Investing.com - اضطربت الأسواق خلال الأسبوع الجاري خشية تشديد الاحتياطي الفيدرالي السياسة النقدية. وتتمتع الأسواق التي سجلت أرقام قياسية لعام ونصف تقريبًا الآن من سياسات مالية شديدة التيسير مع معدلات فائدة صفرية، ومشتريات شهرية من السندات للاحتياطي الفيدرالي بـ 120 مليار دولار. يضاف إلى الصورة حزم التحفيز التريليونية التي أقرتها حكومتي الرئيس السابق، دونالد ترامب، والرئيس الحالي، جو بايدن.
أسهمت تلك الحزم في تهدئة المخاوف، وساعدت السوق على المرور من أسوأ أزمة مالية تمر في التاريخ الحديث جراء فيروس كورونا الذي تسبب بالإغلاق العام للعالم كله.
ولكن بعد عامٍ من التيسير المفرط ظهرت علامات التضخم القوي على الاقتصاد الأمريكي، مع ارتفاع التضخم، في آخر القياسات، لأعلى المستويات منذ عام 1993.
وخرج محضر اجتماع الفيدرالي يوم الأربعاء مشيرًا إلى أن الفيدرالي لا يرى تحسن بالدرجة الكافية لوقف التيسير المالي الآن، ولكن لو استمرت وتيرة التعافي كما هي، سيكون من المناسب الحديث عن تشديد السياسة النقدية في وقت مبكر عمّا كان متوقع مسبقًا.
ويرى استراتيجيو 3 شركات في تصريحات لرويترز أن السوق لن يلاقي التشديد بموجة غضب عارمة كما حدث سابقًا في 2013، رغم أن الفيدرالي سيناقش مشتريات السندات في اجتماع جاكسون هول خلال أغسطس المقبل.
يرى دافيد تاشو، من إنفيكسو بهونج كونج، أن المستثمرين في الولايات المتحدة سيتجاهلون إعلان الفيدرالي عن تشديد السياسة النقدية؛ تدير إنفيسكو (NYSE:IVZ) أصول بقيمة 1.4 تريليون دولار من حول العالم.
يضيف تشاو: "أحسن الفيدرالي مهمة إيصال رسالته حول السياسة النقدية، والقرارات المستقبلية، لذا لا أعتقد أن هناك أي حالة من حالات عدم اليقين."
بينما يرى جون فايل، رئيس الاستراتيجية الدولية بنيكو الدولة لإدارة الأصول، أن الفيدرالي سيصدر قراره في سبتمبر.
يقول فايل إن محضر الفيدرالي لم يغير رأي أي حد في السوق حيال بداية تشديد السياسة النقدية.
بينما يقول، مارسيليو أسلاين، من ويليام بلاير، وفق رويترز، إن الاقتصادات المتقدمة (SE:2330) ستشرع تدريجيًا في تطبيع السياسة النقدية، مع تلاشي ضغوط التضخم، مع خفوت تداعيات اختناقات سلاسل الإمداد.
ويرى أسلاين اختلافات بين الآن وبين 2013، بما فيها تركز محافظ المستثمرين في عملات وسندات الأسواق الناشئة، والتحوطات والتوازن الموجود بمحافظ المستثمرين، كما أن الفيدرالي يحسن الآن إيصال رسالته.
وإجمالًا سيكون التأثير خافت هذه المرة.
ويرى فايل وتشاو بأن الأسهم الأمريكية ستنهي عام 2021 مرتفعة ارتفاع هامشي عن المستويات الحالية، ويعود الدولار لمستويات 110 مقابل اليوم، بينما يعود لـ 1.21 مع اليورو.
ويتوقع فايل ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لـ 1.5%، فيما يرى مديرون آخرون ارتفاع أقوى للعوائد، ويرونها أيضًا حركة مؤقتة؛ أي ارتفاع للعوائد يضغط على سعر الذهب.