ارتفعت العملات المشفرة العام الماضي ارتفاعا خطف الألباب، ولكن هذا العام الذي لم يبدأ بعد لا يبشر بخير لهذه العملات. وتعاني العملة الأشهر والأكبر من حيث القيمة السوقية (بتكوين) من هزيمة نكراء، فخسرت 65% من قيمتها حتى الآن. وأنهت العملة معاملات شهر يناير عند سعر 10,284 دولار، وكان الشهر الذي خسرت فيه البتكوين النسبة الأكبر من قيمتها في 3 سنوات. وجاء هذا الانخفاض وسط مخاوف من فرض رقابة وقوانين تنظيمية في الولايات المتحدة وآسيا.
وأرسلت لجنة تداول السلع الآجلة مذكرة ضبط وإحضار إلى منصة تداول العملات المشفرة Bitfinex، وشقيقتها Tether، وتعتبر Tether عملة مشفرة مربوطة بالدولار الأمريكي (العملة الواحدة تعادل واحد دولار). وتعتبر هذه المذكرة موجة جديدة من الأنباء السلبية التي زعزعت سوق العملات المشفرة في شهر يناير. وعلى الجانب الآسيوي نجد أن العملات المشفرة قد قامت عليها حرب من الحكومات الآسيوية مثل حكومة كوريا الجنوبية والصين. وفرضت اليابان قوانين تنظيمية صارمة على العملات المشفرة، وجاء هذا كرد فعل على قيام مجموعة من القراصنة بسرقة 530 مليون دولار من العملات المشفرة من منصة التداول Coincheck الموجودة في طوكيو. واُعتبرت هذه العملة هي أكبر عملية سرقة للعملات المشفرة.
ودفعت الأنباء السيئة هذه المتعاملين والمستثمرين بعيدا عن البتكوين. وسعى هؤلاء للتركيز على عملات رقمية بديلة غير معروفة على نطاق واسع. ومن الفوائد التي تعود عليهم من هذه الحركة هي: حصولهم على عوائد مرتفعة مقارنة بالعوائد التي كانوا يحصلون عليها من العملات القديمة ذات الشعبية. وأدناه، نأخذكم في جولة للاطلاع على أكثر 5 عملات بديلة واعدة يمكنكم أن تأخذونها الآن عين الاعتبار. وحرصنا في ذكر العملات أن يتم تصنيفها وفقا لرأس مالها السوقي. وكذلك لكي نستطيع تصفية العملات الخمسة الأفضل من بين أكثر من 5,000 عملة متواجدة حاليا، قررنا التركيز على العملات الرقمية التي يتم تداولها الآن في نطاق يتراوح ما بين 0.01 دولار إلى 100 دولار، ويكون رأسمالها السوقي أكبر من مليار دولار، وعندما وضعنا القواعد قيد التطبيق وجدنا أن لدينا 14 عملة ينطق عليها تلك المواصفات.
ملاحظة من المحرر: عليك العلم بأن الاستثمار في العملات المشفرة خاضع للتخمين. وهذا المقال لا يهدف بأي شكل من الأشكال إلى دفعك أو إلى تلميع عملة مشفرة معنية، ولا يعد كذلك نصيحة استثمارية. عليك القيام بالتحري الخاص لتحديد وضع، قبل الاستثمار في أي أصل. وعلى كل من يضع الاستثمار في العملات المشفرة قيد الاعتبار، عليه أن يستعد لخسارة الاستثمار بأكمله.
1. ريبيل
بدأت ريبيل عام 2017 متداولة عند 0.00652 دولار، قبل أن ترتفع بنسبة 36,000%، لتغلق العام متداولة عند 2.03 دولار. وارتفعت إلى أعلى قيمة لها في 4 يناير، ليتم التداول مقابل 3.28 دولار، وتلى ذلك تراجعا لمستوى 0.60 دولار في الوقت الحالي. وتبلغ قيمتها السوقية الآن 24 مليار دولار، مما يجعلها في المركز الثالث بين أضخم العملات المشفرة.
كان 2017 هو تاريخ إصدار ريبيل، وتعتمد ريبيل على نظام التسوية اللحظية، وهي كذلك شبكة تداول وتحويل نقدي. ويطلق عليها أيضا نظام معاملات ريبيل، أو برتوكول ريبيل. ويهدف هذا البرتوكول إلى تفعيل الأمان، كما يوفر نظام معاملات مالية لحظية وشبه مجانية، لأي قدر من المعاملات.
فبشكل أساسي تعمل على تزويد المعاملات القائمة على السويفت بتطويرات من تكنولوجيا سلسلة الكتل، تعمل على تسهيلها وتخفيض قيمتها.
وأدخلت ريبيل عدد من المؤسسات المالية على شبكة سلسلة الكتل الخاصة بها في الأشهر الأخيرة. واستطاعت بذلك زيادة عملائها إلى 100. وجاء بين هؤلاء العملاء: عملاق تحويل الأموال موني جرام؛ ويوجد أيضا مؤسسات مثل: سانتاندير أسبانيا، يوني كريديت إيطاليا، يو بي إي سويسرا، وستانردارد تشارتريد إنجلترا. كما يوجد عدد من المؤسشسات المالية التي تتهيأ للانضمام إلى شبكة ريبيل هذا العام. وترجع رغبة المؤسسات المالية في الانضمام إلى شبكة ريبيل إلى ما توفر هذه الشبكة من عمليات تحويل الأموال عبر الدول متميزة بالسرعة وبسعر أقل مقارنة بشبكات الدفع العالمية التقليدية.
يمكن لريبيل أن تقوم ب 1,500 عملية تحويل في الثانية، وبسعر يبلغ بنس. ويأمل مستثمرو ريبيل أن تتحول شبكتها في المستقبل إلى الشبكة الأساسية التي ترغب المؤسسات المالية في استخدامها عندما ترغب في تحويل النقود لأي مكان في العالم. وبذلك يمكن أن تعتبر ريبيل من العملات التي يجب وضعها في الاعتبار الآن.
2. كاردانو:
وكاردانو هي عبارة عن منصة تدير العملة الرقمية ADA، وأصدرتها شركة تطوير سلسلة الكتل IOHK؛ ويدير هذه الشركة تشارلز هوسكينسون وكان أحد مؤسسي إيثيريوم. وجاءت العملة أيضا من إصدار BitShares وهي منصة قادرة على إجراء التطبيقات المالية، والعقود الذكية، والتطبيقات اللامركزية.
ويقف تداول كاردانو عند 0.27400 دولار. وتعتبر الآن في المركز الخامس بين أضخم العملات الرقمية المتداولة. وتبلغ قيمتها السوقية 7 مليار دولار. ويطلق عليها "إيثيريوم اليابان"، وترجع تلك التسمية إلى أن 95% من المشاركين في الطرح الأولي للعملة كانوا يابانيون . وارتفع سعر كاردانو في الرابع من يناير ليتم تداولها عند ذروة 1.37879، وهي القيمة الأعلى لها في تاريخها ذي السنوات الثلاث.
وتهدف كاردانو إلى أن تصبح أحد المنصات المتقدمة فيما يتعلق بالعقود الذكية. وقام مطورو العملة باختراع نظام يسمى ب "تسديد ديون الرهون" أو ما يطلق عليه اختصارا (P.O.S)، وطريقة عمل النظام كالتالي: العملة تقوم بتوليد نفسها بنفسها، من خلال وضع المستثمرون المال في محافظهم كوديعة وتركها مفتوحة. وتعود النقود عليهم بفائدة شهرية أو سنوية؛ ويطلق عليها خوارزمية إثبات الحصة Ouroboros. وهذه التقنية تجعل شبكة كاردانو متطورة عن شبكة إيثيريوم، في النواحي التالية: تعمل بسرعة، وبكفاءة أعلى، وبسعر أرخص، كما أنها توفر على غرار بتكوين "تخزين للقيمة". ويصنفها المتحمسون للعملات المشفرة بأنها أفضل من كلا من: بتكوين، وإيثيريوم، حيث تجمع خصائصهما المتميزة في عملة واحدة. وبذلك هي أيضا من العملات التي تدفعك للاستثمار فيها.
3. ستيلر:
ستيلر هي عبارة عن برتوكول مفتوح المصدر لتداول الأموال. تأسست في بداية عام 2014، وانطلقت كفرع من ريبيل بسبب بعض الاختلافات الفلسفية بين مؤسسها جيب مكالب ومجلس إدارة ريبيل. ويأتي الاختلاف الجوهري بين ريبيل وستيلر في أن ريبيل تحاول أن توفر حلول لمشكلات تحويل النقود في البنوك، بينما تعنى ستيلر بالتحويلات بين الأفراد.
وتقع العملة الآن في المركز السابع بين أضخم العملات الرقمية، مع قيمة سوقية تبلغ حوالي 5 مليار دولار. ويقف تداولها الآن عند 0.27300، ويأتي هذا بعد التراجع من ذروتها التي بلغت 0.91990 التي وصلت لها في 3 يناير. وبلغ ربحها لعام 2017 حوالي 14,400%.
وحدثت شراكة بين ستيلر وأي بي إم لزيادة سرعة عمليات الدفع والسداد على مستوى العالم في أكتوبر 2017. واستخدمت آي بي إم أيضا شبكة ستيلر لتطوير نظام دفع وسداد عبر الحدود مع بعض البنوك العملاقة. ومن ضمن شركاء ستيلر شركة الخدمات المهنية ديلويت.
ومن ناحية فنية نجد أن ستيلر قادرة على اتمام المعاملات المالية في فترة تتراوح بين 2 إلى 5 ثواني، مقابل جزء من بنس. وهي تتفوق على بتكوين في ناحيتي السرعة والسعر. وتسمح للمستخدمين أن يقوموا بتبادل العملات الحكومية مثل الدولار واليورو.
وذكر القائمون على موقع تحويل المدفوعات سترايب في يناير الماضي، أن الموقع من المحتمل أن يدعم ستيلر في المستقبل. ويأتي ذلك في أعقاب محاولات خروج الموقع من استعمال بتكوين بسبب البطء والرسومات المرتفعة. وتمتلك ستيلر القدرة على أن تصبح أكبر منصة طرح أولي للعملات.
وأعلن أحد مؤسسي شبكة Mobius والمدير التنفيذي لها، ديفيد جوبود الشهر الماضي أن شركته جمعت 39 مليون دولار عن طريق طرح أولي لعملة، حدث على شبكة ستيلر. وشهدت عمليات بيع التوكن نجاحا كبيرا، واستطاعت تغطية ال hard cap خلال ساعتين. وقال جوبود بأنه بينما يفضل الكثيرون أن يحدث الطرح الأولي على شبكة إيثيريوم، اخترنا نحن شبكة ستيلر، وذلك بسبب مشكلات التوسع التي تواجه إيثيريوم.
وتشيع الأخبار المبشرة حول ستيلر مما يجعلها تستحق أن يتم الاستثمار فيها هذا العام.
4. نيم:
يتم تداول نيم الآن عند 0.38700 دولار، وتبلغ قيمتها السوقية حوالي 3.6 مليار دولار. وتتربع على المركز العاشر بين أضخم العملات الرقمية التي يتم تداولها. وخسرت 70% من قيمتها ببداية هذا العام، بعدما ارتفعت بنسبة 29,800% المذهلة في 2017.
كان 31 مارس 2015 هو تاريخ إطلاق عملة نيم، وتعتمد شبكة سلسلة الكتل الخاصة بها على تقنية الند للند. وتم بناء سلسلة اكتل الخاصة بنيم مع وضع الأعمال في الاعتبار، فالشبكة مصممة بأداة انسيابية تعمل على الحفاظ على أمن تداولات محفظة الاستاذ. ويمكن استخدام نيم لأي غرض، وذلك بفضل "نظام الأصول الذكي". ويمنح هذا النظام القدرة للمستخدمين على خلق شبكة سلسلة كتل مناسبة لاستخدامهم الشخصي للعقود الذكية.
وأصدرت نيم قائمة تحتوي على الاستخدامات الممكنة ل"نظام الأصول الذكي"، وتضمنت: التصويت، التمويل الشعبي، امتلاك الأسهم، تسديد المدفوعات عن طريق الهاتف، والحفاظ على أمن السجلات. وكل خدمة من هذه الخدمات تعتبر صناعة عالمية في حد ذاتها، وبهذا تكون القاعدة الجماهيرية لنيم عملاقة.
وبما أن شبكة سلسلة الكتل الخاصة بنيم قابلة للتكييف، فبالتالي لا يوجد حد للجماهير التي يمكن لها أن تستخدمها. وحاليا تستخدم شبكة سلسلة الكتل التجارية Mijin البرمجيات الخاصة بنيم. وتقوم حاليا عدد من المؤسسات المالية والخاصة في اليابان وعلى مستوى العالم باختبار لنظام البرمجيات هذا. ويزعم المطورون أن هذه البرمجيات سوف تساعد في تخفيض التكلفة البنكية بنسبة 90%، كما ستجعل الصناعة البنكية أكثر أمنا.
ومن ناحية فنية، يلزم نيم حوالي 6 ثواني لتتم المعاملات المالية، وحوالي 20 ثانية لتأكيد المعاملة. كما أن الرسم على المعاملة الواحدة يبلغ 0.01% فقط. وبالمقارنة مع بتكوين، نجد أن بتكوين تستغرق ساعة كاملة لتأكيد إجراء المعاملة، وتبلغ الرسوم عليها 25 دولار في المتوسط. وصرح رئيس نيم لون وونج قائلا: "من الممتع أن تحصد أرباحا بسبب عمليات التسويق والتخمين، ولكن على المدى الطويل سيكون الرابحون هم من كسبوا ثقة المستهلك، ومن تبنوا نظام المشروعات."
وبالنظر إلى كم الأمور المختلفة التي تستطيع نيم أن تقوم بها، يبدو الآن واضحا أن لهذه الشبكة قدرة كبيرة على خلق قاعدة مستخدمين. وبالتالي فنرى لها مستقبلا مشرقا.
5. ترون:
ترون هي عملة رقمية لا مركزية ومفتوحة المصدر، أسستها مؤسسة ترون في مارس 2017. وتهدف إلى أن تصبح منصة مشاركة محتوى ترفيهي لا مركزية. وتعمل ساعية إلى تزويد خالقي المحتوى بالقدرة على مشاركة محتواهم دون الحاجة للمرور بوسطاء مثل أبل ستور، أو جوجل بلاي. أي أنها تزود خالق المحتوى بالقدرة على استلام التمويل مباشرة من المستهلك.
ويقف تداولها عند 0.02606، وقيمتها السوقية حوالي 1.7 مليار دولار، وتقع في المركز ال 15 بين أكبر العملات المشفرة. وارتفعت هذه العملة في 2017 بمقدار 7,800%، ووصلت إلى أقصى سعر لها في 6 يناير، عندما تم تداولها عند 0.22911 دولار.
تأسست ترون على يد جستن صن، والذي ضمته فوربس إلى قائمتها ل (30 شخصية مؤثرة تحت سن 30 في آسيا). وأسس صن تطبيق Peiwo، الذي يوشك أن يصبح سناب شات الخاص بالصين، ويقع تحت حماية مؤسس مجموعة علي بابا الصين (NYSE:BABA) جاك ما. فعندما بلغ صن 26 عام اختاره "ما" بنفسه للدراسة في جامعة جاك ما Hupan لريادة الأعمال، والتي معدل القبول فيها اقل من معدل القبول في برينستون.
ودفعت العلاقة الوثيقة التي تجمع بين صن و"ما" إلى بعض التخمينات حول انضمام عدد من مطوري علي بابا إلى ترون، وبالتالي هناك شراكة ما بين العملة المشفرة، ومتجر التسوق الإلكتروني الصيني العملاق. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت ترون الشهر الماضي أنها أنشأت شراكة مع Baofeng، المعروف ب "نتفلكس الصين" والذي يستخدمه 200 مليون شخص.
وفي ضوء هذه التطورات، ليس من العجيب أن نجد تزكية من جون ماكفي لترون في تغريدة، إذ وصفها بأنها استثمار طويل المدى.