لم تبلغ تقييمات الأسهم هذه الإرتفاعات إلا مرتين تاريخياً، في عام 1929 وفي عام 2000، مباشرة قبل إنهيار الأسواق في كلا المرتين. وهذاالأسبوع، إخترق صاروخ باليستي المجال الجوي لليابان، ولكن متداولي الأسهم اليابانيينإستمروا في عملهم وكان شيئاً لم يحدث. قد يعتبر البعض أن هذا الأمر يدل على الشعور بالرضى نحو الوضع الحالي.
لقد كسر الذهب نطاق التداول الذي تحرك في داخله خلال ما مضى من العام الحالي. ماذا يقول هذا الحدث الفني عن فهم المستثمرين لأساسيات السوق؟ لقدتميزت نهاية عام 2016 بالروح البرية التي إجتاحت القطيع، والذي شهد ارتفاع شهية الجميع، حتى تحول آكلة العشب إلى آكلة لحوم، وذلك مع إنخفاض الذهب بنسبة 14.5%.
ومنذ بداية العام، قدمت 2017 نفسها على أنها سنة عدم إتخاذ القرارات من قبل المستثمرين، الذين أصابهم التردد بين الرغبة في المخاطرة والإبتعاد عنها، وبقي الذهب يتراوح بين 1,200 و1,300 دولار. والأن، ربما يشير الاختراق الصعودي للمعدن الأصفر إلى أن المستثمرين قد قرروا أخيراً الإبتعاد عن المخاطرة، وذلك مع وفاة الروح البرية.
إن هذا الكسر إلى الأعلى يرفع من إحتمالات ضرب أوامر وقف الخسارة، وإغلاق أو خفض حجم العمليات، وهو ما يظهر الأن على أنه الطبقة الأولى من كرة ثلج نفسية يبغ حجمها 1,000دولار، وهو ما يعادل كامل نطاق التداول الذي شهده هذا العام حتى الأن.
ولكن، قبل التسرع في شراء العقود، لاحظ أن الثيران لم تنطلق بكامل قوتها حتى الأن. وكما ظهر جلياً يوم أمس عندما دافعت الدببة عن نفسها، فإنها لا تزال موجودة وفي الإنتظار. خلال تداولات الأمس، شكل الذهب نمط (الشهاب) على رسم الشموع اليابانية، وهو ما تزامن مع وصولالسعر إلى المقاومة التي قدمتها قمة القناة، في حين أن كلا من مؤشر (الماك دي) ومؤشر القوةالنسبية يتوجهان لإنتاج إشارات بيع.
فرصة شراء جديدة؟
هذا شيء جيد لأنه في حال حدوث تصحيح هبوطي، فإن ذلك سيوفر نقطة دخول أفضل للراغبين في الشراء. ومع ذلك، فإن هذه الفرصة لن تكون فرصة مثالية للشراء مع إنخفاض الأسعار. فكماذكرنا، لقد وصل السعر إلى قمة القناة، مما يعطي إمكانية إنخفاض الأسعار في تصحيح هبوطي، وصولاإلى قاع القناة الصاعدة، والتي هي بحسب الرسم البياني لليوم، عند 1,226.55 دولار.
ولكن، بحلول الوقت الذي سيعود فيه السعر من قمة القناة إلى قاعها، فإن قاع القناةربما يكون قد وصل إلى مستوى 1,260 دولار، حيث يتحضر المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً (بالأخضر) للكسر فوق المتوسط المتحرك لـ 100 يوم (الأزرق). قديشكل هذا الكسر الناجح مؤشراً صعودياً يدعى بإسم (التقاطع الذهبي). ولكن الفشل هنا، أي في حال مقاومة المتوسط المتحرك 100 ومنعه المتوسط المتحرك 50 من الصعود، فإن تلك ستكون إشارة سلبية. ومع ذلك، وبالنظر إلىطبيعة ديناميكية السوق لهذا العام، فإن فعالية المتوسطات المتحركة في هذه الحالة يجب أن تكون موضع تساؤل،حيث أن النطاق، يتناقض مع الحركة، وهي ما تستهدف المتوسطاتالمتحركة قياسه.
ولكن حتى بعد هذا الكلام، فإننا نضع ثقتنا في الإشارة الإيجابية التي قدمها المتوسط المتحرك لـ 200 يوم (الأحمر)،والذي إقترب من قاع القناة ثم غير إتجاهه وبدأ بالصعود، مما يشير إلى أن حتى المتوسط المتحرك الخاص بالفترة الأطول قد وجد الدعم في قاع القناة وبدأ بالإرتفاع، الأمر الذي من شأنه أن يؤكد الآثار الإيجابية لكسر النطاق إلى أعلى وإيجاد الدعم عند مستوى 1,300 دولار المهم، والذي هو قمة النطاق.
وعلاوة على ذلك، فإن المتوسط المتحرك لـ 200 يوم يتحرك إلى الأعلى للمرة الأولى منذ أن إرتفع السعر فوق هذا المتوسط في 3 شباط/فبراير من عام 2016. وكان السعر في ذلك الوقت قد إرتفع بنسبة 11%، من 1,130 دولار إلى 1,260 دولار، في خلال 8 أيام بعد أن إرتفع السعر فوق هذا المتوسط المتحرك.
إستراتيجيات التداول
قد يقرر المتداولون المحافظون عدم الاهتمام بهذه العملية. فلقد وصل السعر إلى قمة القناة، وبالتالي يمكن أن يتجه إلى الأسفل على نحو أكبر من ذلك، ليتداول دون مستوى الكسر البالغ 1,297 دولار، ويكمل طريقه نحو الأسفل مستهدفاً قاع القناة.
أما المتداولون المعتدلون، فإنهم سينتظرون إنخفاض السعر نحو مستوى 1,297 دولار قبل الدخول في عمليات الشراء، مع وضع أوامر وقف الخسارة تحت هذا المستوى، والتي قد تمتد نحو أدنى سعر ليوم 25 آب/أغسطس 1,281.40 دولار. وعلى الرغم من ذلك، إذا كنت على استعداد لتحمل هذه المخاطرة،لا تخرج من العملية قبل تحقيق ربح يعادل المخاطرة على الأقل، مع نصيحتنا بإستخدام نسبة 3:1 بين العائد والمخاطرة، من أجل تحسين إحتمالات أن يتسبب عدد قليل من العمليات الرابحة في إطفاء خسائر عدد أكبر من العمليات الخاسرة السابقة والوصول بمجموع كل العمليات إلى الربح.
أما المتداولون العدوانيون، فقد يصبرون على تراجع الأسعار نحو المستوى الهام حول 1,300 دولار، أو على الأقل حتى وصول السعر إلى خط الاتجاه الصعودي الذي يمكن رسمه من قاع 10 تموز/يوليو، مع وضع أوامر إيقاف الخسارة تحت مستوى 1,300 دولار، أو تحت قمة النطاق السابق 1,297 دولار أو أدنى مستوى ليوم 25 آي/أغسطس 1,281 دولار.
وبالنسبة للمتداولون العدوانيون جداً، فإنهم قد يقومون ببيع الذهب، مع وضع أوامر إيقاف الخسارة فوق قمة نمط (الشهاب) والبالغة 1,334 دولار، وذلك في محاولة منهم للإستفادة من العودة المتوقعة نحو مستوى 1,300 دولار و 1,297 دولار. ثم يقومون بإغلاق عملياتهم والدخول على عكس ذلك في عمليات شراء، وفقاً لما ذُكر سابقاً.
وبالنسبة للمتداولين الهواة، فإنهم سيدخلون السوق بشكل مستعجل، بدون أي خطة تربط العائد بالمخاطرة، وبدون تحديد دقيق لنقاط الدخول والخروج. إنهم ينظرون لأنفسهم بفخر على أنهم متداولون عدوانيون، ولكن في الحقيقة لن يتبقى لهم أي شيء بعد خسارة أموالهم بالكامل.