فرصة النفط الصخري الأمريكي تكمن في ارتفاع معدل الطلب الصيني

تم النشر 17/01/2018, 14:52

المقال الأصلي نشر باللغة الإنجليزية في 17/01/2018

كانت الصين هي المنقذ الذي ساعد مصدري النفط خلال المحنة التي مرت به عام 2014، إذ تعتبر الصين أكبر مستورد للنفط الخام ولمنتجات النفط على مستوى العالم؛ ونالت مكانة أكبر مستورد لنفط الخام في 2017. وظلت معدلات استيراد النفط الصينية عالية، رغم ما دلت عليه بعض المؤشرات الاقتصادية من أن الاقتصاد الصيني سيتباطأ في 2016. واستوردت الصين خلال 2016 يوميا ما يتراوح بين 6 مليون و 8.5 مليون برميل.

وانتهزت الصين فرصة انخفاض أسعار النفط، لتعبئة الاحتياطي الاستراتيجي من النفط الخام. وساعدت أيضا الأسعار المنخفضة مصانع التكرير المستقلة (يشار إليها أحيانا ب "أباريق الشاي") في تصدير النفط الخام بعيدا عن تعاقدات الدولة، وسمحت لها كذلك بتصدير المنتجات المكررة.

ويخشى العديد من مراقبي السوق من اتخاذ الحكومة الصينية أي قرار مفاجئ بشأن وقف شراء النفط الخام للتخزين، أو لتوقيف مصانع التكرير المستقلة، وتبعات أي قرارات من تلك النوعية تفضي إلى انخفاض مفاجئ في أسعار النفط العالمية. ولكن على أية حال لم تقدم الصين على تنفيذ أيا من القرارين. ولاحظنا ارتفاع استهلاكها من النفط في 2017، حتى في ظل ارتفاع سعر النفط.

ويمكن لهذا كله أن يتغير في عام 2018. فعلى مدار العامين السابقين اعتمدت مصانع التكرير الصينية المستقلة على الأسعار المنخفضة للنفط لتحقيق هامش ربحي على المنتجات المكررة التي يتم تصديرها. وانخفضت الهوامش الربحية هذه على مدار الأسبوعين الماضيين بفعل ارتفاع سعر النفط لأكثر من 60 دولار للبرميل. ومن المحتمل أن تقوم هذه المصانع بإبطاء عمليات التكرير، وسيقومون بمعالجة خام أقل، بسبب انخفاض الهامش الربحي للنصف تقريبا.

وطالما الصين مستمرة في استيراد كميات ضخمة، ستظل الفرصة سانحة أمام منتجي النفط في أمريكا لزيادة تصدير النفط الأمريكي للصين. وفي الواقع نلاحظ تنامي عمليات التصدير من الولايات المتحدة للصين، والتي وصلت في نوفمبر إلى رقم قياسي جديد بلغ 289,000 برميل يوميا. ووفقا ل Clipperdata فإن القطاع الذي يستورد النفط الأمريكي في الصين هو قطاع محدود جدا من السوق الصيني، واستورد هذا القطاع 9.01 مليون برميل يوميا في نوفمبر أيضا. وعلى كل حال، نجد أن هذه دفعة كبيرة للولايات المتحدة التي جرمت معظم صادرات النفط من عامين.

ومن المحتمل أن تصبح الصادرات الأمريكية مغرية لمصانع التكرير الصينية المستقلة التي تبذل ما في وسعها لتحقيق أكبر قدر من هامش الربح المتناقص. والسبب في ذلك لا يعود فقط إلى أن خام غرب تكساس الوسيط ما يزال أرخص من خام برنت الأوروبي، ولكن يرجع أيضا إلى أن منتجو النفط الصخري ما زالوا يقدمون تخفيضات على أسعارهم. وما يزال واجبا على منتجي النفط الصخري أن يبيعوا بسعر منخفض عن خام غرب تكساس، وذلك بسبب وفرة المعروض لديهم، وأيضا المعوقات التي تواجه تحديث وصيانة البنية التحتية. وما يطرحه منتجو النفط الخام من أسعار رخيصة هو بالضبط ما تحتاجه مصانع التكرير المستقلة الصينية لتحافظ على هامشها الربحي مرتفعا.

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.