يتكلم الجميع بلا استثناء عن عوائد السندات الأمريكية , هذا جيد ولكن هل يعنيك هذا الموضوع , أو بطريقة أخرى هل أنت مستفيد؟ بامكانك اختيار اللامبالاة سواء ارتفعت أو تراجعت , ولكن على اعتبار أن الأسواق تتغير بسرعة وتفرض واقعاً قد يكون جديداً هذا معناه ان تقلبات هذه العوائد يعنينا طالما أن الأسواق تتغير بموجبها .
اذا لم يكن بمقدورك كمضارب أو مستثمر فردي أن تشتري وتبيع السندات ( على اعتبار أنها أدوات استثمارية بعوائد طويلة الأجل وتحتاج لرأس مال جيد بخلاف العملات ) بامكانك أن تختار تأثيرها.
دعونا نوضح , ارتفاع العوائد الأمريكية يعني أن هناك خروج من السندات ( بيع ) لأن الأسواق تقرأ أن أسعار الفائدة الأمريكية سترتفع بقوة , وهي تعكس بذلك قراءةً ايجابية متفائلة بمعدلات التضخم الأمريكية التي باتت قريبة من 2% وهو هدف الفيدرالي ( أسعار المستهلكين الأمريكين تراجعت -0.1% الشهر الفائت من 0.2% سابقاً ).
السندات الأمريكية الأهم هي لسنتين وعشر سنوات , وهي تشكل أكبر وأكثر أسواق السندات العالمية سيولةً.
وصلت العوائد الى 3.03% للعشر سنوات ( الأعلى في أربع سنوات ) وأيضاً 2.48% لسندات السنتين وهي الأعلى خلال عشر سنوات تقريباً. نعتقد بأن ارتفاع هذه العوائد فيه الكثير من المبالغة آخذين بعين الاعتبار أداء الاقتصاد الأمريكي , سياسة رفع الفائدة من قبل الفيدرالي , سياسات ترامب الاقتصادية الحمائية وأيضاً تجاهل الأسواق لعوامل جداً مهمة مرتبطة بامكانية الغاء الاتفاق النووي الايراني وارتفاع المخاوف مرةً أخرى ,كما أن أسعار الأسهم الأمريكية باتت من الأعلى في العالم.
ان ارتفاع العوائد ليس جيداً للأسهم أبداً حالياً ,ولكن هذه العوائد تجعل سعر السندات رخيص وبالتالي سيتعزز شراؤها لاحقاً ( قد لايأخذ الموضوع أكثر من ستة أشهر ) حتى تدرك الأسواق المأزق.
لنراقب مزادات وزارة الخزانة الأمريكية للسندات وهي تعقد أسبوعياً لأن ارتفاع معروض السندات الأمريكية سيرفع من عوائدها , هذا يعني الحذر من قوة الدولار الأمريكي حالياً . الرسم البياني ( التشارت ) يوضح أن مؤشر الدولار الأمريكي فيه شيئ من الاتجاه العرضي حالياً ومكاسبه قد تفقد الزخم.