Arabictrader.com - تكبد سوق الأسهم الأمريكية خسائر أسبوعية حادة بختام تعاملات الأسبوع المنتهي في 16 فبراير، وللمرة الأولى منذ 5 أسابيع ماضية؛ حيث فقد مؤشر ناسداك التكنولوجي نحو 276.42 نقطة أي انخفض بنسبة 1.54%، ليستقر قرب المستوى 15,775.65 نقطة بنهاية جلسات الأسبوع المنتهي.
وكذلك، أنهى مؤشر S&P 500 جلسات الأسبوع منخفضا بنسبة 0.42%، ولكنه لا يزال أعلى المستوى القياسي البالغ 5000 نقطة للمرة الرابعة على التوالي منذ بداية العام بفضل قوة نتائج الأعمال الفصلية والسنوية للشركات المدرجة بالمؤشر علاوة على تزايد تفاؤل الأسواق حيال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما سجل داو جونز الصناعي خسائر أسبوعية بمقدار 43.70 نقطة منخفضا بنحو 0.11%، ليستقر عند 38,623.64 نقطة بختام الأسبوع.
أبرز أسباب انخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية بتداولات الأسبوع
جاءت خسائر سوق الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع؛ على خلفية ضعف شهية المخاطرة بسوق الأسهم وتراجع معنويات المستثمرين للمخاطرة؛ حيث ارتفع مؤشر (VIX) لأداء التقلبات بالسوق الأمريكي بنسبة 10.13% خلال الأسبوع الماضي، وذلك نتيجة لتزايد التوقعات بعدم تسرع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبدء في خفض سعر الفائدة؛ حيث أدركت الأسواق بأن معركة كبح التضخم الأمريكي لم تنته بعد.
وفي السطور التالية، يمكن إيضاح ما الذي أثار هذه التوقعات وكيف أثرت على أداء الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع:
أولا: صدور بعض البيانات الاقتصادية الهامة
عززت البيانات الاقتصادية الصادرة بالأسبوع الماضي الزخم الهبوطي لأداء الأسهم الأمريكية وعلى رأسها بيانات التضخم وأسعار المنتجين خلال شهر يناير الماضي، وفي هذا الصدد، كشفت البيانات الرسمية عن نمو التضخم الأمريكي السنوي إلى 3.1% بالمقارنة مع 3.4% المسجلة في ديسمبر، علما بأن التوقعات قد رجحت تباطؤ نمو التضخم إلى 2.9%.
وفي نفس الوقت، استقر معدل التضخم الأمريكي الأساسي السنوي (والذي يستبعد أسعار الطاقة والغذاء)، عند نفس المستوى المسجل بشهر ديسمبر والبالغ 3.9% بأعلى من توقعات الأسواق التي رجحت تباطؤه إلى 3.7%.
وأيضا، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بنحو 0.9% على أساس سنوي، وهو أعلى من التوقعات بتسجيله حوالي 0.6%، وذلك بعدما سجلت القراءة السابقة للمؤشر نحو 1.0% بنهاية ديسمبر الماضي، وكذلك، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي الأساسي السنوي بحوالي 2.0% في يناير بالمقارنة مع 1.7% المسجلة بشهر ديسمبر، كما جاءت القراءة أعلى من توقعات الأسواق، والتي أشارت إلى نمو المؤشر بنسبة 1.6%.
وفي نفس السياق، سجلت البيانات الأولية لتوقعات التضخم الصادرة عن جامعة ميتشجان ما يعادل 3.0% في فبراير الجاري، وهي أعلى من القراءة السابقة للمؤشر والتي سجلت حوالي 2.9% خلال يناير الماضي.
ولقد أظهرت البيانات الأخيرة مدى صعوبة معركة كبح التضخم المرتفع، بما دفع أسواق الأسهم للاعتقاد بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لن يتعجل لخفض أسعار الفائدة بأي وقت قريب، وبالتالي، سيحافظ البنك المركزي الأمريكي على سياسته النقدية المتشددة وسط التضخم المرتفع، لذا تضرر أداء الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع.
ثانيا: ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية
وبالإضافة إلى ما سبق، تكبدت الأسهم الأمريكية خسائر ملحوظة على إثر الارتفاع القوي الذي حققته عوائد سندات الخزانة الأمريكية بالأسبوع الماضي، حيث وصلت أرباح عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات القياسي إلى 2.54%، بما عزز الزخم الهبوطي لتحركات مؤشرات الأسهم الأمريكية في ظل العلاقة العكسية بين الأسهم والسندات.