المقال الأصلي نشر باللغة الإنجليزية في 07/03/2018
يجتمع أكبر اللاعبين في فضاء النفط في هيوستن تكساس هذا الأسبوع، ضمن فاعليات مؤتمر سيرا الأسبوعي الذي بدأ الأثنين الماضي، وهو مؤتمر للطاقة تستضيفه شركة IHS Markit. ويعد اجتماع العشاء يوم الاثنين هو واحد من الفاعليات التي جذبت الاهتمام، وكان هذا الاجتماع بين أعضاء الأوبك وبعض المديرين التنفيذين لعدد من شركات إنتاج النفط الصخري الأمريكية. واجتمع أعضاء الأوبك مع هؤلاء المديرين للمرة الأولى العام الماضي، ومنذ ذلك الحين هم على تواصل، إذ يراهم أعضاء الأوبك من اللاعبين الرئيسيين.
ورغم قدرة تلك الاجتماعات على جذب اهتمام الصحافة، يجب على مراقبي السوق أن يكونوا على يقين بشأن عدم دخول أي شركة نفط أمريكية في اتفاق مع الأوبك، وأنه مثل هذا الاتفاق لن يحدث تحت أي ظرف من الظروف. ولن تناقش الشركات والأوبك حتى فكرة إبرام أي نوع من الاتفاقيات، لأنه حتى لو بالحديث سيجذب هذا انتباه هيئة التجارة الفيدرالية، ووزارة العدل. ويعود هذا التدخل من تلك الكيانات الحكومية إلى أن الاتفاقيات من ذلك النوع تعد انتهاكا لقوانين مكافحة الاحتكار.
وتعقد الأوبك شراكات مع دول غير أعضاء مثل روسيا وكازاخستان، ولكن لن تصبح الولايات المتحدة واحدة من تلك الدول. ومنحت السلطات الأمريكية المشرفة على إنفاذ القانون الشركات الأمريكية حصانة من قوانين مكافحة الاحتكار، وذلك في الماضي ولعدد محدود من المرات. وجاءت تلك الحصانة في إطار تحقيق أهدف مهمة للأمن القومي الأمريكي. ولا يوجد في دخول شركات النفط الأمريكية في شراكات مع الأوبك أي مصلحة للولايات المتحدة الآن.
فإذا كان الأمر كذلك، ولا يمكن إبرام أي اتفاقية مع الشركات النفطية الأمريكية، ما الذي تناقشه الشركات في ذلك الاجتماع؟ صرّح المدير التنفيذي السابق لشركة (NYSE:إي أوه جي ريسورسز)، مارك بابا لصحيفة وول ستريت جورنال بخططه الرامية إلى إخبار الأمين العام للأوبك محمد باركيندو، بمعلومات حول النفط الصخري الأمريكي، وأنه ليس في الموقع وليس بالقوة التي يعتقد البعض أنه يتمتع بها. وتحدثت تقارير حول نيته بقول أنه رغم الاعتقاد السائد في السوق، إلا أن شركات النفط الصخري غير قادرة على رفع الانتاج تدريجيا، وعاجزة كذلك عن الحفاظ على مستويات عالية من الإنتاج. ووفق بلومبرج رفض مارك بابا التعليق عما قيل في الاجتماع.
ولا يكمن هدف الاجتماع في توحيد كلمة دول الأوبك وشركات النفط الصخري الأمريكية، وهم أيضا لم يجتمعوا لتعطي شركات النفط الصخري الأوبك معلومات حول طبيعة عملها وقدراتها (فالأوبك لديها علم بكافة ما تحتاجه حول صناعة النفط الصخري). ولكن اجتمعت تلك الدول مع المديرين التنفيذين لإظهار أنهم يجتمعوا، ولتعزيز التوقعات، والوصول لفهم أعمق عن الاستراتيجيات التي تتبعها الدول الأخرى المنتجة للنفط.
وتذكّر: أن كل شركة من شركات إنتاج النفط الصخري مهتمة بمعرفة ما تقوله الشركة الأخرى لأعضاء الأوبك، والجميع مهتم بما ستقوله الأوبك، والشركات المشاركة هي: (NYSE:تشيسابيك)، (NYSE:هيس )، (NYSE:بيونير ريسورسز)، (NYSE:أكسيدنتال)، (NASDAQ:سينتينيال)، وغيرها... ويمكننا أن نضع هذا الاجتماع تحت شعار:"حافظ على أصدقاء في مكانة قريبة منك، وقرّب [منافسيك] أكثر."