Investing.com - ارتفع سعر سهم إنفيديا عند إغلاق أمس الثلاثاء بـ 6.5% ليغلق عند 116.14 دولارًا وقت كتابة التقرير (قمة أسبوعين) ونجحت إنفيديا في الصعود بـأكثر رمن 17.4% في آخر 7 أيام، إلا أنها لم تنجح بعد في محو خسائر هذا الشهر التي تسجل وقت كتابة هذا التقرير هبوطًا بـ 9.5%.
وتُعد إنفيديا هي حجر أساس ثورة الذكاء الاصطناعي وينظر الجميع إلى بياناته الفصلية باعتبارها دلالة وإشارة إلى استمرار حملة صعود الأسواق وأسهم الذكاء الاصطناعي أو بداية "انفجار" فقاعة الذكاء الاصطناعي، كما يحب الدببة وصف حالة الصعود العنيفة للأسهم التكنولوجية خلال 2023 و2024.
وحتى الآن يمكن رؤية أن تبني الذكاء الاصطناعي مستمر، ولكن بعض المستثمرين يخشون أن هذا الاتجاه قد بدأ يتجاوز ذروته. المخاوف بشأن الاقتصاد وضعف أسهم الذكاء الاصطناعي ساعدت على دفع مؤشر ناسداك المركب إلى منطقة التصحيح في وقت سابق من هذا الشهر، ومع تقييمات الأسهم المرتفعة، يعتقد البعض أن هناك تراجعات أخرى قد تكون قادمة.
نتيجة لكل ما سبق ستكون وول ستريت ستكون في حالة ترقب شديدة لنتائج الربع الثاني من 2024 والمقرر صدورها بعد إغلاق الأربعاء 28 أغسطس، على أمل الحصول على رؤى حول حالة تبني الذكاء الاصطناعي.
توقعات أرباح إنفيديا
ارتفعت مبيعات إنفيديا بشكل هائل منذ بداية عام 2023، مما دفع السهم للارتفاع بنسبة تتجاوز الـ 620% (حتى كتابة هذه السطور)، على الرغم من أنه حالياً أقل بنسبة تزيد عن 22% من أعلى مستوياته.
مع الكثير الذي يعتمد على نتائج إنفيديا الفصلية، يتساءل المستثمرون عما إذا كان الانخفاض الأخير في سعر السهم يمثل فرصة للشراء قبل التقرير المالي المنتظر للشركة. دعونا نستعرض الأدلة المتاحة.
منتجات إنفيديا وأهم ما يسوق الاتجاه
كان المحرك الأكبر لـ إنفيديا خلال الأشهر الـ 18 الماضية هو التبني السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي من قبل مزودي البنية التحتية السحابية الذين هم في أفضل وضع لاستغلال الذكاء الاصطناعي تجارياً. وحدات معالجة الرسومات (GPUs) الخاصة بـ إنفيديا هي المعيار الذهبي لهذه التطبيقات.
نتيجة لذلك، قام مزودو البنية التحتية السحابية، بما في ذلك Amazon Web Services وMicrosoft Azure وGoogle Cloud التابع لـ Alphabet، بترقية مراكز البيانات الخاصة بهم لتوفير القدرة الحاسوبية اللازمة لتشغيل الذكاء الاصطناعي. حتى منصة Meta انضمت إلى هذا الاتجاه، حيث أنشأت واحدة من أفضل النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) لتحقيق الربح من الذكاء الاصطناعي.
الطلب على المعالجات التي تركز على الذكاء الاصطناعي من إنفيديا يظل قوياً بين رواد السحابة، وكل منهم قد أبرز خططه لزيادة الإنفاق الرأسمالي لدعم طموحاتهم في مجال الذكاء الاصطناعي. وهذا يبشر بالخير لـ إنفيديا في الربع الحالي.
المنافسون والشركاء يعلنون عن مبيعات قوية
هناك أدلة إضافية تشير إلى أن نتائج إنفيديا ستكون قوية. وأهمها هو حالة المنافسين ونتائجهم، حيث أعلنت شركة Advanced Micro Devices، المعروفة باسم AMD، هي واحدة من أكبر المنافسين لـ إنفيديا في مجال وحدات معالجة الرسومات، عن نتائج الربع الثاني في نهاية الشهر الماضي، وكانت قوة مبيعاتها المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مفاجأة للعديد من المراقبين في السوق. وبينما نمت الإيرادات بنسبة 9% على أساس سنوي وتجاوزت التوقعات، قفزت مبيعات مركز البيانات إلى مستوى قياسي بلغ 2.58 مليار دولار، بزيادة 115%، مدفوعة بارتفاع الطلب على الذكاء الاصطناعي.
شركة آرم ARM، التي تصنع نوى وحدات المعالجة المركزية الموجودة في العديد من معالجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ إنفيديا، أعلنت عن نتائج إيجابية مماثلة. في الربع الأول من السنة المالية 2025 (المنتهي في 30 يونيو)، أعلنت Arm عن ربع رابع على التوالي من النتائج القياسية. حققت الشركة إيرادات قياسية بلغت 939 مليون دولار، بزيادة 39% على أساس سنوي، نتيجة لإيرادات الترخيص القياسية التي قادها "انتشار الذكاء الاصطناعي".
شركة سوبر مايكرو كومبيوتر SMCI، التي توفر حلول الخوادم والتخزين التي تحتوي على معالجات الذكاء الاصطناعي من إنفيديا وغيرها، حققت نموًا مذهلاً بنسبة 143% على أساس سنوي و38% على أساس ربع سنوي في إيراداتها للربع الرابع من السنة المالية 2024 (المنتهي في 30 يونيو). على الرغم من هذا النمو السريع، أشارت الإدارة إلى استمرار المشاكل المؤقتة في سلسلة التوريد.
الخيط المشترك بين هذه الشركات في مجال الذكاء الاصطناعي هو أن الطلب ظل قوياً في الربع الأخير، مدفوعاً بالاتجاه العالمي للذكاء الاصطناعي. هذا يشير إلى أن مبيعات إنفيديا للربع الثانية من المحتمل أن تكون قوية بشكل مشابه.
يذكر أن سهم إنفيديا قام بعملية تجزئة لأسهمه بواقع 10:1 في 22 مايو، وتظهر أبحاث أجراها محللون في بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) أن الأسهم التي تعلن عن توزيع أسهم تشهد ارتفاعًا بنسبة 25% في المتوسط خلال 12 شهرًا بعد الإعلان عن التوزيع، مقارنةً بارتفاع نسبته 12% لمؤشر S&P 500.
ولكن في الحقيقة منذ أن أعلنت إنفيديا عن توزيع أسهمها في 22 مايو، انخفض السهم فعليًا بنسبة تقارب الـ 19%، حيث طغت المخاوف بشأن حالة الاقتصاد على المحفزات القوية للذكاء الاصطناعي. إذا كان التاريخ يشير إلى أي شيء، فإن إنفيديا لا تزال تتمتع بإمكانية مضاعفة الرقمين.
هل السهم فرصة شراء قبل 28 أغسطس؟
يعتمد عالم المال على المفاجأة، ما دُمنا لا نعرف البيانات فلا شيء أكيد. كل ما سيتم تقديمه في السطور القادمة لا يتخطى كونه مجرد تحليلات لبيانات سابقة وتكهنات بشأن المستقبل. لكن في خلاصة وقبل الولوج إلى المزيد من التفاصيل إذا كنت مؤمنًا بهشاشة السوق الأمريكي وأننا مقبلون على ركود مالي محتم وأن فقاعة الذكاء الاصطناعي بلغت مداها، فبالتأكيد لا داعي للدخول في مثل هذه المخاطرة القوية، فسهم إنفيديا قد يكون من بين الأكثر تضررًا في حالت صدق احساسك، لأنه كان من أقوى الذين جنوا ثمار هذا الصعود الجنوني وطفرة الذكاء الاصطناعي والتبني نتيجة لهيمنته على السوق بأنظمة لم تجد منافس حقيقي لها بعد.
أما فيما يتعلق بالبيانات، فإن حسب آخر بيانات مالية للشركة فإن السهم يتداول أعلى من قيمته الحقيقة، حيث تخبرنا أداة InvestingPro أن القيمة العادلة للسهم دون النظر إلى أي عوامل محيطة أو مستقبلية، هي 98 دولارًا أي أقل بـ 15.5% من السعر الحالي. والقيمة العادلة للسهم تشير بشكل رئيسي إلى درجة المخاطرة التي تتخذها إذا راهنت على صعود طويل الأمد للسهم. وهي في حالتنا مرتفعة وفق آخر بيانات متاحة.
إلا أن في الوقت ذاته فإن متوسط مستهدفات المحللين والبنوك الاستثمارية للسهم هي 140.67 دولارًا أي أعلى من السعر الحالي بـ 25 دولار، وتصل بعض المستهدفات لقيم متطرفة مثل 200 دولار للسهم!
وتضم بعض استراتيجيات ProPicks سهم إنفيديا مما يجعله من بين الأسهم مرتقبة الصعود على المدى القصير.
وفي آخر 10 أيام تداول تلت نتائج الربع الخاصة بسهم إنفيديا نجح السهم في الصعود في 7 مرات مقارنة بـ 3 مرات هبط فيهم.
ويتوقع أن تسجل إنفيديا ربحية سهم تبلغ 0.64 دولارًا وهو أعلى من تحقيقها 0.61 دولارًا في بيانات الربع الأول من 2024.
كذلك يتوقع أن تبلغ أرباح السهم في الربع الثاني 28.535 مليار دولار بزيادة مليارين ونصف عما حققته في الربع الأول وهو 26.044 مليار دولار (وهو ما كان أعلى من التوقعات بحوالي مليار ونصف)
يمكنك رؤية كافة بيانات InvestingPro عن سهم إنفيديا من هنا
الخُلاصة:
لا يتحرك سهم إنفيديا بشكل محدد، فالسهم شديد التقلب رغم الصعود العنيف الذي نجح في تحقيقه في السنوات الأخيرة إلا أنه لا يزال سهم مغامر. يعتمد سهم إنفيديا في حركته على حالة السوق وزخم سوق الأسهم، لذلك فأحداث الاقتصاد الكُلي هي عامل يجب اخذه في الاعتبار عند شراء السهم في هذه المرحلة حيث وصل السهم إلى درجة ما من التشبع، قد لا يراها البعض بلغت قمتها بعض نتيجة أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لم يحقق غايته بعد، لكن البعض الآخر يرى أن هذا القطاع والسوق ككل يجب أن يواجه تصحيحيات أقوى خاصة وسط اقتصاد مهدد بالركود وضعف تجارة المناقلة من الين الياباني ومخاطر جيوسياسية مرتفعة.
إذا كُنت تؤمن بأن ثورة الذكاء الاصطانعي مستمرة فإن شراء سهم إنفيديا هو عنوانك، وإذا كنت تؤمن بالفقاعة فإن سهم إنفيديا قد يكون "أبو الفقاعة" وعليك الحذر منه.