تتحوّل الأنظار نحو بنك الاحتياطي الفدرالي وسط إعلان لجنة مجلس الاحتياطي الفدرالي المحدّدة للمعدّلات نتائج اجتماعها الممتدّ على يومين. يعتبر هذا الحدث ذات اهمّية بالغة لأنّه سيترافق مع إعلان التوقعات الاقتصادية المحدّثة، الى جانب المؤتمر الصحفي لرئيس بنك الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين. وكما ناقشنا في وقت سابق، إنّ مصير مساعي تقليص عمليات شراء الأصول مع التطلع الى اختتامه هذا العام- ما يمهّد الطريق أمام زيادة معدّلات الفائدة- شكّل محفز الأسواق هذا العام.
تشهد البيانات الاقتصادية الأميركية تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالتوقعات منذ أوائل أبريل، بيد انّ سلّة الإصدارات الأخيرة المخيّبة للآمال أعادت إحياء الشكوك المحيطة بقوّة الإنتعاش في اعقاب الأداء الضعيف الذي برز في الفصل الأوّل. في الواقع، رزح الدولار الأميركي تحت وطأة ضغوطات بيع في يونيو وسط تقليص التّجار تقديراتهم المحيطة بتطبيع بنك الاحتياطي الفدرالي سياسته، ليصبح اتّجاه الأخضر الصعودي في خطر.
من ناحيتهم، أقرّ مسؤولو مجلس الاحتياطي الفدرالي انّ الفصل الأوّل كان استثناءًا ضمن مناخ داعم نسبيًا. في حال عكس ذلك سلّة متفائلة من التوقعات الاقتصادية و/أو مؤتمر متفائل ليلين، ستنقلب هذه الدينامية وتدفع العملة الأميركية الى الإرتفع مقابل نظرائها الرئيسيين. من جهة أخرى، إنّ أي نبرة حذرة تبقي احتمال إمكانية إعادة المصرف المركزي التفكير في سحب الحوافز واردًا، ستتمتّع بالتداعيات المعاكسة.
يتصدّر محضر اجتماع بنك انجلترا الجدول الاقتصادي خلال الساعات الأوروبية. أشارت التعليقات الأخيرة لمسؤولي المصرف الى ابتعاد في وجهات النظر حول توقيت أوّل زيادة لمعدّلات الفائدة، حيث أفاد الحاكم كارني أنّها قدد تتمّ في وقت أقرب ممّا تتخيّله الأسواق. إنّ تأكيد أي ميل متفائل مماثل في محضر الإجتماع سيوفر الدعم للجنيه الاسترليني، في حين سيدفعه السيناريو المقابل الى الرزوح تحت وطأة الضغوطات الهبوطية. في اي حال، ستكون تحرّكات الاسترليني عابرة قبيل إعلان مجلس الاحتياطي الفدرالي. هذا وتشير المواقع الفنّية الى إمكانية بلوغ زوج الاسترليني/دولار القمّة.
سجّل الين الياباني أداءًا مخيّبًا للامال خلال الدورة المسائية التي خيّم عليها الهدوء وخسر ما يناهز 0.14% مقابل نظرائه الرئيسيين. تعقّب هذا التحرّك تقدّم مؤشر الأسهم المعياري نيكاي 225، ما يشير الى أنّ تبدّد طلبات الملاذ الآمن على العملة اليابانية كان السبب الكامن وراء التراجع.