من أندريا شلال وبرناردو كارام وليكا كيهارا
ساو باولو/برازيليا/طوكيو (رويترز) - يستعد مسؤولون ماليون من دول مجموعة العشرين لتنحية الأمور الجيوسياسية جانبا والتركيز على القضايا الاقتصادية العالمية عندما يجتمعون بمدينة ساو باولو في البرازيل هذا الأسبوع، وذلك في ظل الانقسام بين بلدانهم فيما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية على غزة.
وذكر مصدر في الحكومة البرازيلية ومصدران مطلعان على مسودة البيان الختامي أن البرازيل، الحريصة على ضمان عقد اجتماع مثمر يشهد توافقا في الآراء يتعلق بالأولويات الاقتصادية الرئيسية، اقترحت بيانا ختاميا أقصر بكثير من البيانات الصادرة في السنوات الماضية -وهي خطوة جرى التفاوض عليها بالفعل مع أعضاء آخرين.
وتترأس الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية مجموعة العشرين حاليا.
وذكرت المصادر أن المسودة الأحدث، التي لا تزال قيد الصياغة، تشير إلى مخاطر التفكك والصراعات العالمية بشكل عام، لكنها تغفل أي إشارة مباشرة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا أو حرب إسرائيل وغزة.
وسيجتمع مسؤولو المالية ومحافظو البنوك المركزية من الولايات المتحدة والصين وروسيا وأكبر الاقتصادات الأخرى في العالم في ساو باولو للنظر في التطورات الاقتصادية العالمية وسط تباطؤ النمو والضغوط المتزايدة لأعباء الديون القياسية والمخاوف من احتمال عدم ترويض التضخم وبالتالي بقاء أسعار الفائدة مرتفعة.
وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا منذ نحو عامين تقريبا في تعكير صفو مجموعة العشرين وكشف عن خطوط صدع قائمة منذ فترة طويلة داخل المجموعة وأحبط جهودا يبذلها مسؤولو المجموعة للتوصل إلى توافق في الآراء حول أي بيان ختامي أو أي بيان بعد اجتماعاتهم.
واختارت الهند وإندونيسيا، اللتان ترأستا مجموعة العشرين قبل البرازيل، إصدار بيانات تلخص نقاط الاتفاق وتشير إلى الأصوات المعارضة -وتحديدا روسيا- ولكن حتى ذلك قد يكون صعبا نظرا للانقسامات الحادة حول الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر في غزة.
وقال مصدر في مجموعة السبع إن البرازيل والسعودية وجنوب أفريقيا انتقدت صراحة الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ الهجوم المباغت الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة. وأدت الهجمات الإسرائيلية الانتقامية إلى مقتل أكثر من 29 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة.
ومن ناحية أخرى، استخدمت الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي حق النقض ضد مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحماس، وعرقلت المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ودفعت بدلا من ذلك نحو هدنة مؤقتة مرتبطة بالإفراج عن الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس.
وقال المسؤول البرازيلي إن الخلافات العميقة حول حرب غزة تتطلب اتباع نهج مختلف هذا العام، مضيفا "إذا طرح الموضوع، فلن يكون هناك توافق في الآراء".
وترغب البرازيل في التركيز في المناقشات هذا الأسبوع على القضاء على عدم المساواة والجوع والتركيز كذلك على إصلاح نظم الضرائب الدولية ومواجهة ضغوط الديون السيادية والعمل على تحقيق التنمية المستدامة.
(إعداد أميرة زهران للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد)