Investing.com - شهدت أسهم الشركات المرتبطة بالعملات الرقمية ارتفاعات ملحوظة في تداولات ما قبل افتتاح السوق يوم الخميس، بعد أن حققت بيتكوين إنجازًا تاريخيًا بتجاوز قيمتها 100,000 دولار لأول مرة خلال تعاملات اليوم.
قفز سهم مايكروستراتيجي (NASDAQ:MSTR) بنسبة 6.1%، بينما ارتفعت أسهم روبن هوود (NASDAQ:HOOD) وكوين بيز جلوبال إنك (NASDAQ:COIN) بنسبة 4.3% و3.5% على التوالي. أما أسهم ماراثون ديجيتال (NASDAQ:MARA) وريوت بلاتفورمز (NASDAQ:RIOT) فقد سجلت زيادات بنحو 6% و4%.
الأمر الذي يجعل أداة InvestingPro الأقوى والأكثر قيمة مقابل السعر هو أنها يمكنها أن تكون معك في أي مكان باللغة العربية. حيث يمنحك الاشتراك في InvestingPro القدرة على تصفح كل خدمات ومعلومات وبيانات الأداة من خلال هاتفك باللغة العربية
مكاسب مذهلة منذ بداية العام
حققت الشركات المرتبطة بالعملات الرقمية مكاسب استثنائية هذا العام. على سبيل المثال، ارتفع سهم مايكروستراتيجي بنسبة هائلة بلغت 542.8% حتى إغلاق الأربعاء. كما صعد سهم روبن هوود بأكثر من 200%، بينما تضاعفت تقريبًا قيمة سهم كوين بيس. ومع ذلك، جاءت مكاسب ماراثون ديجيتال أقل نسبيًا عند 10.5%.
يُعزى هذا الارتفاع الكبير إلى التفاؤل السائد بين المستثمرين بشأن مستقبل العملات الرقمية، وذلك بعد فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات في 5 نوفمبر. يتوقع المستثمرون أن تتبنى إدارة ترامب سياسات تنظيمية أكثر مرونة تجاه الأصول الرقمية، ما يعزز من جاذبية القطاع ويشجع على استثمارات أوسع.
جاء هذا الارتفاع في أسهم شركات الكريبتو بعدما رشّح ترامب، أمس الأربعاء، بول أتكينز، المعروف بموقفه الإيجابي تجاه العملات المشفرة، ليحل محل غاري غينسلر، الذي اتخذ نهجًا متشددًا ضد هذا القطاع بعد انهيار السوق في عام 2022 بسبب فضائح الاحتيال والخسائر الكبرى.
ويُعرف أتكينز بمواقفه المؤيدة لتخفيف القيود التنظيمية على الأسواق المالية، خاصة تلك المتعلقة بالعملات الرقمية.
خلال حملته الانتخابية، وصف ترامب نفسه بـ"مرشح العملات الرقمية"، حيث قبل تبرعات لحملته الانتخابية بمجموعة متنوعة من العملات الرقمية، مثل بيتكوين، إيثيريوم، دوجكوين، وسولانا.
وفي مؤتمر بيتكوين الذي عُقد في يوليو الماضي، تعهّد ترامب، عندما كان مرشحًا، بإنشاء احتياطي وطني لبيتكوين، مؤكداً أن الولايات المتحدة يجب أن تصبح عاصمة للعملات الرقمية وقوة عظمى في هذا المجال أو تواجه خطر التخلف أمام قوى اقتصادية أخرى مثل الصين.
إقبال قوي على صناديق مايكروستراتيجي المتداولة
وفقًا لمذكرة بحثية من بنك جي بي مورغان (NYSE:JPM) يوم الأربعاء، أظهر المستثمرون اهتمامًا كبيرًا بصناديق مايكروستراتيجي المتداولة ذات الرافعة المالية. هذه الصناديق تتيح للمستثمرين تحقيق مكاسب مضاعفة من المؤشرات الأساسية عبر الاستدانة، لكنها تحمل أيضًا مخاطر أعلى.
وأشار الخبير الاستراتيجي نيكولاس بانيجيرتزوجلو في المذكرة إلى أن "التدفقات الواردة إلى صناديق مايكروستراتيجي ذات الرافعة المالية شكلت حوالي ثلث الرقم القياسي البالغ 11 مليار دولار من التدفقات إلى صناديق العملات الرقمية في نوفمبر."
بالرغم من النجاحات، لم تسلم استراتيجية الشركة من الانتقادات. فقد أعلنت "سيترون ريسيرش" الشهر الماضي أنها تتوقع أداءً قويًا للبيتكوين لكنها في المقابل قامت بالبيع على المكشوف لأسهم مايكروستراتيجي. وأشارت "سيترون" عبر منصة X (تويتر سابقًا) إلى أن السهم "مبالغ في قيمته" رغم إشادتها برؤية رئيس الشركة، مايكل سايلور.
علامات سلبية
في الوقت نفسه، تشير بيانات إنفستنغ برو - Investing PRO إلى وجود بعض العلامات السلبية التي قد تؤثر على قيمة السهم في المستقبل. أحد أبرز المؤشرات هو مؤشر القوة النسبية (RSI)، الذي يُظهر أن السهم يقع في منطقة تشبع شراء. مؤشر القوة النسبية هو أداة شائعة في التحليل الفني لقياس سرعة وتغير حركات الأسعار. عندما يشير RSI إلى أن السهم تم شراؤه بشكل مفرط، فهذا يعني أنه قد تم رفع قيمته إلى مستويات أعلى من قيمته الحقيقية، ما قد ينذر بانخفاض محتمل في السعر في المستقبل. تشير هذه الظروف عادةً إلى تصحيح السوق لتقييم السهم المبالغ فيه، وبالتالي يعتبرها العديد من المحللين إشارة سلبية.
إضافة إلى ذلك، يُلاحظ أن تحركات أسعار أسهم مايكروستراتيجي تتسم بالتقلبات الكبيرة، وفقًا لأداة "برو تيبس" المتاحة حصرًا على إنفستنغ برو، حيث توفر هذه الأداة معلومات وبيانات قيمة وحصرية حول أي شركة مدرجة في البورصة، سواء عربية أو عالمية. يعد ارتفاع نسبة بيتا للسهم من المؤشرات التي تُظهر أن السهم أكثر تقلبًا مقارنةً بالسوق بشكل عام. في حالة ارتفاع نسبة البيتا، يتحرك السهم بشكل أكثر دراماتيكية، ما يعني أن قيمته قد تشهد ارتفاعًا كبيرًا خلال فترات انتعاش السوق، لكنها أيضًا قد تتعرض لخسائر كبيرة في حالة انخفاضات السوق. يُعتبر السهم ذو البيتا العالية محفوفًا بالمخاطر، إذ يشير إلى زيادة في المخاطر بالنسبة للمستثمرين، مما يعزز من مخاوف الانخفاض في المستقبل.
هل سهم مايكروستراتيجي معرض لهبوط حاد؟
يبدو أن هناك الكثير من التفاؤل في سعر سهم مايكروستراتيجي، ومع ذلك، تعد عوائد هذا السهم غير متوقعة، لأنها نتاج لأسعار العملات المشفرة والتقلبات. لذلك، يمكن اعتبار مايكروستراتيجي رهانًا مضاربيًا للغاية على ارتفاع أسعار العملات المشفرة ونشاط التداول في إدارة ترامب الثانية.
في هذا السياق، يمكننا الاعتماد على أداة القيمة العادلة من InvestingPro التي تعد من الأدوات المميزة التي تقدمها منصة Investing.com، وهي تهدف إلى مساعدة المستثمرين في تقدير "القيمة العادلة" للأسهم. تعتمد هذه الأداة على دمج نماذج مالية متعددة لتقديم تقدير شامل للقيمة الداخلية للأسهم، مما يسمح للمستخدمين بمعرفة ما إذا كان السهم مقيمًا بأقل من قيمته أو مبالغًا في تقييمه. تُمكّن هذه الأداة المستثمرين من اتخاذ قرارات استثمارية مبنية على بيانات موثوقة دون الحاجة إلى معرفة عميقة بالنماذج المالية المعقدة.
وتشير بيانات إنفستنغ برو إلى أن سهم الشركة مقوم بأعلى من قيمته بشكل ملحوظ، حيث إن لديه مجال للهبوط بنحو 17%، باعتبار أن قيمته العادلة حاليًا عند حوالي 336 دولار، بينما يبلغ سعر السهم بنهاية تعاملات أمس نحو 406 دولار.
عرض اثنين الإنترنت: استغل الخصم الآن وانتهز ارتفاع سوق الأسهم مع أدوات تحديد القيمة العادلة وتحليل تقارير الأرباح عبر الضغط هنا
تعكس هذه التطورات توجهًا قويًا من المستثمرين نحو العملات الرقمية والشركات المرتبطة بها، وسط آمال بأن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التوسع والنمو. ولكن في الوقت ذاته، يثير الارتفاع الكبير في القيم تساؤلات حول ما إذا كانت هذه القفزات مستدامة أم أنها قد تحمل مخاطر فقاعة مالية جديدة.
مع تجاوز بيتكوين حاجز 100 ألف دولار ودخول تدفقات قياسية إلى السوق، يبدو أن عالم العملات الرقمية يقف على أعتاب مرحلة جديدة من الاهتمام المؤسسي والابتكار المالي. السؤال الكبير الذي يلوح في الأفق: هل ستستمر هذه الموجة التصاعدية، أم أن التحديات التنظيمية وتقلبات السوق ستعيد تشكيل المشهد قريبًا؟