من حمد محمد
(رويترز) - قال اتحاد لاعبات التنس المحترفات يوم الخميس إن البطولة الختامية لموسم السيدات ستقام في العاصمة السعودية الرياض في الفترة من 2024-2026، لينهي شهورا من التكهنات ويفتح المجال للدولة الخليجية لغزو هذه الرياضة.
وستستضيف الرياض البطولة الختامية، التي تضم أفضل ثماني لاعبات في الفردي وفرق الزوجي في الموسم، في الفترة من الثاني للتاسع من نوفمبر تشرين الثاني المقبل وستحل محل مدينة كانكون المكسيكية التي استضافت نسخة العام الماضي.
وقال اتحاد لاعبات التنس المحترفات إن الاتفاق مع الاتحاد السعودي للتنس سيقدم جائزة مالية قياسية تبلغ 15.25 مليون دولار هذا العام مع زيادات أخرى في عامي 2025 و2026.
وقال الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل آل سعود وزير الرياضة السعودي لرويترز "إن إقامة بطولة للسيدات بهذا الحجم والمكانة هي لحظة حاسمة للتنس في المملكة العربية السعودية. البطولة الختامية لموسم تنس السيدات تمتلك القدرة على الإلهام إلى ما هو أبعد من هذه الرياضة خاصة لفتيات ولسيدات المملكة".
وزاد الحديث عن إمكانية نقل البطولة إلى السعودية بعد إعلان اتحاد لاعبي التنس المحترفين في أغسطس آب الماضي أن نهائيات الجيل القادم ستقام في جدة بين عامي 2023 و2027.
وقال اتحاد لاعبات التنس المحترفات في بيان "اختار الاتحاد الرياض بعد عملية تقييم شاملة استمرت عدة شهور تضمنت تقييم عروض متعددة من مناطق مختلفة ومناقشات مع اللاعبات".
واستضافة البطولة أحدث أمارات تزايد نفوذ السعودية في الرياضة، بعد تعيين رافائيل نادال سفيرا لاتحاد التنس في المملكة التي تخطط لإنشاء أكاديمية للتدريب.
ووقع اتحاد لاعبي التنس المحترفين كذلك "شراكة استراتيجية" مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي أصبح شريك الاسم لتصنيف اللاعبين.
وضخت السعودية أموالا ضخمة خلال السنوات القليلة الماضية في ألعاب رياضية كثيرة بينها كرة القدم وفورمولا 1 والجولف بينما يتهمها منتقدون باستخدام صندوق الاستثمارات العامة في استغلال الرياضة "لغسل" سجلها في مجال حقوق الإنسان.
وتنفي البلاد الاتهامات المتعلقة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وتقول إنها تحمي أمنها القومي بواسطة قوانينها.
* 'فرصة جديدة'
قال ستيف سيمون رئيس اتحاد لاعبات التنس المحترفات العام الماضي إن السعودية قدمت "قضايا كبيرة" لاستضافة بطولات الاتحاد لكنه أقر أيضا بالتقدم الذي تم والتواصل المستمر مع اللاعبات.
وأضاف سيمون "إقامة البطولة الختامية في الرياض يمثل فرصة جديدة لنا وخطوة إيجابية للنمو طويل المدى لتنس السيدات كرياضة عالمية وشاملة.
"لقد تأثرنا بالالتزام الذي أبداه الاتحاد السعودي للتنس لتنمية هذه الرياضة على كافة المستويات".
وقالت إيجا شيانتك المصنفة الأولى عالميا والدنمركية كارولين فوزنياكي خلال بطولة أستراليا المفتوحة إن هذا الاتفاق أتاح الفرصة لإحداث تغيير إيجابي.
وكانت هناك ردة فعل سلبية من داخل اللعبة، إذ عارضت أساطير اللعبة كريس إيفرت ومارتينا نافراتيلوفا انتقال البطولة للسعودية.
وقالت اللاعبتان السابقتان إن قيم اتحاد اللاعبات المحترفات تتناقض بشكل صارخ مع قيم السعودية وإقامة البطولة هناك لن يمثل تقدما بل "تراجعا كبيرا".
لكن ريما بنت بندر آل سعود سفيرة السعودية في الولايات المتحدة قالت إن هذه الانتقادات تمثل صورة نمطية وآراء تستند على النظرة الفوقية الغربية.
ويقول نشطاء إن المخاطر المتعلقة بحقوق الإنسان بالنسبة للاعبات والجماهير والصحفيين في السعودية "خطيرة جدا" وطالبوا اتحادات اللعبة بتوخي الحذر حال إقامة أي بطولة في المملكة.
وأبدت الروسية داريا كاساتكينا، التي أعلنت مثليتها الجنسية في 2022، تحفظاتها العام الماضي بشأن مشاركتها مستقبلا في بطولات ينظمها الاتحاد في السعودية، التي تجرم المثلية الجنسية.
وقالت مينكي ووردن، مديرة المبادرات العالمية في هيومن رايتس ووتش "يجب أن يوضح اتحاد لاعبات التنس المحترفات الآن كيف يتوقع أن تعالج السعودية مخاطر حقوق الإنسان الخطيرة المتعلقة بالمرأة والجماهير واللاعبات من المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيا والصحفيين وكل من يحضر البطولة التابعة للاتحاد أو يتأثرون بها.
"يجب معالجة مخاطر حقوق الإنسان هذه بصورة معقولة ضمن الاستعداد للبطولة".
* التحول من شنتشن
كانت البطولة تتطلع إلى مستقبل طويل الأمد في شنتشن بالصين عندما أقام اتحاد اللاعبات المحترفات نسخة 2019 من البطولة الختامية هناك بمجموع جوائز بلغ 14 مليون دولار بعد أن تفوقت المدينة الآسيوية على العروض المنافسة للحصول على عقد لمدة عشر سنوات.
لكن تم إلغاء البطولة في العام التالي بسبب كوفيد-19 وانتقلت إلى وادي الحجارة بالمكسيك في عام 2021.
ولم تعد البطولة إلى شنتشن في 2022 بعدما علق الاتحاد منافساته في الصين بسبب مخاوف بشأن معاملة المصنفة الأول عالميا سابقا في الزوجي بينغ شواي.
واستأنف الاتحاد منافساته في الصين العام الماضي.
واستضافت فورت وورث في تكساس بالولايات المتحدة البطولة في 2022 واجتذبت عددا ليس كبيرا من الجماهير وكان من المتوقع أن ينقل اتحاد اللاعبات المحترفات البطولة للسعودية العام الماضي قبل اختيار كانكون لاستضافة البطولة قبل أقل من شهرين على بدايتها.
وانتقدت هذه النسخة أرينا سبالينكا بطلة أستراليا المفتوحة، التي قالت إنها شعرت "بعدم الاحترام" بسبب معايير التنظيم مما دفع سيمون لإرسال خطاب للاعبات يقر فيه بأن البطولة لم تكن "مثالية".
وقالت لاعبة روسيا البيضاء إنها ستكون سعيدة بخوض البطولة الختامية في السعودية بعد "تجربة مذهلة" خلال مباراة استعراضية في الرياض في نهاية العام الماضي عندما لعبت مع التونسية أنس جابر.
(إعداد أحمد الخشاب وطه محمد للنشرة العربية)