نظرة على 2018: مؤشرات الأسهم ، وتباطؤ ارتفاع العملات المشفرة... ولكنها ستستمر

وثار تساؤل في بداية عام 2017 حول إمكانية وصل مؤشر داو جونز الصناعي إلى 20ألف، هذا وبدأ المؤشر العام برقم 19872.06. ونلاحظ أنه في الجمعة السابقة للكريسماس أغلق المؤشر على رقم754.06 ,24، أي أنه تجاوز ما كان متوقع له. وعلينا أن نذكر أن المؤشر كان أداءه مذهلا هذا العام فقد حقق 70 رقم قياسي جديد على مدار هذا العام، وهذا أعلى أرقام إغلاق على الإطلاق فتجاوز بذلك عدد الأرقام السابق الذي حققه في 1995 والذي بلغ 69 رقم قياسي.

ولم يتخلف مؤشر إس آند بي 500 هو الآخر، إذ بدء المؤشر عام 2017 عند رقم 2251.57، وفي إغلاق أجازة نهاية الأسبوع الخاصة بالأعياد وصل أغلق عند الرقم 2683.34، بارتفاع نسبته 19.8%. وفاق مؤشر نازداك هو الآخر التوقعات كافة بربح نسبته 29.2% على مدار العام حتى الآن، والسبب في ارتفاعه هو ارتفاع أسهم قطاع التكنولوجيا المرتفعة حاليا بنسبة 33% خلال العام (نستخدم هنا إشاريس الأمريكي للتكنولوجيا، وبرصة نيويورك كمعايير للقياس).

ويبدو أن النفط يتعافى من الكبوة التي أصابته بعد مروره بمنحدر 2016، ولكن يظل الدولار في وضع غير مستقر. وفي حين لا نلاحظ أي تقلبات في الأسعار من ناحية نظرية، نلاحظ أن العملات المشفرة كانت محط الأنظار المترقبة هذا العام، فارتفعت قيمتها عند قياسها بمعايير النسب المئوية؛ بلغت أرباح بيتكوين نسبة 1200% لعام 2017، كان السعر في بداية العام 999 دولار أمريكي، وقفزت إيثريوم من 8.17 دولار، إلى 624.3 دولار، وزادت قيمة Ripple بنسبة 13.700% فزاد السعر من 0.00652 دولار ليصل إلى 0.90 دولار.

وعلى صعيد أهدأ رفع الاتحاد الفيدرالي قيمة الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، وهناك تنبؤ بحدوث زيادة قيمة الفائدة ثلاث مرات على مدار عام 2018. ويقتطع البنك المركزي الأوروبي من قيمة شراء السندات الشهري، ويظل هناك حذر من رفع الفائدة. وبالنسبة لكلا من بنك إنجلترا والقرارت المتعلقة بالسياسيات النقدية العامة يتوجب عليهما ان يتساقا من الموقف البريطاني المملوء بالغموض والترقب، وهذا الغموض لن ينكشف حتى تنتهي مفاوضات البريكزت، وكيف ستكون نتائجها بالنسبة لبريطانيا.

يدعي الكثيرون سعادتهم بانتهاء عام 2017، ولكن من وجهة نظر السوق نرى بأن هذا العام 2017 كان عاما جيدا جدا في الحقيقة. ونأتي الآن إلى صلب موضوعنا، وهو تساؤل حول ما إذا كان عام 2018 سيكون بنفس أداء عام 2017 أو ربما أفضل بالنسبة للمستثمرين؟ وللحصول على إجابة طرحنا تساؤل كيف ستكون الأسواق في 2018 على 12 من أشهر كتابنا، من ضنهم عدد من محللي Investing.com.

يغطي هذا التحليل أجزاء السوق ذات الأداء الأعلى هذا العام وهم: البورصات، والعملات المشفرة. وفي جزء لاحق سيتم نشره خلال هذا الأسبوع سوف نتناول: الذهب، والفضة، النفط، واليورو والدولار، جنبا إلى جنب مع البنوك المركزية، وتوجهات السياسات لعام 2018.

ديلاكن فالون: استمرار النشاط بعد الركود، والشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة في موضع يؤهلها للربح.

ما حدث في مارس 2009 يعود للظهور مبكرا عما توقعت، ولكنه لم يخيب الأمال عند الحديث بمعايير الضخامة. بينما نحن نتوجه الآن نحو عام 2018 في مزاج مرتفع ومتفائل بالنسبة للسوق،وتصبح هذه السنة هي السنة التاسعة للسوق الصاعد طويل الأجل، يصعب علينا تخيل استمرار هذا الصعود. فبالنظر إلى قطاعي الشركات ذات رؤوس الأموال الأسواق وقطاع التكنولوجيا نرى أن الأخير على وجه التحديد ينتظره موجة من عمليات البيع، سبق أن رأينها في يناير وفبراير لعام 2016 وصارت كعدوى في السوق بوجه عام.

ونال سوق راسيل 2000 الضرر الأكبر من عمليات البيع في 2016. ونرى بأن خسائر سوق راسيل تم قياسها على إنها من أكبر 5% من حالات تسجيل أسعار ضعيفة شهدها المؤشر منذ نشأته، وتم قياس على نسبة خسارة مئوية حدثت على متوسط تحرك 200 يوم. وحدثت ظروف مشابهة لمؤشر نازداك خلال أكتوبر 2008، وحدث المثل أيضا لمؤشر إس آند بي 500 خلال نوفمبر 2001 (وفي حال مؤشر إس آند بي تم قياس الخسائر بناءا على معلومات يتم تسجيلها منذ 1950).

بالنسبة لسهم راسيل 2000 كانت حركات التصفية بين شهري يناير وفبراير لعام 2016 كافية للتخلص من مواطن الضعف، وبعد الكارثة تم إعداد ضبط عداد السوق الصاعد الدوري والذي يبلغ عمره الآن سنتين، وقد يدوم لسنتين أو ثلاثة قادة.

ستدور أحاديث حول انهيار بلا شك بسبب عمليات التصفية المستمرة، ولكن في الواقع أي عملية تصفية ستؤدي لخسارة جزء ضئيل جدا من أرباح التسع أعوام الماضية؛ فعلى سبيل المثال في حال خسارة مؤشر إس آند بي نسبة 25% ستصبح قيمة المؤشر 1.985، في حين كانت قيمة المؤشر في 2016 1.810 أي لن تسجل نفس الخسائر، فسياق وقوع الخسارة هو الأهم. وفي حال خسارة 40% سيصل إس آند بي إلى قيمة 1.600، آخر مرة حدث فيها مثل هذا الرقم كانت في عام 2013، بعد أربعة أعوام من أزمة الدين.

,وبالتالي لا يجب القلق حيال تكديس الأسهم (بمعنى أنه من الآمن التعامل مؤشرات الأسهم التي تضم مجموعة شركات) فنرى أنه عندما تهبط قيمة إس آند بي ل 15% من الضعف التاريخي للأداء، والذي يؤدي لتراجع نسبته 4.8% على متوسط تحرك 200 يوم، وسيصبح من 5% الأضعف أداء تاريخيا عندما يهبط إس آند بي إلى 10.5% على متوسط تحرك 200 يوم. ونفس النهج عند التعامل مع أسهم نازداك يجب أن تكون نسبة الخسائر 7.5% على متوسط تحرك 200يوم، وأقصى معدلات تاريخية تعادل 19.1%.

وبالنسبة لراسيل 200 والذي غطى مجال خسائره في بداية 2016، احصل على السهم عندما يتراجع 4.8% عن متوسط تحرك 200 يوم، وعندها يصل إلى أكبر خسارة تقدر ب 14.8%، ويتم قياس ذلك على سعر إغلاق نهاية اليوم، وليس الخسائر على مدار اليوم. ويمكن التعرف تحديدا على الأرقام (ومتى سيبدأ جني الربح) من جداول ملحقة هنا.

جوزيف إل. شايفر: ما يزال للسوق الصاعدة أرجل

على الرغم من كل الصرخات المتألمة الصادرة من أصحاب البيع المكشوف، وتلقى الأعلام الحمراء التي تشير إلى توقف مفاجئ في صعود السقوط بدون اهتمام من قبل من غادروا مبكرا، وينتظرون حاليا دليل على صحة قراراهم، نرى أن السوق الصاعد لا يمكن ان يموت من أسباب طبيعة، وهذا بدون استثناء، فمازال هناك حياة في ذلك السوق الصاعد.

يتأرجح الاقتصاد بين التضخم والانكماش؛ فنرى أن أسباب التضخم تعود للحكومة في الغالب بسبب مجالي التعليم والصحة)، والانكماش يأتي من مجال الطاقة وذلك بفضل عوامل الإمداد والطلب، وقطاع الغذاء بفضل المنافسة والمحاصيل الزراعية الممتازة) لا يوجد تغيرات حقيقة في تلك الأصعدة. كما نلاحظ أن انخفاض معدلات الفوائد، وبزيادة ¼ %ٌ لن يحدث أي قلق أو تغير.

هل تقوم بشراء الأسهم حسب تقييماتها السعرية؟ ناقشت على مدار مجموعة من المقالات شركات الملائكة الهابطة (شركات صنفت ذات مرة على إنها صالحة الاستثمار، ولكنها أصبحت فيما بعد ذات سندات مرتفعة العائدة وكبيرة المخاطر)، وعرفت عدد كبير منها. يمكنك شراء هذه الشركات بأسعار السنة الماضية، أو بأسعار عدة سنوات ماضية. ولكن بعض الأسهم مبالغ في قيمتها، فلا تقوم بشرائها، ففي القطاعات المتخلفة، والشركات المنهكة اقتصاديا يمكنك تحقيق أرباح كبيرة في بداية 2018.

يوجد عدة أسباب لحدوث التغير في 2018 منها: ستقل تدريجيا صفقات البيع بغرض تجنب دفع ضرائب على الربح، وسيقل الشراء المسعور. سيتواجد رفع مالي أكبر. توتر وقلق كبير من حاملي الأسهم. احتمالية رفع معدل الفائدة. يحتمل انتعاش قطاعات السلع والطاقة، وهذا سيفيد حملة أسهم الطاق، ولكنه يضر بحملة الأسهم الصناعية والمواد الخام، وغيرها الكثير من القطاعات. وسكون هناك فروقات بين أرباح 2018 وأرباح 2017 حيث يحتمل أن تقل عن 2017.

وأخيرا بالنسبة للتقييمات ستقوم وول ستريت بحلول منتصف العام بالترويج للأرباح بمقدار 28 مرة على إنها معقولة، والأرباح 30 مرة على إنها لا بأس بها بالنسبة للنامين سريعا، وذلك بدلا من الدافع عن الأسهم المتوسطة التي تحجني أرباح بمقدار 25 مرة، وسيكون هذا ضربا من الجنون. وسيكون النصف الثاني من عام 2018 فرصة جيدة لكسب الأموال من صناديق الاستثمار الطويلة والقصيرة الأجل، وغيرها من المواطن غير الحساسة في السوق.

ومن أفضل أسهم الطاقة للأشهر القادمة، ولدي أسهم خاصة فيهم: Valero، ورانج ريسورس، وإنكانا (جميعهم في بورصة نيويورك)، وبالنسبة للملائكة الهابطة أمتلك شخصيا أسهم في تيفا (بورصة نيويورك)، Celgene(بورصة نازداك)، مجموعة بي تي (بورصة نيويورك)، كروجر(بورصة نيويورك)، وأخيرا ميدناكس(بورصة نيويورك).

كاندي ماثسون: مزيد من تقلب الأسعار، مضاف إليه حالة من عدم التأكد السياسي.

المقال الأصلي الذي تم استخراج هذا الجزء منه تم نشره في 4 ديسمبر 2017.

سنرى ارتفاعا لتقلب الأسعار في 2018، وسيكون أرباح إس بي إكس و8 من أكبر المؤشرات نصف ما كانت عليه في 2017؛ ويرجع ذلك إلى حالة من عدم الاستقرار التي ستصاحب انتخابات منتصف الولاية في 2018، وأيضا بسبب ارتفاع معدلات الفائدة. فسيزداد إس بي إكس تقريبا بنسبة 10%، وأتوقع أن يظل قطاع التكنولوجيا بنفس مستوى القوة. وقد نرى أن الصعوبات التي تواجهها الشركات ذات رأس المال المحدود ستكون أكبر من تلك التي تواجهها الشركات ذات رأس المال الضخم. كما أتوقع بأن تظل الأسواق الأمريكية متقدمة على غيرها من الأسواق العالمية.

وبالنظر إلى مؤشرات راسيل 2000، ونازداك 100، وإس آند بي 500 سأراقب عن كثب لأرى ما إذا كانت مستويات الدعم التالية سوف تقف عند معدلات التقلب، والأسهم، إذا حصل أي اختلال في أحد هذه المستويات المهمة سيؤدي ذلك لبدء عمليات تصفية.

كليمنت تيبو، Investing.com تحليل: تصحيح مقداره من 15-20%، ولكننا لسنا أمام كارثة مهلكة

شهد عام 2017 ارتفاعا كبيرا لمؤشر إس آند بي، فالانخفاض الوحيد الذي لقيه المؤشر كان في شهري مارس، وأغسطس، فخسر في مارس 18 نقطة، وفي أغسطس 8 نقاط، أي ما نسبته 0.7-%، و0.2-% على الترتيب. وارتفع مؤشر داو جونز ليصل إلى 25.4%، ولكن إس آند بي ارتفع فقط بمقدار 20.1%. ولذلك اعتقد أننا على شفا موقف لم نشهد له مثيلا من قبل في السوق الأمريكي.

ونرى أن أمازون، وفيسبوك، ونتفليكس (جميعهم بورصة نازداك) ارتفعوا بنسبة تتجاوز 50% هذا العام. ويعد هذا غير معتاد، أن تكون كافة الزيادات بأرقام عشرية، هذا غير معتاد حتى بالنسبة لهذه الشركات ذات رأس المال العملاق

من المعروف أن هذا النمو الضخم لا تشهده سوى الشركات الناشئة، والتي في مراحل نموها الأولى، والتي من الواضح تماما أن هذه الشركات تجاوزتها، ولكن لا يمكننا أن نعتبر هذا النمو الهائل سيتم ترجمته كزيادة في أسعار أسهم هذه الشركات. وبالطبع كل شركة تعد حالة خاصة فيما يتعلق بأسباب نموها الهائل، ولكن جميع هذه الشركات تشاركت في استمرار النمو على مدار العام. ونرى أن قطاع التكنولوجيا بشكل عام تمتع بموقف إيجابي على مدار العام، مما ساعد قادة السوق على دفع قادة السوق للأمام.

وبشكل عام نرى أن السوق في حالة تمدد الآن، وبالعودة تاريخيا لأحداث السوق، نجد أن أطول فترة انتعاش امتدت من 2012 ل 2014، وكان هذا نتيجة لحالة من التعافي بعد انهيار، وليس هذا ما نشهده اليوم. أنا أتوقع بأننا