مع اقتراب الربع الأول من عام 2024 من نهايته، تشهد أسواق السندات والأسهم العالمية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث حقق مؤشر MSCI للأسهم العالمية ارتفاعًا بنسبة 10% منذ منتصف يناير. وقد جاء هذا الارتفاع في أعقاب تحول في معنويات المستثمرين، حيث انتقلوا من توقعات بتخفيضات متعددة في أسعار الفائدة الأمريكية إلى توقعات أكثر تفاؤلاً، مع توقع بدء تخفيضات أسعار الفائدة في يونيو.
بدأت سويسرا دورة من التيسير النقدي بين الاقتصادات المتقدمة الأسبوع الماضي، ويتوقع المتداولون إلى حد كبير انخفاض تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة من أعلى مستوى لها منذ 23 عامًا في يونيو. وبالمثل، من المتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة على الودائع من 4% في ذلك الوقت. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال هناك ملاحظة تتسم بالحذر، مع إمكانية التوقف مؤقتًا عن خفض أسعار الفائدة إذا ما تعزز النمو الاقتصادي، مما قد يؤدي إلى مزيد من التضييق في سوق العمل وزيادة الأجور والتضخم.
كما شهد هذا الربع أيضًا جنون "شراء كل شيء"، حيث سجل مؤشر السندات الحكومية العالمية أول مكاسب شهرية له هذا العام في مارس. وتجاوزت الأسهم اليابانية أعلى مستوى لها في حقبة الفقاعة في عام 1989، بينما شهدت ديون الأسواق الناشئة مكاسب ملحوظة. يقترب كل من مؤشر S&P 500 ومؤشر STOXX 600 في أوروبا من مستويات قياسية، على الرغم من أن الأسواق الصينية لم تشارك في هذا الاتجاه الصعودي.
تمتعت سندات الأسواق الناشئة الدولية، لا سيما سندات الأرجنتين وباكستان وأوكرانيا ومصر، بعوائد كبيرة، مدعومة بعوامل مختلفة بما في ذلك توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية والدعم المالي من المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي.
وفي السلع، أدى نقص المعروض إلى ارتفاع العقود الآجلة للكاكاو إلى مستويات قياسية. أما مؤشر الدولار، الذي يعكس قيمة العملة الأمريكية مقابل العملات الرئيسية الأخرى، فقد ارتفع بنسبة 3% تقريبًا خلال هذا الربع، مما أدى إلى الضغط على أسواق الاقتصادات الرئيسية والنامية على حد سواء. ويجري تداول الين الياباني بالقرب من أدنى مستوياته في 34 عامًا، مع تكهنات بشأن تدخل محتمل من السلطات اليابانية.
وقد ارتفعت أسعار خام برنت بنسبة 13% خلال هذا الربع، وذلك في أعقاب التوقعات المتفائلة للنمو العالمي والطلب على النفط من صندوق النقد الدولي ووكالة الطاقة الدولية.
وقد كشف استطلاع حديث أجراه دويتشه بنك عن انقسام في التوقعات بين المستثمرين، حيث لا يتوقع نصفهم تقريبًا حدوث ركود في الولايات المتحدة ويتوقعون أن يظل التضخم فوق هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% بحلول نهاية عام 2024. كما أشار الاستطلاع أيضًا إلى اعتقاد أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع بأن مؤشر S&P 500 من المرجح أن يشهد انخفاضًا بنسبة 10% بدلاً من ارتفاع مكافئ.
وفي الوقت الذي يتعامل فيه المستثمرون مع هذه الإشارات المتضاربة، تظل الأسواق المالية حساسة لاتجاهات التضخم وتوقيت التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة.
ساهمت رويترز في هذا المقال.هذا المقال تمت كتابته وترجمته بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتم مراجعتها بواسطة محرر. للمزيد من المعلومات انظر إلى الشروط والأحكام.