 مليار دولار، والتأخير في برنامج طراز إكس 777.
كما سقط سهم ستاربكس (NASDAQ:SBUX) بأكثر من 6٪ بعد أن أعلنت سلسلة المقاهي عن انخفاض مبيعات ذات المتجر في الولايات المتحدة بنسبة 5٪ خلال الربع الأول من السنة المالية، بسبب تأثير القيود المفروضة بهدف الحد من انتشار فايروس كورونا.
وتعرض قطاع صناعة الرقائق أيضاً للضغط، حيث انخفض بأكثر من 2٪، مدفوعاً بتراجع سهم AMD (NASDAQ:AMD) على الرغم من تسجيل الشركة أرباحاً أفضل من المتوقع بلغت 52 سنتاً للسهم.
ولكن من خالف الاتجاه العام كان سهم مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT)، الذي ارتفع بأكثر من 1٪ بعد الإعلان عن أرباح قدرها 2.04 دولار للسهم، والتي تفوقت بشكل ملحوظ على تقديرات المحللين بفضل النمو في أعمالها وحدة (أزور) للحوسبة السحابية.
ومهدت أرقام مايكروسوفت القوية الطريق للمزيد من القوة من طرف عمالقة التكنولوجيا أو ما يسمى الـ (بيغ تيك) والذين سيصدرون بيانتهم خلال الـ 24 ساعة القادمة. وتتضمن القائمة شركات عملاقة ستعلن عن نتائجها، من ضمنها آبل (NASDAQ:AAPL)، الشركة الأكثر قيمة سوقية في العالم، ونجمة قطاع السيارات الكهربائية تسلا (NASDAQ:TSLA)، بالإضافة إلى عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك (NASDAQ:FB)، والتي ستعلن جميعها عن البيانات الفصلية بعد جرس الإغلاق مساء اليوم.
ومع اقتراب صدور تقرير تسلا بعد ساعات معدودة من الآن، خصص المحللون إرشادات تحدد كيفية النظٍر إلى أرقام التسليم كمقياس أساسي لقصة نمو السيارة الكهربائية. ففي تقرير لبنك كريدي سويس (SIX:CSGN) كتب المحللون: "يمكن أن يكون الدليل الإيجابي لعمليات التسليم لعام 2021، جنباً إلى جنب مع التعليقات التي من شأنها تعزيز قصة النمو، بمثابة حافز إيجابي للسهم، على الرغم من تقييمه القوي".
وكان قطاع الطاقة هو القطاع الوحيد الذي تحرك في المنطقة الخضراء حيث ارتفعت أسعار النفط بعد أن أصدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقريرها الأسبوعي الرسمي المعتاد لمخزونات النفط في البلاد، والذي أظهر أن مخزونات النفط الخام قد تراجعت بواقع 9.9 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما جاء على العكس من توقعات المحللين الذين يتابعهم موقع Investing.com والذين كانوا يتوقعون ارتفاع المخزون بواقع 430 ألف برميل.
ومن بين أبرز الأخبار في وول ستريت لهذا الأسبوع، لم تظهر أي علامات هدوء على التقلب الشديد الناتج عن الحرب المثيرة بين البائعين على المكشوف القادمين من وول ستريت، وجيش متداولي التجزئة المتجمعين حول منتدى ريديت المسمى r/wallstreetbets.
وتسببت هذه الحرب الفريدة من نوعها في إجبار صندوقين استثماريين هما ميلفين كابيتال وسيترون ريسيرش إلى إغلاق مراكز بيع على المكشوف، على سهم غيمستوب (NYSE:GME) بخسائر فادحة بعد ارتفاع خيالي في السهم بنسبة 700٪. وكان الحال مشابهاً في سهم AMC الترفيهية (NYSE:AMC)، حيث تعرض البائعون على المكشوف أيضاً لمذبحة بعد صعود السهم بأكثر من 200٪.
وبعد أن أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي على سياسته النقدية دون تغيير في قرار صدر قبل دقائق، تتوجه الأنظار الآن إلى المؤتمر الصحفي لرئيس البنك جيروم باول بشأن الاقتصاد والسياسة النقدية، والذي سينطلق بعد دقائق، وتحديداً عند الساعة 2:30 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي.
البيت الأبيض يراقب الوضع بخصوص سهم جيم ستوب وشركات أخرى
هل يشهد سوق المال العالمي ثورة من نوع آخر؟ أسهم أمريكية تتحرك بجنون