Investing.com - أن تحقق ثروة في عصر العملات الرقمية والقفزات الجنونية لبعض الأسهم المضاربية، لم يعد بالأمر الصعب بيد أن تلك الثروة كما جاءت سريعا قد تذهب سريعا.
لكن أن تصبح من أغنى أثرياء العالم وفقا لمبادئ يعلمها الجميع وقناعات لم تتخلى عنها، هذا ما يجعل من هذا الرجل أسطورة حقيقية في وول ستريت.
يتصف بالحرص الشديد على المال وقلة الإنفاق، رغم ثروته المهولة يعيش في نفس المنزل منذ عام 1958، جمع 94% من ثروته بعد بلوغه الستين. على الرغم من امتلاكه لحساب على موقع تويتر، إلا أنَّه لم يُغَرِّد عليه قط، بل يديره أحد الأصدقاء.
عاجل: مؤشر داو جونز ينطلق لمستويات قياسية، بفضل حزمة التحفيز
وارن بافيت العجوز الذي تجاوز عمره 90 عاما، بات سادس أغني أثرياء العالم بنهاية تعاملات أمس الأربعاء بعدما تخطت ثروته حاجز الـ 100 مليار دولار. تلك الثروة لم يجنيها بافيت من العملات المشفرة او القفزات الجنونية لبعض من الأسهم المضاربية، لم يجنيها من تغريداته عبر تويتر الذي يمتلك عليه حساب إلا أنه لم يغرد عليه قط مباشرة.
وارتفعت ثروة المستثمر الأمريكي وارن بافيت لتتخطى 100 مليار دولار، ليصبح سادس عضو في قائمة الأغنياء الذين تتجاوز ثروتهم هذا الحاجز. وأظهر مؤشر بلومبرج للمليارديرات وقائمة فوربس 400 العالمية، أن ثروة مؤسس بيركشاير هاثاواي بلغت 100.4 مليار دولار بنهاية يوم الأربعاء، مع صعود سعر سهم الشركة. ونجح سهم شركة بيركشاير هاثاواي في الصعود بنسبة 15% منذ بداية هذا العام، متفوقاً على أداء مؤشر S&P 500 الذي ارتفع 3.8% في نفس الفترة.
وفي نهاية جلسة الأربعاء، ارتفع سهم بيركشاير هاثاواي بنسبة 1.9% ليصل إلى 398.840 ألف دولار، بقيمة سوقية 608.1 مليار دولار.
عاجل: سهم أمريكي يقفز بأكثر من 60% في أول يوم تداول بعد الاكتتاب العام
من هو؟
وارن بافيت رجل أعمال ومُسْتَثْمِر، عبقري اقتصادي وأحد أغنى رجال الأعمال وأكثرهم تقديرًا على مستوى العالم. تمتلك مجموعته الاستثمارية بيركشير هاثاواي أسهمًا في أكثر من 60 شركة تجارية مختلفة.
أسس شركة بافيت المحدودة Buffett Partnership Ltd عام 1956، وبحلول عام 1965 تولَّى إدارة مجموعة شركات بيركشاير هاثاواي الاستثمارية Berkshire Hathaway .
وُلِدَ رجل الأعمال والمُسْتَثْمِر وارين إدوارد بافيت Warren Edward Buffett أثناء مرحلة الكساد العظيم التي مرَّت بها أمريكا، في 30 أغسطس، عام 1930، في مدينة أوماها بولاية نبراسكا الأمريكية. عَمِلَ والده، هاوارد Howard، سمسارًا للأسهم المالية، وكان عضوًا في الكونجرس (مجلس النواب) الأمريكي.
قام وارين بأوَّل استثمار وهو في الحادية عشرة من عمره، بشرائه لثلاثة أسهم في شركة Cities Service بسعر 38$ للسهم. وسُرعان ما انخفض سعر السهم إلى 27$، إلا أن بافيت تمسَّك بأسهمه بشدة حتى بلغ سعرها 40دولار.
حصل بافيت على ربحٍ ضئيل من بيع الأسهم، لكنَّه نَدِمَ على هذا القرار عندما ارتفع سعر أسهم Cities Service فيما بعد ليصل سعر السهم إلى 200$، وقد ذكر هذه التجربة مؤخرًا موضحًا أنها درسًا مُبكرًا لتعلُّم الصبر في الاستثمار.
عاجل: وارن بافيت يخرج من سوق "الذهب" نهائيًا، بصحبة هذا العملاق
عند بلوغ بافيت السادسة عشر من عُمره، التحق بجامعة بنسلفانيا لدراسة التجارة. دَرسَ هناك لمدة عامين، ثُمَّ انتقل إلى جامعة نبراسكا لاستكمال درجة البكالوريوس. تخرَّج من الجامعة في سن العشرين، وكانت ثروته حينئذٍ تُقَدَّر ب 10,000دولار جناها من أعماله التجارية أثناء مرحلة الطفولة.
تأثَّر بافيت بكتاب بنجامين جراهام Benjamin Graham "المُسْتَثْمِر الذكي The Intelligent Investor"، مما جعله يلتحق بكلية كولومبيا للأعمال؛ حتى يدرس على يد هذا الاقتصادي والمُسْتَثْمِر الشهير.
بعد حصوله على درجة الماجستير عام 1951، عَمِلَ بافيت في بيع السندات لدى شركة بافيت-فالك وشركاه Buffett-Falk & Company لمدة ثلاثة أعوام، ثُمَّ عَمِلَ لدى أستاذه كمحلل سندات في شركة جراهام-نيومان Graham-Newman Corp لمدة عامين.
في عام 1956، أسس شركة بافيت المحدودة Buffett Partnership Ltd في مسقط رأسه بمدينة أوماها. نجح بافيت في التعرُّف على الشركات المُقَدَّرة بأقل من قيمتها والتي جعلت منه مليونيرًا، مُستعينًا بالتقنيات التي تعلمها من أستاذه جراهام.
عاجل - بلومبرج: "برنت سيصل لـ 100$؟" ووران بافيت يدخل أسهم الطاقة
بيركشاير هاثاوي (NYSE:BRKb)
ومن ضمن الشركات التي قدَّرها بافيت، كانت شركة منسوجات تُدْعَى بيركشير هاثاواي Berkshire Hathaway. بدأ في تجميع أسهم هذه الشركة في بداية الستينات، وبحلول عام 1965 كان قد امتلك الشركة. برغم نجاح شركة بافيت، إلا أنَّه حَلَّ الشركة عام 1969؛ ليتفرَّغ لتطوير شركة بيركشير هاثاواي.
شَرَعَ في إلغاء قسم صناعة المنسوجات تدريجيًا، واعتمد على توسيع الشركة عن طريق شراء أسهم في مجال الإعلام. مثل: جريدة الواشنطن بوست The Washington Post، وفي مجال التأمين، مثل: شركة جيكو GEICO، وفي مجال الطاقة، مثل: إكسون Exxon Mobil Corp (NYSE:XOM). واشترى مؤخرًا أسهم في شركة شيفرون (NYSE:CVX).
حقق "عَرَّاف أوماها" نجاحًا باهرًا، حتى أنه تمكَّن من تحويل بعض الاستثمارات البخسة جدًا إلى ذهب، ومن أشهرها شراءه لشركة الإخوة سالومون Salomon Brothers والتي كانت تعاني من الفضائح في عام 1987.
إيلون ماسك يسجل مكاسب جنونية، تعجز دولا عن تحقيقها، الرقم مفزع
عقب استثمارات بيركشير هاثاواي المؤثرة في شركة كوكاكولا (LON:CCH) Coca-Cola، أصبح بافيت مديرًا للشركة من عام 1989 إلى 2006. كما كان مديرًا لمجموعة سيتي القابضة للأسواق العالمية Citigroup Global Markets Holdings، ولشركة جراهام القابضة Graham Holdings Company، ولشركة جيليت The Gillette Company.
في يونيو 2006، أعلن بافيت عن تبرعه بجميع ثروته لصالح الأعمال الخيرية، مُخصصًا 85% من ثروته لمؤسسة بيل وميلندا جيتس Bill and Melinda Gates Foundation.
واعْتُبِر هذا التبرُّع من أعظم أعمال السخاء الخيري في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. في عام 2010، أعلن بافيت وجيتس تأسيسهما لحملة عَهْد العطاء The Giving Pledge؛ لحث المزيد من الأثرياء على المساهمة في الأعمال الخيرية.
في فبراير 2013، ساهم بافيت مع مجموعة 3G Capital الاستثمارية في شراء شركة هاينز H. J. Heinz بقيمة 28 مليار دولار. ومن ضمن الشركات الأخرى التي استحوذت عليها بيركشير هاثاواي: شركة صناعة البطاريات دوراسيل Duracell ومجموعة كرافت (NASDAQ:KHC) للأغذية Kraft Foods Group، والتي اندمجت مع هاينز في عام 2015، لتُصْبِح بذلك ثالث أكبر شركات الأغذية والمشروبات الغازية في شمال أمريكا.
عاجل: أهم تصريحات وارن بافيت للمستثمرين "لا تراهن ضد الاقتصاد الأمريكي."