أقوى صفقة للعام: انتهز خصم يصل لـ 60% على InvestingProاحصل على الخصم

إسرائيل تتكبد أكبر خسائر في غزة منذ أكتوبر وتواجه عزلة دبلوماسية

تم النشر 13/12/2023, 06:00
© Reuters
USD/ILS
-
GILD
-

من نضال المغربي وفادي شناعة وإميلي روز

القاهرة/غزة/القدس (رويترز) - أعلنت إسرائيل يوم الأربعاء تكبدها أكبر خسائر في أكثر من شهر بعد نصب كمين لقواتها بقطاع غزة في وقت تواجه فيه عزلة دبلوماسية متزايدة مع ارتفاع عدد القتلى من المدنيين وتفاقم كارثة إنسانية في القطاع.

ويدور قتال عنيف في شمال القطاع وجنوبه بعد يوم من مطالبة الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن قصف إسرائيل "العشوائي" للمدنيين ينال من الدعم الدولي لها.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش سيقاتل على الرغم من الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار.

وذكر نتنياهو للجنود في غزة عبر أجهزة اتصال لاسلكية "سنواصل حتى النهاية، حتى النصر، حتى القضاء على حماس". وتابع "أقول هذا في مواجهة ألم عظيم، لكن أيضا في مواجهة ضغوط دولية. لن يوقفنا شيء".

وأعلنت إسرائيل أن عشرة من جنودها قُتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية من بينهم ضابط برتبة كولونيل في لواء جولاني للمشاة ولفتنانت كولونيل قاد كتيبة في لواء جولاني. وهذه هي أكبر خسائر في صفوف القوات الإسرائيلية في يوم واحد منذ مقتل 15 في 31 أكتوبر تشرين الأول.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن أغلب القتلى سقطوا في حي الشجاعية بمدينة غزة شمال القطاع حيث نُصب كمين للقوات وهي تحاول إنقاذ مجموعة أخرى من الجنود الذين هاجموا مقاتلين في أحد المباني.

وقال مسؤول بالجيش إن إسرائيل دفعت "ثمنا غاليا جدا" في الحادث.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن الحادث أظهر أن القوات الإسرائيلية لن تتمكن أبدا من إخضاع غزة. وتابعت حماس "نقول للصهاينة بأن قيادتكم الفاشلة لا تلقي أي اعتبار لحياة جنودكم الذين يقتلون ويصابون يوميا بالعشرات، ولا خيار لكم سوى الانسحاب من غزة، فكلما زادت مدة تواجدكم فيها كلما زادت فاتورة قتلاكم وخسائركم، وستخرجون منها تجرون ذيل الخيبة والخسران بإذن الله".

وذكر إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في خطاب تلفزيوني أن أي ترتيبات مستقبلية في غزة من دون حماس "وهم وسراب".

* البيت الأبيض يرجئ بيع بنادق

حظيت إسرائيل بتعاطف من قوى عالمية عندما بدأت حملة للقضاء على حماس بعدما شن مقاتلو الحركة هجوما عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول وقالت إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، إلى جانب احتجاز 240 رهينة.

لكن منذ ذلك الحين، تفرض إسرائيل حصارا مطبقا على القطاع ودمرت مناطق واسعة منه. وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الأربعاء إن 18608 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 50594 آخرون في الضربات الإسرائيلية على غزة. ويخشى أن يكون الآلاف مفقودين تحت الأنقاض أو أن خدمات الإسعاف غير قادرة على الوصول لهم.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في منشور على منصة إكس يوم الأربعاء إن ما لا يقل عن 288 نازحا في الملاجئ التي تديرها الوكالة لقوا حتفهم في غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وقال مصدران مطلعان إن إدارة بايدن سترجئ بيع أكثر من 20 ألف بندقية أمريكية الصنع لإسرائيل بسبب مخاوف من تزايد هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وقصفت طائرات مجددا قطاع غزة وقال مسؤولون في وكالات إغاثة إن حلول الطقس الشتوي الممطر يفاقم تدهور الوضع الذي تعانيه مئات الآلاف من الأسر بينما تنام في خيام بدائية. والأغلبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة باتوا مشردين.

وسعى مئات الآلاف من الأشخاص إلى العثور على مأوى في رفح عند الطرف الجنوبي للقطاع. وكانت جثث أفراد عائلة، من بينهم عدة أطفال صغار، قُتلوا في غارة جوية يوم الثلاثاء ملقاة تحت المطر في أكفان بيضاء ملطخة بالدماء بينما كانت جثة لطفل حديث الولادة ملفوفة ببطانية وردية اللون.

* شواهد قبور متناثرة

جمع أحمد أبو رياش جثتي ابنتي شقيقته سما وسارة، وعمرهما خمس وسبع سنوات. وبينما كان يسير في الشارع حاملا جثة إحدى الفتاتين، سحب أحد أقاربه الكفن وصرخ "هدول أطفال! أطفال! هما بيقتلوا حدا غير الأطفال؟ لا! أطفال أبرياء قتلوهم بأيديهم القذرة!".

وفي مدينة خيام في رفح، قالت ياسمين مهنى إنها استيقظت ليلا لتجد طفلها الأصغر البالغ من العمر سبعة أشهر مبللا. وتتقاسم أسرتها المكونة من خمسة أفراد غطاء واحدا بعد أن دمرت غارة جوية إسرائيلية منزلهم وفقدوا أحد أطفالهم فضلا عن جميع ممتلكاتهم.

وذكرت وهي تعلق الملابس المبللة خارج خيمتها "الدار انهدمت، والولد استشهد، وطلعت براسي، وهذا خامس مكان أصل فيه، بدون شنطة، وأنا (بملابس) نص كم".

وتسنت أيضا رؤية آثار الهجوم البري الإسرائيلي في مقبرة بحي جباليا بالفالوجة في شمال قطاع غزة. وأحدثت الدبابات حفرا في الأرض لتحطم بعض القبور وتتناثر شواهدها.

ومنذ انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعا في أول ديسمبر كانون الأول، وسّعت القوات الإسرائيلية حملتها البرية من شمال قطاع غزة إلى الجنوب باقتحام مدينة خان يونس الجنوبية الرئيسية.

وفي تلك الأثناء، لم يهدأ القتال وسط الركام في شمال القطاع حيث أعلنت إسرائيل من قبل أنها حققت أغلب أهدافها العسكرية.

وفي جنوب القطاع، تقدمت قوات إسرائيلية اقتحمت خان يونس في الأيام القليلة الماضية صوب قلب المدينة، وقال ساكن بالمدينة يدعى أبو عبد الله لرويترز إن إسرائيل جاءت بجرافات ودمرت الطريق قرب منزل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة في خان يونس.

وفي وسط رفح بجنوب قطاع غزة، قال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 13 شخصا قتلوا في ضربة إسرائيلية أصابت منزلين.

والمستشفيات في شمال القطاع توقفت عن العمل إلى حد كبير وفي الجنوب تكتظ بما يفوق طاقتها بالجثث والمصابين الذين يصلون بالعشرات ليل نهار.

وقال الدكتور كريس هوك وهو طبيب بريطاني أرسلته منظمة أطباء بلا حدود لمستشفى ناصر في خان يونس لرويترز "الأطباء وأنا منهم يخطون فوق جثث أطفال لمعالجة أطفال معرضين للموت".

وتقول إسرائيل إنها تشجع دخول مزيد من المساعدات للقطاع عبر الحدود المصرية وتعلن يوميا فترات توقف لأربع ساعات في العمليات قرب رفح لمساعدة المدنيين على الوصول للمساعدات. وتقول الأمم المتحدة إن دخول المساعدات يتأثر إلى حد كبير بعمليات التفتيش المرهقة وانعدام الأمن.

* المناطق الآمنة "غير آمنة"

في مؤتمر صحفي للجيش الإسرائيلي، قالت المتحدثة كيرين حاجيوف إن الجيش يتخذ عدة تدابير لمنع وقوع خسائر في صفوف المدنيين.

وذكرت أن هذه التدابير تشمل تشجيع المدنيين على الابتعاد "مؤقتا" عن خط النار، الذي يمتد الآن في معظم أنحاء غزة. لكن متحدثا باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قال لشبكة سي.بي.إس نيوز يوم الأربعاء إن ما يسمى بالمناطق الآمنة في غزة "هي ببساطة غير آمنة".

وأشار بيان للجيش الإسرائيلي في وقت سابق يوم الأربعاء إلى أنه منذ أن حدد منطقة إنسانية للمدنيين في قطاع غزة في 18 أكتوبر تشرين الأول، تم إطلاق 116 صاروخا من هناك باتجاه إسرائيل سقط 38 منها داخل غزة.

© Reuters. جنود في الجيش الإسرائيلي يحملون جثمان قائد عسكري برتبة لفتنانت كولونيل في لواء جولاني يوم الأربعاء بعد مقتله خلال كمين نصبه مقاتلو حركة حماس في شمال قطاع غزة ضمن عملية الغزو البري التي تشنها إسرائيل على القطاع.  تصوير : شير توريم - رويترز .

وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحفيين إن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الذي يزور المنطقة، سيناقش مع الإسرائيليين الحاجة إلى أن يكونوا أكثر دقة في ضرباتهم ضد أهداف حماس.

وذكر مسؤول أمريكي أن سوليفان التقى بمسؤولين سعوديين يوم الأربعاء وناقش معهم "الجهود الدبلوماسية الأوسع للحفاظ على الاستقرار في أنحاء المنطقة ومنع اتساع الصراع بين إسرائيل وحماس".

(تغطية صحفية بسام مسعود من خان يونس في غزة ودان وليامز وهنريت شقر من القدس وماجي فيك من لندن ومكاتب رويترز حول العالم - إعداد سلمى نجم ونهى زكريا ومحمد أيسم ومروة غريب للنشرة العربية)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.