الأسبوع الماضي
تحركت المؤشرات الأمريكية الأربعة الرئيسية لأعلى وذلك يوم الجمعة، وتكمل بذلك الأسبوع الثالث لتحقيق أرباح. وجاءت هذه الخاتمة المنتعشة، رغم ما يتبدى من مخاطر وتهديدات بشأن إغلاق الحكومة الأمريكية.
وكما أشرنا مرار وتكرارا مذ شهدنا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أن مستثمرو الأسهم أكثر ميلا إلى التفاؤل. فيركز هؤلاء المضاربون على الأخبار المبشرة. وبشأن هذا الارتفاع، نجده مدعوما بالتقارير المتفائلة التي ألمحت إلى أن المراقبون على وشك تيسير القواعد والتنظيمات البنكية بشكل أوسع. وعلى ناحية أخرى، أعتاد المستثمرون أن يغضوا الطرف عن الاخبار السيئة، متجاهلين التهديدات المحتملة، ويتعافوا سريعا من أي مخاطر حقيقة.
وأغلقت الحكومة الأمريكية منذ منتصف الليل يوم الجمعة، وذلك بعد نقاشات عدة، ومحاولات جادة لتعطيل هذا الأمر. وبالتأكيد سنتعرض بالشرح لتأثيرات هذا الإغلاق على المؤشرات، ولكن نرجأ هذا إلى بداية التداول لهذا الأسبوع. ورغم هذا يجب أن نعترف بأن الأسواق عادة ما تتجاهل الإغلاق الحكومي، كما شهدنا سابقا.
تقدم إس آند بي 500 500 بنسبة 0.44% يوم الجمعة، ليسجل بذلك رقم إغلاق قياسي، ورقم قياسي. وقاد قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية هذا التقدم، بأرباح تتجاوز 1.12%. وعلى طرف النقيض، نجد أن هناك قطاعين تلونا بالأحمر، وهما: الخدمات، منخفضا بنسبة 0.30%، والطاقة بخسارة 0.13%. وفي خلال الأسبوع تقدم المؤشر المعياري بفضل قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية مرة أخرى، إذ أضاف القطاع نسبة 2.44%؛ وعلى الطرف الآخر كان قطاع الطاقة الأسوأ أداءا بانخفاض 1.34%.
وحاز داو جونز اندستريال افيريدج (NYSE:DIA) على نسبة 0.22% يوم الجمعة، بدون أي أرقام قياسية، وعلى مدار الأسبوع أضاف لهذه النسبة نسبة 1.06%. وصعد ناسداك المركب بنسبة 0.56% يوم الجمعة، ليسجل بذلك رقما قياسيا غير مسبوق، ورقم إغلاق قياسي، وربح نسبة 1.04 للأسبوع.
وتفوق (NYSE:راسيل 200)2000 على المؤشرات الشقيقة الأخرى وذلك بارتفاعه نسبة 1.3% يوم الجمعة؛ وسجل بذلك رقم قياسي للإغلاق، ولكنه ليس الأعلى في تاريخه. وعلى أساس أسبوعي مؤشر الشركات الصغيرة تقدم بنسبة 0.29%.
ومن ناحية تقنية، نلاحظ أن الأسهم الأربعة عانت من انخفاض على الأساس الأسبوع (فنسبة أرباحهم أسبوعيا كانت 1.35، فيما عدا راسيل الذي سجل 1.85%)، وذلك قبل أن يغلقوا مقتربين من نفس أرقام الافتتاح للأسبوع. وشكّل هذا السلوك نموذج الرجل المشنوق الذي ينذر بانخفاض. وفي حال حصلنا على تأكيد أسبوعي، سيكون هذا مؤشر انخفاض مع ما نراه من إغلاق منخفض عن الهيكل الحقيقي للشمعة للأسبوع السابق (الهيكل الحقيقي: السعر ما بين الافتتاح والإغلاق، متجاهلين الظلال المرتفعة والمنخفضة).
ومع هذا الإغلاق المنخفض، يظل أصحاب المراكز الطويلة معلقين بمراكز خاسرة. ونرى بأن نموذج الرجل المشنوق ترافق تكونه مع ارتفاع قياسي؛ وهذا ربما يجعل المستثمرون قلقين، أو كما يمكن أن نعبر عن حالهم أنهم: متشبثين بحياتهم الغالية. ومن المحتمل أن يطلق هذا إشارة بدء تصفية المراكز الطويلة، والتي من الممكن أن يمكن أن يستتبعها ضغط بيعي. وعليه، فسنشهد انخفاضا في السعر، يكثف من حالة التصفية، ويدفع الأسعار للانخفاض أكثر، وبالتالي تزداد سرعة عمليات التصفية. وفي نقطة ما من دائرة الانخفاض والتصفية هاتين يلاحظ المشاهدون وجود تصحيح محتمل، ويدخلون في مراكز قصيرة، متسببين في انخفاض أكبر للأسعار
كيف يؤثر الإغلاق الحكومي على السوق؟
يمكننا أن نشير في البدء أن الإغلاق الحكومي أمر طارئ، وليس له أي تأثير طويل الأمد على الأسواق. ولكن الخطر الحقيقي الذي يلوح في الأفق هو عجز الكونجرس عن رفع سقف الدين. وفي حال شهدنا أي تعقيدات تنذر بتزايد خطر الإغلاق الحكومي، سيتسبب ذلك فورا في عمليات تصفية في سوق الأسهم. ومن الإغلاقات الثلاثة السابقة يمكننا أن نلاحظ بأن: عمليات البيع تكون مؤقتة، وتمنح في باطنها فرص شراء.
ولكن يظل في ذاكرتنا أن الأسواق في السبعينيات عانت من انخفاض في أعقاب إغلاق حكومي. وفي ذلك الوقت كان المستثمرين أكثر حساسية تجاه المخاطر السياسية، فكان لديهم حس الخطر أعلى من المستثمرين اليوم الذين لم يلقوا بالا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
الدولاريستمر في الانخفاض
وصل الدولار إلى انخفاض جديد قدره 90.11 يوم الخميس، ثم أظهر تعافي وأصبح عند 90.57، وبذلك سجل الانخفاض الخامس على التوالي. وجاء هذا الارتداد بفعل مطرقة (والمطرقة المقلوبة عبارة عن ظل طويل، تشير إلى عنف محاولات الثيران في محاولة رفع السعر) ورفعت بذلك السعر من الهاوية التي وقع فيها.
وعلى الرغم من المحاولات المستميتة من الثيران، إلا أن الضرر وقع وتسببت المطرقة في انخفاض جديد، إلى مستوى أدنى من النقطة الدنيا لسبتمبر الماضي. وعليه، فنجد أن الترند الهابط ممتد منذ يناير 2016. وتحرك السعر بشكل متوازن من حيث الهبوط والارتفاع للأيام الأربعة التالية، وهذا تسبب في تقوية احتمالية تشكّل النموذج الاستمراري العلم، يشبه النموذج الذي رأيناه في الأيام العشرة الأولى من يناير، وكان تأثيره انخفاض أكبر للدولار. وأي انخفاض مفاجئ للعلم المتشكل حاليا، سيكون نذيرا بتدني السعر أكثر مما هو عليه.
اليوروفي ذروة جديدة
وعلى عكس الدولار، صعدت العملة الموحدة لأعلى سعر لها منذ 15 ديسمبر 2014. وكمزيد من التقدم سجل اليورو ذروة جديدة، مرتفعة عن ذروة 8 سبتمبر والتي بلغت ارتفاع 1.2094، معززة بذلك الترند الصاعد.
ويقف اليورو على الطرف النقيض من الدولار الذي شكل نموذج العلم الاستمراري الصاعد بترند هابط، ولكن اليورو تكون فيه نموذج علم هابط مستمر في الترند الصاعد.
الخزانة الأمريكية وإشارة انطلاق سوق الدببة للسندات
عائدات أجل عشر سنوات للخزانة الأمريكية أغلقت على انخفاض نسبته 2.661% يوم الجمعة، متحركة بمقدار 0.0002 أدنى من أعلى مستوى سجلته خلال اليوم، وبذلك استمر استيلاء الدببة على الخزانة. ويعد هذا أعلى مستوى تسجله منذ يونيو 2013. وسجلت هذه السندات ذروة منذ منتصف 2016 منخفضة بنسبة 1.321%. وتكمل بذلك ذروتي ارتفاع وانخفاض للعائد، مما يضع سندات أجل عشر سنوات في سوق منخفض متوسط الأجل. وفي حال سجلت ذروة ارتفاع تتفوق على ذروة ارتفاع ديسمبر 2013، فوق مستوى 3.041 هذا سيدخلها في سوق هابط طويل الأجل.
(بتكوين)
تبعت الهند خطى الصين في خطط قمع تداول البتكوين. وقامت البنوك الهندية بوقف حسابات البتكوين. وشهدنا صباح يوم الأحد في آسيا، انخفاض العملة الأكثر شهرة بنسبة 7.73%، ليتم التداول عند 11,791 دولار، منهية بذلك يومين من التعافي. وفي نفس اليوم ارتفعت البتكوين مجددا ليتم التداول عند 12 ألف دولار.
وتشير حاليا تقارير متداولة على نطاق واسع، إلى أن عمليات غسل الأموال عن طريق البتكوين ليست ضخمة، فهي بنسبة أقل من 1% من التعاملات، ولكن تظل الحكومات رافضة للاقتناع بهذا الأمر. وطبقا للبنك الألماني نجد أن هناك صلة ارتباطية بين البتكوين ومؤشر الخوف (فيكس)، وأن تلك العلاقة تزداد قوة. وهذا يشير إلى أن المستثمرون يعتبرون أن ما يواجه البتكوين هو مخاطرة كأي مخاطرة تواجهها الأصول. وعليه، فالمستثمرون يعتبرون البتكوين أصلا يقومون بشرائه حال كان تقلب السوق منخفض، ويقومون بتصفيته عندما يكون هناك تقلبا في السوق كالذي شهدناه الأسبوع الماضي.
الأسبوع الجاري
كافة الأوقات المذكورة بتوقيت المنطقة الشرقية
الأثنين
8:30: تصدر بيانات مؤشر النشاط الوطني للاحتياطي الفيدرالي لشهر ديسمبر والتي يتوقع لها أن ترتفع إلى 0.44 من 0.15.
22:00: بنك اليابان يصدر قراره بشأن معدل الفائدة: ولا نتوقع أي تغيرات في السياسة، ولكن ربما يكون النقاش مثيرا للاهتمام بسبب الرمال المتحركة التي يقف عليها البنك المركزي الآن
ثبات في زوج دولار أمريكي/ين ياباني عند قاع القناة الهابط، مترافقا مع عمليات بيع مبالغة غيرت في مؤشر القوة النسبية، وعكست تقارب/تباعد متوسط السعر. ويشير ذلك إلى وجود تصحيح في قمة القناة السعرية.
الثلاثاء
5:00: بيانات مؤشر الثقة الاقتصادية الألماني: من المتوقع أن يرتفع شعور الثقة في السوق إلى 18 بعد أن كان 17.4.
مقاومة في عامل القوة النسبية لمؤشر داكس الألماني، يحذرنا من تكرار مقاومة 7 نوفمبر التي سجلت ارتفاع غير مسبوق هو: 13,525.65
10:00: في منطقة اليورو يصدر تقرير ثقة المستهلك في يناير: والذي من المتوقع له أن يرتفع من 0.5 إلى 0.7.
18:50: التوازن التجاري لليابان في شهر ديسمبر: يتوقع أن يرتفع الفائض من 113 مليار ين، إلى 443 مليار ين.
الأربعاء
في الساعتين 4:00 و5:00 على الترتيب يصدر: تقارير مؤشر مديري المشتريات للخدمات الألماني والفرنسي لمنطقة اليورو، من ثم يصدر تقرير مديري المشتريات الصناعي لألمانيا وفرنسا في منطقة اليورو: وستكون هذه التقارير مرشدنا لمعرفة اتجاه سوق الأسهم، خاصة ونحن في انتظار اجتماع البنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع.
4:30: بيانات التوظيف في المملكة المتحدة: مؤشر إعانات البطالة لديسمبر والذي نتوقع له أن يترفع بمقدار 3200 بعدما كان 5900 في نوفمبر. وبينما في نوفمبر هبط معدل البطالة من 4.2% بعدما كان 4.3%. ومن المتوقع أن يرتفع متوسط الدخل في نوفمبر بنسبة 2.5%، وكما كان في أكتوبر.
صارع زوج العملات جنيه استرليني/دولار أمريكي لتسجيل ارتفاع على مدار الأيام الثلاثة الماضية. ويشهد مؤشر القوة النسبية عمليات شراء مبالغة، وصلت إلى أعلى نسبة لها من 15 سبتمبر، والتي سبقت عملية تصحيح بنسبة أعلى من 4%.
9:45: يصدر في الولايات المتحدة تقارير يناير بشأن مؤشرات مديري المشتريات للخدمات وللصناعة: وبالنسبة للصناعة متوقع لها أن ترتفع من 55.1 إلى 55.8، بينما الخدمات تنخفض إلى 53 بعدما كانت 53.7.
10:00: مبيعات المنازل الكائنة بالولايات المتحدة والتي من المتوقع لها أن ترتفع بمقدار 5.69 مليون.
10:30: تصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، معلومات حول مخزون النفط الخام ل 19 يناير: ومن المتوقع له أن ينخفض بمقدار 760,000 برميل.
الخميس
4:00: المؤسسة للأبحاث الاقتصادية الألمانية تصدر تقرير حول مؤشر مناخ الأعمال، والذي يتوقع له أن يرتفع إلى 117.5 بعدما كان 117.2.
7:45: منطقة اليورو: مؤتمر صحفي يعلن فيه البنك المركزي الأوروبي عن قراراته: ولا نتوقع أي تغيرات في السياسات، ومن التعليقات القريبة حول توجه السياسة هذا العام بالإضافة إلى وقائع اجتماع ديسمبر، نتوقع أن المؤتمر سيحوي على معلومات مثيرة للاهتمام.
10:00: تقرير ديسمبر لمبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع لها أن ترتفع بنسبة 0.3%، في أعقاب قفزة نوفمبر التي بلغت نسبة 17.5%.
18:30: اليابان تصدر تقرير حول التضخم: من المتوقع أن ينخفض بنسبة 0.3% على أساس سنوي، بعدما كان 0.6%.
الجمعة:
4:30: تقرير أولي حول إجمالي الناتج المحلي في الولايات المتحدة للربع الأخير: يتوقع أن نشهد نمو 1.8% لإجمالي الناتج المحلي بشكل أولي، وذلك مرتفعا عن نسبة 1.7% على أساس سنوي. وأن يكون الارتفاع على أساس ربعي من 0.4% إلى 0.5%.
8:30: إجمالي الناتج المحلي في الولايات المتحدة (تقرير أولي للربع الأخير): حول طلب السلع المعمرة: يتوقع أن ينمو إجمالي الناتج المحلي بنسبة 3% على أساس ربعي، وذلك مرتفعا من نسبة 3.2%. ومن المتوقع أن يرتفع طلب السلع المعمرة على أساس شهري بنسبة 0.8%، وأن تتعافى إلى نسبة 0.2% بعد انخفاض 0.1%، ونستثني من هذا طلبات النقل.
8:30: كندا: مؤشر أسعار المستهلك لديسمبر: من المتوقع أن يستقر التضخم عند 2.1% على أساس سنوي. وأن يهبط إلى 0.2% من نسبة 0.3% على أساس شهري.