ارتفع سعر نفط خام غرب تكساس الوسيط منذ ما يزيد عن 3 أسابيع. واليوم، امتد الارتفاع، وهو على وشك التفوق على ذروة 26 فبراير، وكان السعر وصل إلى 64.24 دولار في ذلك التاريخ.
تدفع مجموعة من العوامل الأساسية النفط إلى الأعلى، ربما تصل به إلى مستوى 70 دولار.
العامل الأول: التوتر بين السعودية وإيران. ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة الماضي، بعدما أصدر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بيانا قال فيه: في حال أقدمت إيران على تطوير أسلحة نووية، ستقوم المملكة بفعل المِثل.
وصل ولي العهد أمس إلى واشنطن لزيارة دولية. يضع الأمير ولي العهد في جعبته أجندة واضحة بشأن زيادة الضغط على إيران. وهذا يؤدي بنا للعامل الثاني: ستكون عواقب فرض عقوبات على إيران وخيمة على اقتصاد البلد المعتمد بشكل أساس على النفط. وتزيد زيارة الأمير ولي العهد لواشنطن من الشكوك بخصوص احتمالية قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفض توقيع قرار بتمديد الاتفاق النووي مع إيران. وفي حال رفض ترامب ذلك، سيعني إعادة فرض العقوبات على إيران. وستتأثر أسعار النفط بشدة في حال أعادت الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على إيران.
والعامل الأخير لتحرك السعر لأعلى: استمرار اضطراب الإنتاج الفنزويلي. فوفق آخر تقارير وكالة الطاقة العالمية نرى أن الإنتاج انخفض بمقدار ما يزيد عن نصف مليون برميل مقارنة بالعام الماضي.
ونرى على الجانب الآخر رغم كافة العوامل المذكورة، عامل مهم سيدفع الأسعار لأسفل، هو: إنتاج النفط الصخري الأمريكي. يمكن لمنتجي النفط الصخري أن يزيدوا من الإنتاج في أي لحظة، طالما أن الأسعار في ارتفاع.
ويوضح الرسم البياني أعلاه كافة العوامل الدافعة لأعلى ولأسفل، والتي تشكل نموذج المثلث متساوي الأضلاع. وبينما تقترب كل جهة خطوة من المنتصف نرى ابتلاع الجهة الأخرى للعرض والطلب.
وعلى كل حال، يوضح اختراق أمس لأعلى تواجد طلب أعلى من العرض. وعليه، دُفع الطلب خارج النطاق ليلاقي العرض في موقع أعلى. ويتوقع أن هذا الاختراق جاء بفعل تأثير أحجار الدومينو وهذا التأثير قصير الأمد، ويتضمن انعكاس الشعور، وهذا سيستمر في دفع السعر للأعلى.
وما حدث بين العرض والطلب خلال النطاق السابق من المتوقع أن يتكرر في الاتجاه الصاعد، عنما يقترب السعر من مستوى 70 دولار. ليس هذا فقط، ولكننا نتوقع أن السلعة ستصل إلى هذا المستوى خلال شهرين، وهي نفس المدة التي يحتاجها المثلث ليتطور.
استراتيجيات التداول - مراكز طويلة:
الاستراتيجية المحافظة: ينتظرون توغل نسبته 3% في اختراق مستوى 62.60 دولار أي عندما يصل السعر إلى 64.50، ومن ثم يستخدمون الفلاتر لتجنب فخ ثيران. وبعد ذلك، ينتظرون حركة عودة والتي ستتوقف بفعل الطلب المتزايد عند اقترابها من النموذج، ويكون هذا الدليل إلى أن الحركة بين العرض والطلب هي الملائمة.
الاستراتيجية المعتدلة: فلتر نسبة 2% مُفعَل الآن. ربما ينتظرون حركة عودة لدخول أفضل، ولكن لا يطلبون بالضرورة دليل على الطلب.
الاستراتيجية العنيفة: يدخلون مراكز طويلة فورا، في حال كانوا قادرين على وقف الخسارة. من الأفضل أن تكون نقطة وقف الخسارة تحت قمة المثلث، أو على الأقل عند سعر المتوسط المتحرك النازح 50 (الأخضر) 62.77 دولار. أو يكونوا قادرين على المخاطرة برأس المال.